بالصور.. شوارع مصر «لوكاندة» الغلابة.. الأرصفة مأوى الهاربين من الخيانة.. فضلات الأطعمة تنقذهم من الموت.. وأشجار الكورنيش تأويهم من برد الشتاء

الثلاثاء، 19 يناير 2016 09:51 م
بالصور.. شوارع مصر «لوكاندة» الغلابة.. الأرصفة مأوى الهاربين من الخيانة.. فضلات الأطعمة تنقذهم من الموت.. وأشجار الكورنيش تأويهم من برد الشتاء
هشام صلاح_ محمود فكرى_ ماهر مندى

"يا شعب نايم ع الرصيف وبالمقشة بتتكنس.. فيك ناس بتشقي ع الرغيف وناس بتتعب م التنس".. هكذا لخص صلاح شاهين حال المواطن المصري، الذي يسكن على الأرصفة.. في أي دولة قد يكون منظر الأشجار وأعمدة الإنارة شيئا طبيعيا، فالمكان الطبيعي لكل إنسان، أن يكون له سكن خاص أو مأوي يسكنه، يقيه من شرور الشارع وتقلبات الجو ولكن أن ترى أشخاصا يفترشون الرصيف وينامون أسفل الكباري، إذًا أنت في مصر..

ملاجئ المساكين

تعد أرصفة محافظة كفر الشيخ ملجئًا للمساكين ومن تتجاهلهم الحكومة، حيث جمع هذا الرصيف أشخاص كثيرة من المواطنين، لكن ظروفهم مختلفه، منهم من ترك حياته وجاء للرصيف هربا من الواقع المرير الذي تعرض له، ومنهم من تعرف على هذا الرصيف بعد أن فقد الثقة في أقرب الناس له وربما تكون زوجته السبب.

هارب من الخيانة

البداية كانت مع أبو شريف، هكذا يلقبه، جيرانه المقيمين على الرصيف في كفر الشيح، حيث قال من يعرفه من الناس، إنه كان يعيش حياة طبيعية مع زوجته وأبناءه الاثنين، وكان له صديق منذ الصغر يتردد كل مهما علي الآخر، لكنه فوجئ بأن صديقه الحميم على فراشه مع زوجته، فحدث له حالة من الزهول العقلي جعتله يترك لهم حياة البشر الطبيعية، ويذهب ليعيش على الرصيف.

وروى أحد أصحاب المحلات التي ينام أبو شريف بجواره في الليل، إنه في ليل الشتاء القارص ينام علي تلتوار الرصيف تحت بلكونات العمارت حتي لا يسقط عليه المطر، كما حاولوا التحدث معه كثيرا لكنه لا يرد علي أحد.

غذاء من فضلات المطاعم

قال نادر، أحد سكان الرصيف إنه يعيش في الشارع منذ زمن طويل يأكل أحيانا ما تبقي من فضلات المطاعم، وأحيانا أخري ياكل كسرات من الخبز عطف عليه أحد الناس وأعطاها له، وإذا أراد أن يقضي حاجته ليس أمامه إلا «حمامات المساجد» لكن في بعض الأوقات عمال المساجد يمنعوه من الدخول.

وعما يعترضون إليه في الشارع قال نادر، إن البلطجية يعتدون عليه دون أي سبب، ففي ساعات اليل المتأخره يوقظونه من النوم، ويقومون بضربه وسحله، وإذا نطق بكلمة واحدة، عقدوا حفلة تعزيب عليه دون رحمة أو شفقه.

كورنيش النيل لوكاندة للغلابة

وتحولت شوارع محافظة المنيا لجميع والميادين العامة والكورنيش إلى لوكاندة للغلابة، بعد أن تجاهل المسؤولين توفير وحدات سكنية لهم.. بعد العاشرة مساء ترى الجميع يفترش الكرتون وينام على الأرصفة وممرات الكورنيش.

وتزايدت هذه الظاهرة فى الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ ولكن أصبحت اليوم ظاهرة ثابتة بمختلف أرجاء المحافظة، الكثير يؤكد أن المتسبب فى كل ذلك مسؤولي المحافظة والبعض يؤكد أن السبب هو الظروف الاقتصادية وأعباء الحياة.. فأبو عمر قادم من محافظة أسيوط ترك محافظته هاربا من أولاده بعد أن قاموا بالحجر عليه، فجاء إلى المنيا بحثا عن المعيشة.

وقال أبو عمر إنه ينام بالقرب من موقف المنيا في بنى مزار ويعيش على فضلات طعام الركاب والسائقين، مضيفا أن أحد الشاب أهدى إليه بطانية من جمعية خيرية لا يعرف إسمها لكنه ترك له البطانية وفر هاربا.

غلابة على أرصفة سمالوط

في مدينة سمالوط ترى الكثير من تلك الحالات وأغرب ما تسمع عنه أن شابا ترك الحياة بما فيها بعد أن تزوجت حبيبته من غيره، هذا ما أكده اهالى المنطقة، عن أحد الشباب الذي لا يستطيع الكلام وعندما يتحدث معه أحد يغرق فى البكاء، وقال أحد الشباب إنه منذ أن قدم إلى المنطقة كان يصرخ ويقول "أنا بحبها بس محمد اتجوزها".

كورنيش المنيا لوكاندة للغلابة

أما على كورنيش النيل بالمنيا تسمع عجب العجاب عند بدء التحدث مع فتاة تبيع مناديل نهارا وتفترش الكورنيش ليلا، قالت: "مات أبى وتزوجت أمى من آخر مدمن كان يريد أن يفعل معي الفحشاء فقمت برتك المنزل خوفا على نفسى منه.. أعمل طوال اليوم في بيع المناديل لزوار الكورنيش وفى الليل أنام تحت شجرة".

عشش محفوظ

يقول أحمد من سكان المنطقة العشوائية "عشش محفوظ" إن الدولة وعدتهم ببناء منازل بديلة عن العشش، وتركتهم بدون بديل حتى الانتهاء من البناء فأخذ من الرصيف منزلا له، قائلا: "لا أقدر على إيجار سكن بديل.. لأني أعمل فاعل في البناء ومعي 5 أطفال وبحارب مع الدنيا لتوفير لقمة عيش ليهم".

مساكين على أرصفة بلد البشاوات

مدينة ملوى أطلق عليها بلد البشاوات، يوجد بها الكثير من لا يجد مسكنا وأخذ من شوارع المدينة سكنا له، ففى مدينة ملوى يسكن رجل بلغ هرم، يواجه برد الشتاء بالغطاء بالكارين وشكاير الأسمدة، مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنظر إلى اهالي الصعيد الفقراء.

عمال على نواصى المدينة الصناعية

وتشهد محافظة الشرقية نفس الظروف، حيث يلقى العمال بجثثهم على أرصفة شوارع مدينة العاشر من رمضان مرتدين الملابس الفقيرة، وينتعلون أحذية ممزقة، يبدأون يومهم مع الصباح يتراصون على الرصيف، وبجوارهم أدوات صناعتهم، قطع حديد وفئوس وأكياس بلاستك وأزاميل وأخشاب وجلود من إطارات السيارات القديمة، يعرضون أنفسهم للقيام بأى عمل لا يحتاج إلى مهارة فنية متخصصة من هدم أو تشييد بيوت وعمارات، يبيتون فى الليل جثثا متراصة بغير غطاء، يلتحفون السماء فى نواصى الشوارع المظلمة، يتغطون بالسقوف العارية داخل البنايات غير المكتملة، ينام معظمهم جلوس القرفصاء، تجنبا لرطوبة الأرض وتحسبا لمطاردة المتطفلين.

أرصفة شارع البحر للغلابة والكلاب الضالة

فى رصيف شارع البحر أشهر شوارع طنطا يقبع العديد من البسطاء دون سقف يحميهم من برد الشارع، فعلى الرصيف نومتهم وأسفل الكباري ملاذهم والكلاب الضالة رفاقهم،، لا ينتظر العديد منهم سوى أبسط الأشياء التي تساعدهم على البقاء، ولا يحلمون بالرغد أو الثراء، ولكن بفتات الطعام والملابس الثقيلة.

جثث على أرصفة الأهرامات

فتات الطعام والبطاطين المتهالكة الممزقة هي كل ما يملكة غلابة شارع ترسا بالجيزة، فقراء عاطلون عن العمل يتوافدون من القرى والنجوع البعيدة، في عالمهم الخاص الذي يعيشون فيه حتى يقول القدر كلمته.

على حافة ترعة المريوطية، اعتاد عشرات من العمال الفقراء أن يقضوا بقية ليلهم جثثا متراصة تنام على الرصيف، يجحفهم برد الشتاء، يتناوبون نعاسهم القلق تحت أضواء السيارات.

وعلى مرأى من عيونهم المجهدة تقبع أهرامات الجيزة منكشفة ليلا بمشاريع الصوت والضوء، وعلى مقربة من بطونهم الخاوية تنتشر عشرات الملاهى الليلية، تهدر فيها آلاف الجنيهات تلبية لغرائز بعض المسرفين، وهكذا يشهد أبو الهول على مزيد وقائع معاناتنا نحن المصريين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق