ثورة 30 يونيو «مصر من الظلام إلى النور».. قناة السويس الجديدة شريان مصري يعزز آمال التجارة العالمية
السبت، 03 يوليو 2021 10:00 ممحمد الشرقاوي
قبل نحو 6 أعوام، سجل المصريون بسواعدهم تاريخاً جديداً، بحفرهم قناة السويس الجديدة، لتتغير شكل الخريطة التنموية بمحور قناة السويس، والذي توليه القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتماماً خاصاً.
ومنذ تلك اللحظة، ولد الحلم المصري العظيم، ليكمل حلماً بدأه الأجداد قبل 152 عاماً وتحديداً في شهر نوفمبر من العام 1869، ليكملوا مسيرة أهم المنافذ البحرية في العالم، ليمهدوا الطريق أمام تحويل أكبر معبر تجاري لمركزٍ صناعي ولوجيستي عالمي لإمداد وتموين النقل والتجارة، يجذب استثمارات في شتى القطاعات.
وتعد قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب، وهي أحد أهم المشاريع القومية الرئيسية، التي من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات، وتحويل مصر لمركز اقتصادي عالمي.
وتتميز قناة السويس بأنها أطول قناة ملاحية في العالم بدون أهوسة، ونسبة الحوادث فيها تكاد تكون معدومة بمقارانتها بالقنوات الأخرى، وتتم حركة الملاحة فيها ليلاً ونهارًا، ومهيأة لعمليات التوسيع والتعميق كلما لزم الأمر لمجابهة ما يحدث من تطوير في أحجام وحمولات السفن، ومزودة بنظام إدارة حركة السفن (VTMS)، وهو نظام يقوم على استخدام أحدث شبكات الرادار والكمبيوتر، ليكشف ويتابع حركة السفن على طول القناة، ويتيح بذلك إمكانية التدخل في أوقات الطوارئ، وتستوعب القناة عبور السفن بحمولة مخففة، لحاملات النفط الخام الكبيرة جدًا (VLCCs) والضخمة (ULCCs)، وكل السفن الفارغة مهما كانت حمولتها.
وخلال عهد الرئيس السيسي، شهد محور قناة السويس طفرة نوعية كبيرة شهد محور قناة السويس طفرة نوعية، خاصة مُذ أن أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شارة البدء في إنشاء مجرى ملاحي جديد للقناة وتعميق المجرى الحالي، في خط متواز مع مشروع تنمية محور قناة السويس بالكامل.
ويحوّل المشروع قناة السويس من معبر تجاري ذي أهمية استراتيجية واقتصادية هائلة في حركة التجارة العالمية، إلى مركز صناعي ولوجيستي عالمي لإمداد وتموين النقل والتجارة، ذلك أن السنوات الخمس الماضية شهدت سلسلة من المشروعات القومية في إطار خطة التنمية الاقتصادية، والتي غيّرت معالم المنطقة الواقعة على ضفتي المجرى الملاحي لقناة السويس، ما شكل نقلة نوعية واستراتيجية شاملة في ذلك الموقع الفريد بالنسبة للعالم ومصر، وبما يحظى به من أهمية واهتمام بالغ.
وارتفع إجمالي إيرادات قناة السويس خلال الخمس سنوات الماضية (منذ إنشاء القناة الجديدة) بنسبة 4.7 %، طبقاً للإحصاءات التي أعلن عنها رئيس الهيئة الفريق أسامة ربيع، والذي كشف، في شهر أغسطس الماضي، أن إيرادات القناة بلغت 27.2 مليار دولار مقارنة بـ 25.9 مليار دولار في الخمس سنوات السابقة.
ومرّت 90 ألف سفينة بالقناة (بإجمالي حمولة 5.5 مليار طن) بين 2015 و2020، وذلك مقارنة بـ 86 ألفاً و600 سفينة بحمولة إجمالية 4.6 مليار طن بين 2010 و2015.
وتستهدف القناة ارتفاع أعداد السفن المارة والعائدات إلى الضعف بحلول العام 2023، وفق الخطة الاستراتيجية، والتي أكدها رئيس القناة السابق الفريق مهاب مميش خلال كلمته في الذكرى الثالثة لافتتاح القناة الجديدة قبل عامين، وأعاد التأكيد عليها الفريق أسامة ربيع، الرئيس الحالي للقناة، في أغسطس الماضي.
وتتعاظم أهمية القناة بقدر تطور وتنامي النقل البحري والتجارة العالمية؛ حيث يعد النقل البحري أرخص وسائل النقل ولذلك يتم نقل ما يزيد عن 80% من حجم التجارة العالمية عبر الطرق والقنوات البحرية "التجارة المنقولة بحرًا"، وتوفير الوقت والمسافة هو ما تحققه القناة وبالتالي وفر في تكاليف تشغيل السفن العابرة لها يؤكد ما لهذه القناة من أهمية.
وشهدت هيئة قناة السويس عدة إنجازات أضافت إلى سجلها التاريخي الحافل، بدأت بتطوير المجرى الملاحي للقناة السويس، حيث قرر الرئيس تعظيم الاستفادة من قناة السويس ودعم مشروعات التطوير واصدار توجيهاته بحفر قناة السويس الجديدة في عام واحد.
وساعدت القناة الجديدة من تقليل زمن الانتظار والعبور داخل المجرى الملاحي، تقليص عدد القوافل الملاحية من 3 قوافل الى قافلتين دون انتظار، تقليل مخاطر توقف المجرى الملاحي تمامًا بسبب عطب أو شحط أو تعطل السفينة اثناء العبور نظرا لوجود ممر ملاحي موازي، زيادة القدرة التصريفية للقناة حيث اصبحت تستوعب أعداد أكبر من السفن وذات أحجام أكبر تصل إلى 97 سفينة يوميا مع تحقيق العبور المباشر في الاتجاهين لعدد 45 سفينة / يوم.
وكذلك ساعدت القناة الجديدة، في جاهزية المجرى الملاحي لاستيعاب الزيادة المستقبلية في أحجام السفن والتجارة العالمية، وزادت من القدرة التنافسية لقناة السويس في مواجهة الطرق المنافسة، والحفاظ على الحصة السوقية لقناة السويس.
وساهم مشروع قناة السويس الجديدة في زيادة معدلات درجات الأمان بالمجرى الملاحي لوجود قناة بديلة تضمن عدم توقف الملاحة عند حدوث أي طارئ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك جنوح السفينة البنمية " نيو كاترينا"، فخلال الفترة من 25 فبراير حتى 8 مارس 2016 (أثناء جنوح السفينة بمجرى القناة الأصلية) استمر انتظام الملاحة بالقناة ولم تتوقف.
وساهمت القناة الجديدة في عملية تنشيط وجذب السفن العملاقة في أسطول التجارة العالمي، فلم تكتفي قناة السويس فقط بمشروع القناة الجديدة وعملت علي التطوير المستمر للمجرى الملاحي وذلك حتى تكون دائمًا على استعداد لمواكبة التطور المستمر في أحجام سفن الأسطول العالمي، ما يجعلها الاختيار الاول للخطوط الملاحية ويتم ذلك بالتوازي مع السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة لزيادة تنافسية قناة السويس في مواجهة الطرق المنافسة والبديلة والذى انعكس بالإيجاب في زيادة إيرادات قناة السويس برغم الظروف والتوترات التجارية الغير مواتية.
واستطاعت قناة السويس استقبال أكبر سفن الحاويات في العالم وأحدثها سفينة الحاويات HMM ALGACIRAS ذات الحمولة التي تقترب من 24 ألف حاوية فى 25 مايو 2020.
كما تم إنشاء جراجات جديدة بالقناة من خلال كراكات الهيئة تتيح زيادة عامل الأمان الملاحي والقدرة على مواجهة المواقف الطارئة، بالإضافة الي تحسين الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة من خلال تطوير محطات مراقبة الملاحة على طول القناة وعددها 16 محطة إرشاد بالإضافة إلى تجديد وتحديث أسطول القاطرات المصاحبة وغيرها من الوحدات المساعدة خلال رحلة الإرشاد في القناة.