عائلة "الكرد".. أيقونة النضال الفلسطيني في الدفاع عن الأرض

الأربعاء، 09 يونيو 2021 05:00 م
عائلة "الكرد".. أيقونة النضال الفلسطيني في الدفاع عن الأرض
عائلة الكرد ايقونة النضال الفلسطيني
كتبت: إيمان محجوب

علي باب القدس يقف ألاف المرابطين وعلي ترابها ومن أجلها سالت دماء الفلسطينين الذين لم يثنيهم الاحتلال ولا قواته وأسلحته، عن الايمان بحقهم في عودة أراضيهم الفلسطينية وعاصمتها القدس ومن هؤلاء المرابطين الحاج "نبيل الكرد" والد "منى ومحمد الكرد" الذي أصبح هو واسرته أيقونه للنضال الفلسطيني ،هذا الرجل ابن حي الشيخ جراح الذي حمل هو وأولاده هم كل سكان الحي وتمكنوا من نقل معاناتهم لكل العالم، فكانوا ينقلون للعالم الأحداث من قلب القدس والشيخ جراح، واليوم أصبحوا هم الخبر والحدث. 
 
وعائلة الكرد، وهي إحدى العائلات التي سكنت حي الشيخ  حي الجراح بعد تهجيرها بلدتهم في حيفا عام 1948 ،حيث كان يقيم نبيل الكرد ووالدته في غرفتين صغيرتين، ولكن عندما تزوج نبيل الكرد لم يكن المنزل الفلسطيني الصغير يكفي له ولأمه ولزوجته وأطفاله فأراد أن يبني غرفا إضافية في المنزل لكنه اصطدم كل مرة برفض سلطات الاحتلال منحه ترخيصا للبناء.
 
وبعد مرور عقود علي هذا الوضع قرر محمد الكرد الابن الاكبر للحاج نبيل الكرد أن يبني غرفة إضافية بكامل مرافقها في حديقة المنزل، لكن سلطات الاحتلال وقعت عليه غرامة ومنعته من دخول الغرفة وصادرت مفاتيحها وأغلقتها، وظل يدفع غرامات لنحو 29 ألف دولار على مدار 9 سنوات تحت بند المخالفة، لم يستطع خلالها شقيق منى الكرد دخول تلك الغرفة.
 
المفارقة الغريبة في قصة عائلة الكرد أن سلطات الاحتلال أصدرت قرارا عام 2009 بتمكين مستوطنين إسرائيليين من السكن في تلك الغرفة، بل وسكن فيها نحو 15 مستوطنا ليتقاسموا مع عائلة الكرد منزلهم .
 
بدوره لجأ محمد الكرد إلى القضاء الإسرائيلي للمطالبه بهدم الغرفة ليبعد المستوطنين الإسرائيليين عن منزله، لكن القضاء الإسرائيلي رفض هدم الغرفة، وأقام بها مستوطنون شباب.
 
وذكرت الناشطة منى الكرد، في تصريحات صحفية أن نتائج هذا القرار، أي تقاسم المنزل مع المستوطنين، حيث قام المستوطنون بمضايقة عائلة منى الكرد، وقاموا بهدم  باب المنزل  والقوا القمامة علي بعض أفراد العائلة وغيرها من المضايقات.
 
علي أثرها نظم الفلسطينين وقفات تضامنية مع عائلة الكرد، ونصبوا خيمة داخل المنزل، إلا أن المستوطنين قاموا بالاعتداء على المتضامنين وسكان المنزل، وأزالوا الجداريات التي رسمها المتضامنون لدعم عائلة الكرد، بعدها اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية الناشطة الفلسطينية مني الكرد وشقيقها محمد الذين  لعبوا دورا بارزا في الاحتجاجات ضد  تهجير الفلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جراح.
 
وحي «الشيخ جراح » يقع في الجانب الشرقي من البلدة القديمة بمدينة القدس، والذي أصبح منطقة مواجهات دائمة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وسكانه الفلسطينيين، الذي عاشوا في الحي بعدما هجروا من قبل عصابات الهاجاناه الصهيونية عام 1956 وبموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والحكومة الأردنية، استوعب الحي آنذاك 28 عائلة فلسطينية هُجرت من أراضيها عام 1948.
 
وحي الشيخ جراح سمي بهذا الاسم نسبةً إلى الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيبُ صلاح الدين الأيوبي، القائد الذي تحول إلى رمزٍ لأجيال متعاقبة منذ نحو 900 عام، ليصبح الحي تحت سيطرة قوات الاحتلال عقب حرب 1967.
 
وقد تحول حي «الشيخ الجراح » إلى نقطة صراع، بعد قيام قوات الاحتلال الاسرائيلية بتهجير العائلات الفلسطينية من بيوتها لتقوم ببناء 200 وحدة سكنية للمستوطنين في اطار سعي قوات الاحتلال للسيطرة على حي « الشيخ جراح »  بموقعه الإستراتيجي الذي يربط بين شرق القدس وغربها،  مما تسبب في وقوع صِدامات واشتباكات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين من جهة، ومستوطنين وقوات الاحتلال من جهة أخرى.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة