داعش والإخوان في ليبيا.. كيف بدأت العلاقة وإلى أين وصلت؟
الثلاثاء، 08 يونيو 2021 01:00 م
اتهم المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري جماعة الإخوان بمسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الأمن في مدينة سبها جنوب ليبيا، وأسفر عن مقتل ضابطين وجرح 5 آخرين تابعين لمديرية أمن سبها، ومنتدبين للعمل بجهاز المباحث الجنائية.
وجاءت هذه الاتهامات على خلفية تاريخ جماعة الإخوان المرتبط بالتنظيمات المتطرفة في ليبيا، والتي تحالفت في فترة من الفترات مع تنظيم داعش.
ورغم أن التحقيقات لا زالت سارية، إلا أن الجيش الليبي وعلى لسان متحدثه أكد أن التفجير الذي استهدف نقطة أمنية بسبها، كان "رسالة من الإخوان ومفادها أن هذا ما سيكون عليه مصير ليبيا لو ذهبت للانتخابات".
ولم يكن حديث المسماري بتوجيه الاتهام للجماعة في العملية الإرهابية الأخيرة، سوى تأكيد على استمرار العلاقة بين داعش والإخوان، لاسيما وأن الأخيرة ارتبط أغلب قادتها أمثال علي الصلابي ومنصور الحصادي وعبد الرزاق العرادي بدعم جماعات مسلحة في ليبيا.
وكان تنظيم داعش أعلن في وقت متأخر من مساء الأحد مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة سبها جنوبي ليبيا وتحديداً البوابة الأمنية بالمدينة، حيث ذكرت وكالة أعماق، الذراع الإعلامي للتنظيم الإرهابي، أن الهجوم أوقع 4 قتلى، مضيفة عبر بيان وصورة للتفجير نشرتها عبر تطبيق تلجرام أن العملية نفذها أحد عناصرها واستهدف بها نقطه تفتيش تابعة للجيش الوطني الليبي.
بدأت جماعة الإخوان في ليبيا بالظهور على السطح أكثر في أواخر العقد قبل الماضي؛ عندما انخرطت في التوسط بين نظام القذافي والجماعة الليبية المقاتلة، متحججة بإقناع المقاتلين في فرع تنظيم القاعدة في ليبيا المصنف على قوائم الإرهاب الدولية؛ بإجراء مراجعات فكرية مقابل الإفراج عن منتسبيها في السجون الليبية، لكن التنظيمين نقضا عهدهما وخرجا ضد القذافي.
ولكن سرعان ما بدأت جماعة الإخوان في توطيد علاقتها بالتنظيمات الأكثر تشددا في ليبيا عبر عقد تحالفات ببن قادتها في مصراتة وتنظيمات صنفت إرهابية بقرار من مجلس الأمن، مثل تنظيم أنصار الشريعة ودرع ليبيا ومجالس شورى المجاهدين في درنة وبنغازي وأجدابيا وهي كلها تنظيمات ومجموعات تعهد بعض قادتها بالولاء لتنظيم داعش في الكثير من المناسبات.
وكانت منظمة "شهداء سرت للأعمال الخيرية" كشفت في مراسلاتها إلى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في ليبيا في بداية 2020، قضية التعاون بين تنظيم داعش وجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، ومدى الدعم الذي قدمته الأخيرة للتنظيم عن طريق تعويضات هدم المنازل، لمواجهة الجيش الليبي.
وكشفت المراسلات عن مدى استفادة تنظيم داعش من تعويضات الإخوان المالية حتى بعد تحرير مدينة سرت عام 2016 من التنظيم الإرهابي.