كيف تحول "الحمار" من بطلا للقصص الساخرة إلي وسيلة للثراء السريع؟
الأحد، 06 يونيو 2021 10:30 م
ظل الحمار لعقود طويلة رمزا للصبر وقوة التحمل، وبطلاً للقصص والراويات الساخرة مثل «حمار حجا وحمار الحكيم» حتي جاء اليوم الذي انتهي دوره الادبي والتأمل في صفاته الجميلة وتحول لوسيلة سهلة للثراء السريع بعدما أصبح الحمار المصري تتهافت دول كثيرة على استيراده حياً أو مذبوحاً بأسعار خيالية، وبسبب زيادة الطلب علي جلود الحمير المصرية يرتكب بعض مهاويس الثراء السريع جرائم بشعة تندد بها جمعيات الرفق بالحيوان.
حيث ألقت الأجهزة الأمنية اليوم الاحد القبض على مزارع بتهمة سلخ جلود 10 حمير بطريقة وحشية ،حيث تلقي مركز شرطة تلا في مديرية أمن المنوفية بلاغا يفيد العثور على عدد من الحمير النافقة بدون جلودها ملقاه بأحد المجاري المائية بدائرة المركز ،وانتقلت أجهزة الأمن لفحص البلاغ، وأفادوا شهود عيان، اكتشفوا وجود عدد 10 حمير نافقة ومسلوخة الجلود ملقاة في المجرى المائي.
وتوصلت التحريات إلى أن مرتكب الواقعة عامل زراعي، مقيم بدائرة المركز، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه، وعند مواجهة المزارع اعترف بإرتكاب الواقعة، وقال إنه قام بشراء "الحمير" المريضة وحديثة النفوق بهدف الحصول على جلودها.
وفي وقت سابق نجح رجال الإدارة العامة لجمارك الصادر بميناء الدخيلة، في إحباط محاولة تهريب 1000 قطعة من جلود الحمير، المحظور تصديرها بموجب قرار وزير التجارة والصناعة وقوانين الجمارك والاستيراد والتصدير.
هذه الوقائع وغيرها من عشرات الجرائم التي ارتكبت في حق الحمير المصرية بسبب هوس البعض بالثراء السريع ،بعد فتح الصين وكوريا وفيتنام واليابان باب استيراد الحمار المصرى الذي اصبح مطلوب عالميا ويرصدون له مبالغ كبيرة لاستيراده، فجلد الحمار الواحد وصل سعره لحوالي 20 ألف جنيه مصرى.
وزيادة طلب هذه الدول علي استيراد الحمير المصرية جعل بعض المصدرين يغيرون نشاطهم إلى تصدير جلود الحمير، كما قررت بعض الشركات بأن تخصص فى تصدير الحمير الحية للخارج.. وهذا ما فعلته 4 شركات تصدير، التى راحت تعقد صفقات تصديرية مع شركات آسيوية لتصدير الحمير الحية إليها.
وكانت اللجنة العلمية التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية وافقت علي تصدير الحمير المصرية حيه إلى الصين للحد من مخالفات ذبح الحمير، وتداول لحومها داخل البلاد بعد فتوي دار الافتاء بأنه لا بجوز ذبح وتدوال لحوم الحمير في البلاد الاسلامية.
ومن جانبها فعلت وزارة الزراعة المصرية توصيات اللجنة العلمية المتعلقة بالاشتراطات الواجب تنفيذها عند تصدير الحمير الحية إلى الصين، لتلبية احتياجات السوق هناك من الحميرالبالغ عددها 30 ألفا. واعتمدت الصين خلال السنوات الماضية على شراء جلود الحمير من الدول الأفريقية، حيث تقوم بإستخراج مادة "إيجياو" الجيلاتينية، والتي تستخدم الطب الصيني لعلاج نقص الدم والسعال، ومنع العقم والإجهاض.
وذكرت منظمة «دونكي سانكتوري »البريطانية في تقرير إن الصين تستهلك ما يصل إلى 10 مليون من جلود الحمير كل عام، في حين أن العرض العالمي يقتصر على 1.8 مليون فقط، ومن أجل الحصول الجلود تعاقدت الشركات الصينية مع الدول الأفريقية لتعويض هذا العجز، الأمر الذي بات يشكل خطراعلى الثروة الحيوانية من الحمير في العالم".
إلا أن القارة السمراء وجدت نفسها ضحية للأغراض الصينية، حيث باتت تزداد المخاوف بشأن انقراض الحمير في البلاد، لذلك اتخذت بعض الدول الأفريقية مثل كينيا وبوركينا فاسو وأوغندا وتنزانيا والنيجر ومالي والسنغال إجراءات حظر تصدير جلود الحمير، أو رفع ضريبة التصدير إلى الصين.