القاهرة الخديوية تعود من جديد
السبت، 05 يونيو 2021 09:00 م
ملامح وسط القاهرة تتغير والتنسيق الحضاري يعيد ملامحمها المسروقة
منذ أعلنت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي نيتها عن مشروع تطوير القاهرة الخديوية، في المنطقة الواقعة بين ميداني التحرير والأوبرا مرورًا بميداني طلعت حرب ومصطفى كامل، تغيرت ملامح المنطقة تماماً في طريقها نحو نقلة حضارية تعيد للعاصمة رونقها التاريخي والأثري.
ويتضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية يتضمن استرداد الواجهات الخارجية لمسرح دار الأوبرا الملكية وإعادة توظيف الفراغات الداخلية لجراج الأوبرا والمبنى الإداري لمحافظة القاهرة، بشكل يماثل الواجهات الأصلية للأوبرا القديمة له لتتناسب مع النسق المعماري مع الإبقاء على مبنى الجراج والمبنى الإداري دون الإخلال بوظيفته الأساسية كجراج يخدم هذه المنطقة المزدحمة بالعاصمة، ليكون للمشروع أبعاد ومردود ثقافي واقتصادي وسياحي واجتماعي.
المشروع يضم مجموعة كبيرة من المحاور ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية بمنطقة وسط القاهرة، عبر تحسين صورتها البصرية، وتعظيم شخصيتها المعمارية، عبر الحفاظ على واجهات مبانيها المميزة، وإزالة كافة التشوهات التي لحقت بها، وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة، فضلًا عن إظهار المباني المميزة بمنطقة وسط القاهرة ليلًا عبر إضاءة واجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعماري الفريد، ويضفي على المنطقة ليلًا بعدًا جماليًا.
ومن ملامح تطوير القاهرة الخديوية، تطوير حديقة الأزبكية وميدان الأوبرا، وكيفية تحويل عدد من شوارع القاهرة للمشاة فقط وتخصيص عدد أخر للمشاة في المساء، وإعادة دراسة عرض الأرصفة وأثره على حركة السيارات بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور.
وتواصل محافظة القاهرة أعمال توحيد واجهات عقارات وسط البلد، على غرار ما تم تنفيذه بميدان التحرير، لتظهر العقارات بشكلها الحضاري ذي الطراز المعماري الفريد، فكل عقار من عقارات وسط البلد له طراز خاص به ويحكى تاريخ ومواقف شهد عليها.
وتستهدف المرحلة الحالية ترميم واجهات 36 عقار بمنطقة وسط البلد، وتم الانتهاء من ترميم 6 عقارات منهم 5 تم توحيد الواجهات الخاصة بالمخال بالتنسيق مع محافظة القاهرة، ومن المقرر أن يتم توحيد واجهات المحال بـ500 عقار تراثى بوسط البلد.
ومن العقارات التي تم تطويرها، عقار بميدان مصطفى كامل عقارين بميدان طلعت حرب وبدأوا أعمال الترميم في عمارة يعقوبيان وعدد آخر بشارع محمود بسيونى والشوارع المتفرعة من طلعت حرب.
وانتهت محافظة القاهرة قبل 4 سنوات تقريبا من ترميم واجهات ما يقرب من 300 عقار تراثي من إجمالي 500 عقار تقع بمنطقة وسط البلد، ولكن بعد أعمال التطوير بميدان التحرير وتوحيد الواجهات للمحال تم استئناف الأعمال لتكون على نفس الشكل الذى تم تنفيذه بميدان التحرير، لتعود القاهرة الخديوية لسابق عهدها، وذلك بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري، كما يتم إخطار اصحاب المحال لتوحيد الواجهات لتستعيد المنطقة التراثية رونقها الحضاري.
وخاطبت محافظة القاهرة المحال التجارية بوسط البلد لإزالة البروز واللافتات وتعديلها وفقا لتوجيهات جهاز التنسيق الحضارى، وذلك من خلال تسليم المحال الشكل الذى سيتم التنفيذ عليه، بالإضافة إلى إمكانية تحمل الشركات المالكة للتكلفة وتحصيلها من اصحاب المحال فيما بعد.
اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، تحدث عن أنه سيتم توحيد تصميم لافتات المحلات بمنطقة القاهرة الخديوية بنفس الشكل الذى تم تنفيذه بميدان التحرير ليتناسب مع الطابع المعماري بالمنطقة، كما سيتم رفع الأكشاك العشوائية بميدان رمسيس ورفع كافة الاشغالات بالشوارع الجانبية المتفرعة من الميدانين ورفع كفاءة الحدائق الموجودة بالجزر الوسطى والأسوار المحيطة بها وإعادة طلاء البلدورات ورفع كفاءة الإنارة مع تطهير وتعقيم الشوارع بعد إزالة الإشغالات.
ووجه محافظ القاهرة بتشكيل لجان لمراجعة أنشطة العقارات التراثية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين ومنع تحويل العقارات لمخازن أو أى أنشطة مخالفة للحفاظ على الحالة الإنشائية للعقارات كونها تعد كنوز تراثية يجب الحفاظ عليها.
وبالتزامن مع تطوير القاهرة الخديوية يتم تطوير معالم اثرية متعلقة بتاريخ الأسرة العلوية وتتعلق تاريخياً بالأسر الخديوية، حيث يتم ترميم ورفع كفاءة قصر محمد علي باشا بمنطقة شبرا الخيمة، وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإعادة هذه المواقع إلى رونقها الحضاري؛ كي يتنسى إعادة وضعها على قائمة المزارات السياحية والتاريخية في أقرب وقت ممكن.
وتجري وزارة الآثار، أعمال ترميم قصر محمد علي بشبرا الخيمة على قدم وساق، للانتهاء من تنفيذه في أقرب وقت؛ تمهيدا لافتتاحه، ويقع القصر على مساحة 26 فدانا، وتم بناؤه في عام 1808م، واستمرت عملية البناء حتى عام 1821، وهو مكون من مبنى كشك الجبلاية الذي يتخذ شكل المستطيل ويتكون من طابق واحد، ومبنى قصر الفسقية، وأشرف على التنفيذ مُشيّد عمائره المهندس المعماري ذو الفقار كتخدا.
وتم الانتهاء من ترميم مبنى كشك الجبلاية الذي تصل مساحته إلى 250 مترا، والتي شملت أعمال التوثيق المساحي، والمعماري، والفوتوغرافي للمبنى قبل وأثناء وبعد الترميم، إضافة إلى ترميم ومعالجة وتنظيف رخام الأرضيات، كما تم الانتهاء من أعمال العزل للأسقف ومعالجة الأخشاب من الفطريات، علاوة على معالجة شروخ النافذة بجميع حوائط المبنى.
وفي الوقت نفسه تم عمل الدراسات اللازمة للاتزان الإنشائي للمبنى، كما تم الانتهاء من عمل خوازيق لتحافظ على استقرار حركة المبنى إنشائياً، كما تم الانتهاء من أعمال زراعات وأرضيات حجرية والسلالم المؤدية للكشك، وأعمال زراعة المصاطب بأنواع نجيلة مناسبة، مع الحفاظ على أنواع الشجر المتواجدة حول الكشك .
ويجري العمل على الانتهاء من ترميم مبنى قصر الفسقية والذي تصل نسبة التنفيذ به إلى 93%، حيث تم الانتهاء من أعمال الرفع الفوتوغرافي والمعماري، والمساحي للقصر بالكامل، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم الرخام للأرضيات والحوائط الرخامية، إضافة إلى الانتهاء من رفع كفاءة البحيرة، حيث تم إزالة جميع الأرضيات وتم عمل دكة أسفلها وعزلها، كما تم عمل الوصلات الكهربائية الخاصة بالبحيرة، وإعادة تركيب الأرضيات الرخامية لها، واستكمال الأجزاء المفقودة من أرضية البُحيرة.
وتشمل غرف القصر: العرش، والأسماء (الأسرة العلوية)، والطعام، والبلياردو، كما تفقد الجزء الخلفي لمبنى الفسقية، موجها بدهان المباني المحيطة بالقصر لإضفاء مظهر جماليّ عليه، وفي الوقت نفسه وجه بدراسة إقامة سياج شجري حول البرجولة الواقعة في هذه المنطقة.
وتم الانتهاء من إعادة تركيب المجرى الرخامي، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم الزخارف الملونة بالدهانات الزيتية بعد التوصل إلى الرسومات الأصلية المتواجدة بأروقة القصر، إضافة إلى الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة بدهانات الحوائط بعد التوصل للألوان الأثرية الأصلية للحوائط، وعمل فواتير للحوائط للوصول للون الأصلي، فضلا عن الانتهاء من فك وصيانة وإعادة تركيب النجف الخاص بالقصر، إلى جانب فك جميع أجزاء الجزيرة الوسطى الرخامية، وترميمها وإعادتها لمكانها الأصلي بعد عمل الوصلات والإمدادات الخاصة بالإضاءة لإعادتها لرونقها الأثري.
كما تم الانتهاء من معالجة الأخشاب وتغيير المتهالك منها، و من الترميم والتدعيم الإنشائي للقباب والحنايا والأروقة لأسقف القصر، لافتا إلى أنه فيما يخص أعمال الترميم الدقيق، فقد تم الانتهاء من أعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي لمشتملات القصر، كما تم في الوقت نفسه الانتهاء من أعمال درء الخطورة، والواجهات الخارجية، وترميم الأبواب والشبابيك، وترميم رخام الأرضيات والزخارف الجصية والأعمدة الرخامية.
ومن المقرر يتم ربط قصر محمد علي باشا بالمرسى النيلي لنقل السائحين من وإلى القصر، وذلك عن طريق كوبري مشاة جار تنفيذه، لافتا إلى أنه تم البدء في الأعمال الإنشائية للمرسى النيلي وكوبري المشاة في يناير 2021، ووصلت نسبة التنفيذ إلى أكثر من 60%.
وتتضمن أعمال رفع كفاءة قصر الفسقية تنفيذ نافورات، وأعمال زراعات، وشبكات للري، والصرف، والتغذية، وأنظمة الحريق، كما تشمل الأسوار، وتبليط الأرضيات، وغرف الأمن، ومبنى التفتيش الأثري، كما أن الممشى السياحي، المؤدي إلى القصر، يتضمن أعمال بازارات، وغرف أمن وأمانات، والبرج المقابل لكوبرى المرسى النيلي، ومشايات.