هانت.. انحسار الموجة الثالثة من كورونا في مصر

السبت، 05 يونيو 2021 06:00 م
هانت.. انحسار الموجة الثالثة من كورونا في مصر
أحمد سامي

- رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح: الاجراءات التي اتخذتها الدولة ووعي المواطنين ساهم في خفض أعداد الإصابات

- عضو نقابة الأطباء: إقبال المواطنين على التطعيم بلقاح كورونا ساعد في القضاء على خطورة الفيروس.. وما يثار حول الفطر الأسود غير صحيح

شهدت مصر استقراراً ملحوظا للوضع الوبائي مع انخفاض في أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الايام الماضية، لأول مرة منذ 26 إبريل الماضي، وهو ما يدل على مؤشرات إيجابية على قدرة الدولة في التعامل مع الوضع للوصول إلى هذه الإحصائيات اليومية المتراجعة وكذلك وعي المواطنين والتزامهم بالإجراءات الاحترازية.

 

 يمني المصريون أنفسهم باليوم الذي يحتفلون فيه بانتهاء فيروس كورونا بعد انحسار عدد الاصابات وزيادة حالات الشفاء، لينتظر الجميع تسجيل مصر لصفر إصابات والقضاء على جائحة كورونا التي حصدت الكثير من الأرواح.

اتخذت الدولة حزمة من الإجراءات الاحترازية والوقائية منذ بداية الموجة الثالثة لكورونا، وطبقت العديد من القرارات التي من شأنها الحفاظ علي صحة المواطنين سواء فيما يتعلق بقرارات إنهاء العام الدراسي لطلاب النقل أو إلغاء الاحتفالات والموالد، وإغلاق المحلات والمولات التجارية والمقاهي والمطاعم والسينمات في الساعة التاسعة مساء قبل أن يتم تعديل هذه المواعيد بعد تراجع أعداد الاصابات ليتم العمل بالمواعيد الصيفية مرة اخري، ووضع غرامة فورية علي الممتنعين عن ارتداء الكمامات، وأيضا تطعيم عدد كبير من الأطباء والمواطنين بلقاح كورونا للحد من انتشار الفيروس.

الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، قال إن انكسار أعداد الإصابات بفيروس كورونا في مصر خلال الفترة الماضية جاء لعدة أسباب كان أولها الدخول في فصل الصيف وانقضاء فصل الربيع لأنه بيئة خصبة لانتشار الفيروسات والأمراض التنفسية، كما أن حرص الناس وخوفهم مع زيادة أعداد الوفيات خاصة بعد الخروج من شهر رمضان والعيد وزيادة الأعداد بسبب التجمعات أدى إلى التزامهم وقيامهم باتخاذ الاجراءات الاحترازية وتطبيق التباعد وارتداء الكمامات وهو ما أدى إلى تراجع الإصابات وانحسارها.

وأضاف رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، ان الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة منذ بداية الموجة بإنهاء العام الدراسي لطلاب النقل من الصف الأول الابتدائي حتى الثاني الثانوي، أو قرارات الحكومة بإغلاق المحلات والمولات التجارية والمقاهي والمطاعم، وتوجيه كافة المحافظات بغلق جميع الحدائق العامة والمنتزهات والشواطئ وأماكن تجمعات المواطنين ومنع إقامة أي تجمعات أو احتفالات وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات وفرض غرامة فورية 50 جنيه علي المخالفين، كانت هي الوسيلة الأمثل والحل لتقليل حالات العدوى وحماية المواطنين .

 

وأكد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أنه إذا سار الجدول الزمني للتطعيم بلقاح كورونا على وتيرة جيدة خلال الفترة المقبلة سيساعد بشكل كبير في تخفيض الأعداد و انحسار أعداد الوفيات بصورة كبيرة، لأن الغرض من اللقاح هو منع مضاعفات فيروس كورونا التي تؤدي للوفاة، مضيفاً أن التزام الحذر واستكمال الإجراءات الاحترازية مع التطعيم بلقاح فيروس كورونا في الفترة الحالية سيؤدي إلى انكسار الموجة بشكل أكبر ولن تكون هناك موجة رابعة.

وأوضح حداد، أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين كورونا والفطر الأسود، ولكن سوء استخدام البروتوكولات العلاجية بطريقة مفرطة لمرضى معينين مثل مرضى الإيدز والسكري ومرضى الأورام، وهم أكثر عرضى للإصابة بالفطر إذا تم استخدام العلاج بصورة خاطئة والإفراط في تناول الكورتيزون والمضادات الحيوية، مضيفاً أن انتشاره في الهند بصورة كبيرة جاءت نتيجة لأن بيئة الهند تساعد على انتشاره من خلال ثقافتهم وانتشار كورونا بصورة كبيرة داخل الهند وعدم الحرص على النظافة داخل المستشفيات بعد انهيار منظومة الصحة لديهم.

من جانبه قال الدكتور كريم مصباح عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أنه إذا استمر تراجع الإصابات والوفيات ستنحسر الموجة الثالثة خلال شهر يوليو المقبل،  مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التراخي فعلى الرغم من انخفاض معدل الإصابات لكن مازال هناك خطورة، فمعدل انخفاض الإصابات ليست بسبب ضعف الفيروس، لكن الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة ساهما بنسبة كبيرة في التخفيف من حدة الفيروس ومن أعراضه وانتشاره، لذا يجب الاستمرار في الإجراءات الاحترازية حتى يتم تطعيم جميع فئات المجتمع بلقاح فيروس كورونا.

وأشار مصباح في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، إلى ضرورة تسجيل المواطنين لأخذ اللقاح خاصة في ظل التوقعات بظهور موجة رابعة من الجائحة خلال الفترة القادمة، حيث يساهم التطعيم في خفض أعداد الإصابات والوفيات فهو فعال في الوقاية من أمراض كورونا الخطيرة، مضيفا أنه إذا تم تطعيم الشخص وإصابته بالفيروس، فإن فرص الإصابة بمرض شديد تقل، فالأشخاص الملقحون الذين أصيبوا بالعدوى لديهم حالة خفيفة إلى متوسطة مقارنة بالأشخاص غير الملقحين، منوهًا إلى أن الأسابيع الأخيرة في مصر شهدت زيادة وعي لدى المواطنين بأهمية التطعيم، حيث ارتفع عدد من يتقدمون لأخذ اللقاح.

وأوضح عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن ما يثار حول ارتباط مرض الفطر الأسود بكورونا غير صحيح، وإن المرض غير معد وينبغى الامتثال لكافة البروتوكولات العلاجية التي تحددها المستشفيات، مشيرا أن بروتوكول علاج كورونا ليس له علاقة بالفطر الأسود ولكن الاستخدام الخاطئ للأدوية هو الذي يؤدى للإصابة به،و إنه تم تحديث البروتوكول العلاجى لمرضى الفيروس من خلال إضافة نحو ٣ أدوية جديدة ثبتت فاعليتها في علاج كورونا خلال الفترة الماضية.

وكان قد ترأس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الأحد الماضي، اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين، وخلال الاجتماع، وافقت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا على العودة للعمل بالمواعيد الصيفية فيما يتعلق بفتح وغلق المحال والمولات التجارية، والمقاهي، والكافيهات، والمطاعم، المحددة سلفا بقرارات وزيري التنمية المحلية والسياحة والآثار، والتأكيد أنه سيتم تطبيق الغرامة على المنشآت المخالفة لهذه المواعيد، والغلق الفوري لها لمدة أسبوعين، وفي حالة التكرار يتم الإغلاق لمدة شهر، كما تم التشديد على استمرار تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بالتعامل مع فيروس كورونا في جميع الأماكن العامة، ولاسيما التي تشهد تكدسا ملحوظا، مع استمرار تطبيق الغرامة على المخالفات الخاصة بتلك الإجراءات.

كما وافقت اللجنة على الاستمرار في حظر إقامة الموالد، والتشديد على منع إقامة سرادقات العزاء والأفراح، والالتزام بإقامة الأفراح في الأماكن المفتوحة فقط؛ وذلك سعيا للحفاظ على صحة المواطنين؛ نظراً لما تشهده هذه المناسبات من تجمعات كبيرة يصعب معها تطبيق الاجراءات الاحترازية، كما تم التشديد في الوقت نفسه على تطبيق الإجراءات الاحترازية عند عقد الاجتماعات وتنظيم المؤتمرات، طبقا لما أعلنته وزارة الصحة في هذا الصدد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق