تحدت إعاقتها الجسدية وظروفها الاجتماعية، بالسعى لتوفير فرصة زيادة دخل لتربية بناتها الثلاثة بعد طلاقها إلى جانب وظيفتها بديوان المحافظة.. إنها "نيفين المطري"، وهى سيدة من العريش بشمال سيناء.
انتاج من التراث السيناوى
السيدة السيناوية اختارت لطريق نجاحها أثر من سبقها من الجدات فى إجادة حرفة التطريز على القماش، واستطاعت أن تحقق نجاح فى هذه الحرفة بمنتجات جديدة تطرق بها كل الأبواب لفتح مصادر رزق جديدة لها فى سعيها الدؤوب يوميا نحو عدم الإستسلام لأى فشل والمحافظة على ما وصلت له من نجاح فى مجالها، والقيام بدورها كمدربة لجيل جديد من الفتيات ليحافظن بدورهن على تراث سيدات سيناء.
قالت نيفين المطرى أنها موظفة بالدرجة الأولى المكتبية فى ديوان عام محافظة شمال سيناء، والتحقت بوظيفتها فى عام 1997 ضمن نسبة 5% إعاقة حركية.
تدريب فتيات
وأضافت نيفين، أنها تعرضت لظروف اجتماعية صعبة بينها أنها مطلقة وتعول 3 بنات هن حاليا بمراحل تعليم ثانوي وإعدادي وأزهري، وكثير من الظروف التى مرت بها أجبرتها على البحث عن مصدر دخل يكفى أسرتها إلى جانب وظيفتها، واختارت أن تعود لماضى أهلها بسيناء وتختار فن احترفت فيه وأجادته السيدات والفتيات فى مناطق البادية وهو "التطريز" على القماش، وكانت البداية عام 2008، ولكنها فشلت فى أول محاولة لها، ومع ذلك لم تيأس وحاولت مرة أخرى فى عام 2015 بعد أن قامت بشراء خامات بسيطة من خلالها قامت بالتطريز على مشغولات استخدام عادى ومنها "المحفظة والميدليات".
وتابعت نيفين، أنها فى عام 2016 تعرفت من خلال صفحات مواقع التواصل الإجتماعى على مبدعات الهاند ميد بالقاهرة وشاركت كمدربة على حرفة التطريز السيناوى بدون أجر مقابل شراء ما تقوم بتصنعيه من مشغولات، وكانت هذه نافذة شجعتها أكثر على الاستمرار والإصرار على مواصلة مشوارها.
وقالت "المطري"، أنها منذ طفولتها تجيد التطريز وفن خيوط الخرز، ولاحظت كم الاهتمام بهذا الفن الفريد من نوعه فى كبرى المعارض ومن هنا تشجعت أن تكون داعمة لبقائه ومجددة فيه من خلال الحفاظ على فن التطريز كحرفة وتجديد الإستخدام ليكون على كل قطعة قماش قابلة للإستخدام حديثا مع تنويع فن توزيع الألوان للخيوط وأنواع الرسومات المختارة.
وأضافت صاحبة التحدى، أن الإستمرار فى الحرص على النجاح جعلها تتقن المهنة وتتحول من ممارسه لها لمدربه تستعين بها جهات حكومية فى شمال سيناء عند تنفيذ دورات تعليم حرف يدوية وكذلك الجمعيات الأهلية من أجل أن لا تندثر وتستمر خصوصا أنها وبحسب قولها "مهنة تحتاج لدقة ومن تجيدها وتنجح فيها تستطيع أن تحقق دخل مناسب من ورائها، وهذا النجاح فرصة تكون أكثر لمن تملك قدرة على الإبداع فيها والتنويع واضافة جديد وفقا لمتطلبات العصر".
أشار نيفين، إلى إن إنتاجها المنوع من "المطرزات" تشارك به فى معارض داخل المحافظة ومعارض بالقاهرة والمحافظات، مؤكدة أن هناك ضريبة تدفعها مقابل هذا النجاح، وأهمها الوقت الذي تستهلكه فى البحث عن خامات بسعر مناسب حيث لا تتوفر فى العريش، وتسافر لأجل احضارها للقاهرة فى رحلات عناء ومشقة لا تنتهي، ومع ذلك تبقى سعيدة مع كل تميز تحققه فى مجالها تكريم تحصل عليه داخل شمال سيناء وخارجها.
وأشارت المطرى، إلى أن أهم المشغولات التى تنتجها وتلاقي اهتمام من الجمهور فى شمال سيناء هى "الشنط المطرزة والشال الحريمى المطرز"، لأن أسعارهم في متناول الجميع، بينما تختلف الأذواق فى محافظات أخرى، وأن أهم المشغولات التى تنتجها وتأخذ جهد ووقت وذات قيمة هى "العباية الحريمى المطرزة".
وأشارت نيفين، إلى أنها كسيدة موظفة تقابلها عقبات تحاول أن تتحداها للنجاح فى العمل الحر، ومنها إرتباطات العمل وعدم وجود فراغ إلا الإجازات الرسمية، وأن هذا الوقت المتاح من الفراغ هو ما تعتمد عليها فى جانبين، وهو الانتاج للمشغولات والتدريب للفتيات والسيدات ومن تتميز منهن تتبنى انتاجها لتعرض ضمن مشغولاتها تشجيعا لها على النجاح.
وأوضحت صاحبة الحرف التقليدية، أنها تعمل فى بيتها، وليس لها مقر مخصص، وتحلم أن يكون لها معرض للإنتاج الذى تقوم به، وبجانبه مشغل خيرى لتدريب الفتيات على هذه الحرفة وتخص من بينهن الفتيات والسيدات من ذوات الاحتياجات الخاصة، مؤكدة أن كثير منهن بحاجة لتعلم حرفة حتى يكسرن الحاجز النفسى فى الإعتماد على الغير، وحرفة التطريز مناسبة لكثير من بينهن وتتيح لهن التجديد والإبداع فيها.
وقالت نيفين، إن نصيحتها لكل فتاة وسيدة أيا كانت ظروفها، أن لا تركن للإستسلام واليأس، وأنه لا توجد فرص فى الحياة للنجاح فهى موجودة وأكبر درجات النجاح هو البحث عن هذه الفرص وتنميتها بقوة الإرادة والصبر.
وتابعت، " بالتأكيد أن النجاح ليس سهل خصوصا فى مشروعات تتطلب الحضور فى السوق ومواجهة كثير من المنافسين لكنه سهل على من يجيد إختيار نوع مشروعه والوقت المناسب له".