قصة أخرى من أروع قصص بطولات رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل حماية تراب أرض مصر من تدينس الجماعات الإرهابية.
رجال مأمورية الواحات الذين استشهدوا لمنع تسلل الجماعات الإرهابية إلى قلب العاصمة القاهرة، وإعلان ولاية كرداسة الإرهابية، قصصهم ستظل خالدة عبر التاريخ، في صفحات من نور بما قدموه من تضحية.
الشهيد امتياز إسحاق كامل
لم يكن أبا لأولاده فقط، وإنما اعتبره أبناؤه الضباط الذين عملوا معه بمثابة الأب والأخ الأكبر، لما يتمتع به من حب واحتواء لمن حوله، الشهيد اللواء امتياز إسحاق، أحد أبطال جهاز الشرطة، الذى استشهد فى ملحمة الواحات الشهيرة، ومازالت قصته مصدر فخر للجميع.
حياة مليئة بالحب والاحترام عاشها البطل، حيث تقول أرملته سحر السيد أحمد:«الشهيد لم يكن عليه غبار، فقد كان مثالا للوطنية والحب والإخلاص لأرض الوطن، وكان محبوبا من الجميع، ومازلت أنا وأبناؤه وكل محبيه نعتبره مازال حيا بيننا وأضافت: «هو بالنسبة إلينا فى مأمورية، وأنا أيضا فى مأمورية لتربية أبنائى على حب الوطن والانتماء إليه مثل والدهم الشهيد».
لم تنس زوجة البطل من حرموها زوجها، فوصفتهم بأنهم ينطبق عليهم قول الله عز وجل «فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا»، قائلة: «بأى منطق يقتلون الناس وأى دين يحث على ذلك»، مؤكدة أنها تدعى الله أن يهديهم للنور وهذا ما تعلمته من زوجها الشهيد امتياز كامل، أن نغلب مصلحة الوطن على كل شىء، لأنه لو أن الله هداهم، وهو قادر على ذلك، سنكسب مصلحة البلد دون إراقة أى دماء».
شهداء الواحات
بعد إعدام «عشماوى» قالت أرملة الشهيد: إن اليوم مختلف بالنسبة لجميع أسر الشهداء الأبطال، مشيرة إلى أن زوجها كان له دورا مهما فى إحباط الكثير من العمليات الإرهابية، والإرهابى هشام عشماوى تسبب فى استشهاد الكثير من ضباط الجيش والشرطة، وشارك فى الكثير من العمليات ضد الوطن، مؤكدة أن يوم القبض عليه وتسليمه من ليبيا للجانب المصرى، كان يوما مختلفا، خاصة عند رؤيته وهو مقيد بأيدى الأبطال المصريين.
وأضافت أرملة اللواء امتياز كامل، أن إعدام هشام عشماوى يمثل نهاية للإرهاب فى مصر، لأنه كان يمثل خطورة كبيرة، وكان مصدر دعم لهؤلاء الإرهابيين، ومن أكبر قيادة إلى أصغر متخرج فى كلية الشرطة يضحون بأنفسهم من أجل مصر، موضحة أنها كل يوم كانت تنتظر تلك اللحظة التى يُعدم فيها هشام عشماوى.
الشهيد عمرو صلاح
لم يكن ضابطا عاديا، بل كان من طراز خاص، كثيرا ما تمنى الشهادة حتى نالها، وسجل اسمه ضمن قوائم الشرف، بعد ملحمة بطولية فى الواحات.
وبعد بطولات الشهيد ورفاقه، تم القبض على رأس الأفعى هشام عشماوى وإعدامه، مما أثلج قلوب أسرة الشهيد، فضلا عن إعدام عبدالرحيم المسمارى، حيث قال صلاح الدين والد الشهيد: إن إعدام عبدالرحيم المسمارى «ريح قلوب» أسر الشهداء، مضيفا: «الحمد لله البلد مش بتسيب حق أولادها، لأن شبابنا زى الورد، بيدفعوا من حياتهم لكى يحافظوا على هذه البلد».
وأشار «صلاح الدين» إلى أن نجله تحدث معه قبل صلاة فجر الجمعة، وأوضح له أنه فى عملية بالواحات، وفى الساعة الخامسة عصر الجمعة، علم باستشهاد نجله من التليفزيون.
الشهيد أحمد فايز
أحمد فايز كان ضابطا من طراز خاص، كثيرا ما أزعج الإرهابين وفضح مخططاتهم الإرهابية، ونجح فى القبض على الكثير منهم، فيما كانت الشهادة دوما تراوده، حتى استشهد فى ملحمة الواحات.
أحمد فايز من مواليد السبعينيات، ولد فى محافظة أسيوط، وتخرج عام 1996 والتحق بالأمن الوطنى ليبدأ مسيرته فى مكافحة الإرهاب، كان الشهيد أحمد فايز شاهد الإثبات الأول فى قضية «خلية الصواريخ» والمسؤول عن ضبط المتهمين البالغ عددهم 36 متهما.
كما تولى العقيد أحمد فايز مسؤولية جمع التحريات فى قضية «جند الشام»، وقبض على عدد من المتهمين فيها، وخلال مسيرته الوطنية كان العقيد أحمد من الضباط المشهود لهم بالكفاءة المهنية والتدريبية العالية، أحد ضباط فرقة «المهام الخاصة» المكونة من ضباط الأمن الوطنى والقوات الخاصة. وعقب ظهوره فى مسلسل «الاختيار 2»، أكدت أسرة الشهيد، أن الدولة لا تنسى أبناءها، ولا تترك حق الشهداء ولا يغمض لرجالها جفن حتى ألقوا القبض على الجناة، وأضافوا: خبر القضاء على العناصر التكفيرية فى ذلك الوقت أشعرنا بأن حق ابننا قد عاد بعد أيام لا يمكن وصفها أو وصف مرارتها، فالحزن يملأ كل القرية، وعلى وجوه الكبير والصغير.
وعن الشهيد أحمد فايز وحياته بين أسرته، أكد أقاربه: «كان من أطيب الشخصيات، وكان محبوبا بين أهله، ودائما يحرص على حضور كل المناسبات ووالده رباه على الحلال».
الشهيد إسلام مشهور
حزن الزوجة على زوجها لم يختلف عن حزن الأم على فلذة كبدها، حيث جاء من ضمن شهداء الواجب فى ملحمة الواحات، الشهيد البطل إسلام مشهور، الذى فاضت روحه لبارئها قبل زواجه.
وبالرغم من مرور الوقت على استشهاد «مشهور»، فإن والدته مازالت تقرأ القرآن يوميا، وتزور قبره، وتدعو له بالرحمة ولنفسها بالصبر والسلوان.
تقول والدة الشهيد لـ«اليوم السابع»: لا طعم للحياة بدون «إسلام» فقد كان كل شىء فى حياتى، كان الفرحة التى كثيرا ما ملأت منزلنا، متواضعا محبوبا للجميع، كان دوما يغازلنى برغبته فى الاستشهاد، وأرد عليه:«بلاش توجع قلبى يا ضنايا»، لكن كان لديه يقين وإصرار غير عاد على نيل الشهادة والانضمام لسجل الشرف.
وتضيف الأم: «كان يقول لى نفسى أكون زى اللى استشهدوا، ويكتب ذلك على الفيس بوك»، فضلا عن حبه لبلده وحرصه على التصدى لكل ما يزعج المصريين، حتى رحل عن عالمنا، وترك لنا الحزن والألم يعتصر قلبى.
وعن رسالتها للشهيد، تقول الأم:«شكرا يا إسلام يا حبيبى، شرفتنى حيا وميتا، وحشتنى يا قلب ماما، فخورة بك لأنك ضحيت بنفسك عشان بلدك».
وحول رسالتها للإرهابيين، تقول الأم:«حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن حرمنى من ابنى، ربنا ينتقم منهم، أنتم أهل النار»، مضيفة:«الرئيس لا ينسى أسر الشهداء دوما، ويحتفل بنا باستمرار، ووزارة الداخلية متمثلة فى قطاع الإعلام والعلاقات تلبى كل رغباتنا واحتياجتنا، ولا ينقصنا شيئا، وحق ابنى قد عاد فور استشهاده مباشرة بمقتل الإرهابيين، والقبض على الإرهابى الليبى، ثم ضبط «هشام عشماوى» بعدها، وحلمى أرى هؤلاء الإرهابيين على حبل المشنقة، حتى يسترح قلبى.
الشهيد محمد حبشى
العقيد الشهيد محمد وحيد حبشى، ضابط الأمن الوطنى، كان أحد أهم الأبطال الذين سطروا مشاهد بطولية فى ملحمة الواحات، وأصبح أيقونة للتضحية والفداء، والدفاع عن الأوطان.
مازالت أرملة الشهيد «ريم حسين» تحكى لطفليه «جودى»، و«أحمد» قصص ومواقف بطولة الأب، وأمنيته الشهيرة فى الحج بنيل الشهادة قبل الملحمة بأيام.
بصوت ممزوج بالآسى، قالت أرملة البطل:«محمد ماكنش إنسان، ده كان ملاك يمشى على الأرض»، يعشق التضحية من أجل الآخرين، دائم الإثار والصبر والتحمل، كان لديه شغف غير عادى ببلده، يعشق ترابها وأهلها.
وتضيف: كان زوجى بطبيعة عمله يظل كثيرا خارج المنزل، لدرجة أننى أبديت له تخوفى عليه من عدم النوم لساعات طويلة، فرد بابتسامته المعهوده:«المهم الناس تعرف تنام، إحنا مهمتنا نحميهم ونوفر لهم الأمان»، وكان يعشق الخروج ليلا يتجول فى شوارع مصر، ويحكى عنها كثيرا.
وحول أمنيته لنيل الشهادة، قالت أرملة البطل: ذهبنا للحج معا فى 2017، ونحن هناك استغل زوجى وجوده بالأراضى المقدسة الطاهرة ودعا بنيل الشهادة، لدرجة أننى أشفقت عليه، لكن كان قلبه معلقا بها، يتمنى باستمرار نيلها مثل باقى زملائه، ولم يدر أنه سينالها بعدها بـ 40 يوما فقط.
وتضيف أرملة البطل: بعد عودتنا من الأراضى المقدسة، وقف على باب الطائرة عقب هبوطها فى القاهرة، لدرجة لفتت انتباه من حولنا، وتحدث معى عن عشقه لها واشتياقه لبلدنا الحبيب، وهو يردد أنها أحب بلاد الله إلى قلبه.
وعن يوم استشهاده، تقول أرملة البطل: كانت المأمورية هذه المرة مختلفة، وكانت نظراته تحمل معانى الوداع، كان الخوف يتسلل لقبلى على زوجى، الذى خرج لمأمورية ما، فقد اعتاد عدم البوح بتفاصيل عمله.
قائمة الشرف
العميد امتياز إسحاق محمد كامل.
المقدم أحمد فايز إبراهيم عبدالحافظ.
المقدم أحمد جاد الله جميل يوسف.
المقدم محمد وحيد مصيحلى.
الرئد محمد عبدالفتاح سليمان عبدالحافظ.
الرائد أحمد عبدالباسط محمد أحمد.
النقيب كريم محمد أسامة فرحات.
النقيب أحمد طارق أحمد زيدان.
النقيب إسلام محمد حلمى على مشهور.
النقيب عمرو صلاح الدين محمد عفيفى.
النقيب أحمد حافظ أبوشوشة.
رقيب شرطة أنور محمد الدبركى.
مجند بطرس سليمان مسعود.
مجند محمود ناصر رجب.
مجند حسن زين العابدين محمد.
مجند عمر فرغلى أحمد.