صدق أو لا تصدق: أموالك ستكون رقمية في المستقبل
الإثنين، 03 مايو 2021 09:38 ص
العملات الرقمية أصبحت اليوم تغزو العالم، فالعديد من الدول أصبحت تضع العملات الرقمية ضمن خططها المستقبلية، ولكن ما هو مدى سهولة استخدامها مستقبلاً؟ هناك العديد من الأسئلة ما زالت تحتاج إلى إجابة حول طبيعة المعاملات المالية.
وفقاً لما نشره موقع "Bloomberg" الأمريكي في تقرير للكاتب والمدون "آندي موخرجي" تبين أن النظام المالي سيركز مستقبلاً على الإنترنت، ولكنه أشار إلى أن تبادل المنتجات والسلع بين المستهلكين سيعمل على إرهاق التكنولوجيا خاصة عندما يصبح كل شيء متعلق بالإنترنت.
لم تعد العملية المالية المستقبلة سرية كما كانت في السابق، حيث أردف العديد من الخبراء الماليين أن "للمال الذكي" أو ما يُسمى "بالمال مقابل البرمجة" سوف يكون لها دوراً فعالاً خاصة في عملية حساب السلاسل الرقمية الافتراضية، والتي ستعمل وفقاً لتقنية يُطلق عليها اسم "Distributed ledger"، وخير مثال على ذلك " سلسلة كتل إيثيريوم"، إضافة إلى أن شروط نقل القيمة المالية من طرف لطرف آخر سوف يتم تطبيقها وفقاً لشروط محددة.
ما يستحق الذكر هنا، أن العملات الرقمية اليوم أصبحت العملة الرسمية لعدد من المواقع الإلكترونية، وتتيح للمستخدم الاستفادة من الخدمات التي تقدمها من خلال الدفع بالعملة الرقمية، فضلاً عن إمكانية التداول بالعملات الرقمية وتحقيق عوائد مالية، ومن المتوقع أن تتجه عدة مواقع أخرى لجعل كافة أعمالها تُبني على العملات الرقمية،
العملات الرقمية والاتجاه نحوها
نستذكر سوياً عملة جزر الباهاما الرقمية والتي سُميت بـ "Sand Dollar"، صُنفت بأنها العملة الرقمية الأولى على مستوى العالم والتي أشرف على إصدارها بنك مركزي، ومن الواضح بأنها لن تكون العملة الوحيدة في العالم خلال السنوات القادمة، فالعديد من الدول تستعد لأن تطلق عملاتها الرقمية، ومنها كل الصين والسويد، والجدير بالذكر هنا أن بريطانيا قامت بتشكيل فريق عمل من أجل استكشاف عملة جديدة تُسمى "البيتكوين"، ومن ناحية أخرى، تقف دول العالم موقف المتابع للتحديثات الجديدة بخصوص العملات الرقمية، حيث تستعد الولايات المتحدة لإطلاق عملتها الرقمية الفدرالية، ومن الطبيعي جداً أن يتم إصدار عملة اليورو الرقمية خلال وقت قصير.
الجميع يعمل ويراقب وبحذر شديد جداً، فالعديد من البنوك المركزية أصبح لديها تخوفات من زيادة التأثيرات الكبيرة على العملات الرقمية المشفرة، كعملة البيتكوين، ومن ناحية أخرى، يشعر العديد من الخبراء الاقتصاديين بقلق كبير تجاه القوة التسويقية الكبيرة والتي تأخذ منحنى متصاعد بالتعاون مع شركات التجارة الإلكترونية، والتي تحوي عدداً ضخماً من بيانات المعاملات المالية والمقدر عددها بالمليارات.
مبدأ المنافسة الكبير بين الدول العظمى ما زال قائم بين كل من الولايات المتحدة، وجمهورية الصين، من أجل الهيمنة الاقتصادية والمالية، وهذا ما يشكل تخوفات كبيرة من إمكانية إصدار عملات رقمية أخرى، على الرغم من كل هذا، ما زال المرء يتسأل عن مستقبل المعاملات النقدية، وعن الفوائد التي من الممكن أن يحصل عليها عن التعامل بالعملة النقدية.
ماهية البرمجة الذكية؟
عدة بنوك مركزية ستعمل على إصدار عملات رقمية من خلال اتصالها بمجموعة من الآلات تعمل بشكل أتوماتيكي على إنهاء المعاملات دون الحاجة لطلب الموافقة في كل مرة، كما أن انتقال العملات عبر البنوك ومن حساب مستخدم لحساب مستخدم أخر ستكون أسهل مما مضى خاصة مع صدور عملات رقمية معترف بها، ولكن بشروط خاصة تركز على الانتقال التكنولوجي القابل للبرمجة، وفي الحقيقة بدون هذه البرمجة لن تكون عملية الانتقال لعالم العملة الرقمية سهلاً أبداً.
في حقيقة الأمر، قد تجعل العملية النقدية الخاضعة لتكنولوجيا البرمجة الذكية الحياة أسهل مما هي عليه الآن، فالعديد من الخبراء الاقتصاديين يدرسون بالفعل عملية البرمجة الذكية للعملات النقدية، ومن ضمن تلك الدراسات، إمكانية دفع القيمة المالية للفواتير، والمعاملات الغير قابلة للإنجاز الإلكتروني، والتحويل المالي من دولة لآخري، أو انتقال الأموال من ماكنة صرافة لماكنة أخرى.
العديد من الخبراء الاقتصاديين يرون بأن أفضل طريقة لجعل المعاملات البنكية سهلة في التعامل هي من خلال تعزيز قواعد وبرمجة العملات الرقمية، مؤكدين على أنها ستكون لها فوائد عديدة على مستوى الفرد والمجتمع، إضافة إلى أنها ستضمن للفرد سداد جميع فواتيره بشكل تلقائي.
ما أصل الشركات المستثمرة من العملات الرقمية؟
وفقاً لما صرح به الخبير الاقتصادي "كميل الساري"، تبين أن أهم الشركات المختبئة وراء العملات الرقمية هي في الأساس شركات كبرى ولكن ليس لها أسهم أو أصول في العالم الواقعي، إضافة إلى أن اقتصادها مازال غير واضح حتى هذه اللحظة.
ووفقاً لوجهة نظره، فأنه يرى بأن العملة الرقمية هي العملة المشابهة لتجار المخدرات، والإرهابيين، وأصحاب بيوت الدعارة، والذين بدورهم لا يودون الإفصاح عن مصدر أموالهم، وأضاف أن معظم الذين يتاجرون بالعملات الرقمية لديهم أنشطة غير قانونية ومشبوهة.
وبالنسبة للخبير الاقتصادي "دانيال ملحم" يرى بأن الشركات المستثمرة في العملات الرقمية تنقسم إلى نوعين، منها شركات "صناديق التحوط"، وهي شركات استثمارية مثل شركة "BlackRock" والعديد من الشركات الأخري، والنوع الأخر من الشركات هي شركات استثمارية، حيث تتخذ تلك الشركات العملات الرقمية غطاءً لها من أجل تحقيق عوائد مالية هامة، وتستفيد بدورها من إغراق الأسواق بالسيولة المالية من خلال المصارف والبنوك المركزية، كما ويتوقع "دانيال" أن تحذو شركة "أبل" والعديد من الشركات التكنولوجيا البارزة حذو الشركات الاستثمارية من أجل تحقيق أهدافها، وحماية أسهمها المالية منعاً من الوصول إلى حالة التضخم، وأكد "دانيال" أن العديد من الشركات اليوم تتعامل بعملة وذلك لأنها العملة الوحيدة التي يوجد به تضخم مالي، وأضاف أنه على الرغم من أن تلك العملات الرقمية لها إيجابيات عديدة، إلا أنه من المبكرة جداً الحديث عن مستقبل تلك العملات، خاصة في ظل وجود عدد من المخاطر الجذرية لهذه العملات.