مسلسل الاختيار 2 وثق بطولاتهم .. ضباط العمليات الخاصة : نستعد للشهادة مع كل مأمورية والوصية "في جيب البدلة "

الأربعاء، 28 أبريل 2021 10:20 م
مسلسل الاختيار 2 وثق بطولاتهم .. ضباط العمليات الخاصة : نستعد للشهادة مع كل مأمورية والوصية "في جيب البدلة "
رجال العمليات الخاصة - أرشيفية
دينا الحسيني

جاهز تنزل مأمورية مع الأمن الوطني: جاهز يا فندم.. مستعد لحملة مداهمة مع الأمن العام علي البؤر الإجرامية: مستعد يا فندم.. بسرعة على تأمين الماتش يا رجالة: أنا هناك يا فندم.. عندنا مأمورية ترحيل المساجين: أنا وراهم يافندم.. أطلعوا على الشوارع والميادين عندنا تأمين احتفالات الأعياد: تمام يا فندم.. عندنا بكره الساعة 6 الصبح تدريبات جديدة: مش هنام يا فندم.. ممكن تطلع المأمورية ومترجعش؟: الوصية في جيب البدلة يا فندم

هذه هي مجموعة الرسائل اليومية بين قيادات الشرطة، ورجال العمليات الخاصة، قبل انطلاقهم لتأمين منشأة أو تأمين احتفالية أو استهداف جماعة إرهابية.. رجالا حملوا أكفانهم على أيديهم يخرجون صباح كل يوم مودعين أهلهم، الوداع الأخير، فقد لا يرون أبنائهم وأهلهم من جديد.

" رجال العمليات الخاصة".. أصحاب الحياة الشاقة، الذين يقضون حياتهم بين التدريب والمداهمات حاملين أكفانهم على أيديهم، نجهلهم حتى تحمل عناوين المواقع الإلكترونية والصحف اليومية، أسمائهم كشهداء خدموا البلاد ودافعوا عن أرضها وعرضها.

مسلسل " الإختيار2" ألقي الضوء على جنود مجهولة شاركت في العديد من المأموريات الهامة لحماية الأرواح والبلاد ودفعوا الثمن من دمائهم، وهم ضباط الأمن المركزي والعمليات الخاصة التي تختلف حياتهم في مضمونها عن حياة أي ضابط أخر، فهم يتلقوا تدريبات قوية وشاقة تجعلهم قادرين على اقتحام بؤر الإرهاب والإجرام في المناطق الصحراوية والسكنية، وتساعدهم على تحري الحرص وضبط النفس في التعامل مع المواطنين المسالمين لتأمين حياتهم أثناء مطاردة المجرمين أو العناصر المسلحة.

 وتختلف معايير اختيار ضباط العمليات الخاصة عن غيره من الضباط بأي قطاع أخر بوزارة الداخلية لتعتمد على عدة عوامل منها الرغبة الشخصية لدى الضابط منذ التخرج في الانضمام إلى قوات الأمن المركزي وقطاع العمليات الخاصة وقدرته على تحمل الصعاب في سبيل تكوينه البدني والذهني والخضوع لإعداد بدني وذهني وتكتيكي.

ويتلقى ضابط العمليات الخاصة فرقة المهام الخاصة وتكون خارج معهد تدريب العمليات الخاصة في إحدى المناطق الصحراوية، وهذه الفرقة تماثل الفرقة الأساسية في الصاعقة، وتنقسم إلى عدة مراحل، منها التأهيل البدني والنفسي والفني والتكتيكي والتدريب على الغطس والاقتحامات القتالية في المدن الصحراوية والسكنية ومقاومة البؤر الإجرامية بجانب كيفية استخدام الأسلحة المتعددة في مواجهة الخارجين عن القانون، ويتعرض الضابط أو المجند أو الأفراد إلى عملية ضغط نفسي كبيرة يكتسب خلالها روح التعايش في الطبيعة القاسية. فضلًا عن فرق أخرى منها فرقة الطوبوغرافيا وفرقة المفرقعات والشراك الخداعية وفرقة أسلحة معاونة وفرقة القبض.

وبعد ثورة 25 يناير ظهر دور العمليات الخاصة في العديد من الأحداث وتجلى بعد انتفاضة 30 يونيو وسقوط المعزول محمد مرسي، وظهور مناطق وبؤر إرهابية تنتمي إلى جماعة الإخوان الإرهابية، كان ذلك سببا رئيسيا في تصدر ضابط العمليات الخاصة مع قطاعات قوات الشرطة المختلفة، منذ أحداث 30 يونيو وما تلاها من عمليات إرهابية خسيسة طالت الضباط والمدنيين وزيارة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق أهم وأخطر معسكرات العمليات الخاصة، وهو قطاع سلامة عبد الرؤوف، الذي يعد من أقوى قطاعات العمليات الخاصة بمصر، الذي خرج منه شهداء فض واقتحام عدد من البؤر الإرهابية مثل رابعة وكرداسة وعشرات من البؤر الإجرامية الخطرة، سياسية كانت أم جنائية والاستعانة بهم في تشكيل كتائب دعم للكمائن الأمنية بالمحافظات الحدودية كسيناء ومطروح والوادي الجديد.

ولم تبخل القيادة السياسية ومؤسسات الدولة بتوفير الدعو اللوجيستي لقطاعات وزارة الداخلية لتسهيل مهمتها، خاصة قوات الأمن المركزي والعمليات الخاصة، إذ تنوع الدعم ما بين أسلحة حديثة متطورة "خفيفة وثقيلة"، مع تسليح الأماكن المفتوحة، وأجهزة الكشف عن المفرقعات والتعامل معها، بالإضافة إلى سيارات مجهزة لإقتحام المدقات الجبلية والمناطق الوعرة آخرها المدرعه شيربا ذات دقه الرمي عالية، بجانب المدرعه فهد المزودة ببرج لتأمين القوات أثناء التعامل، فضلا عن أجهزة الإتصالات اللاسلكية الحديثة، والمساعدات الفنية المعاونه واستحداث برامج تدريب لمواجهة الإرهاب وإرسال بعثات للخارج.

داخل قطاع العمليات الخاصة يبدأ يوم الضابط من الساعة السادسة صباح كل يوم لإجراء تدريبات عملية على اقتحام الموانع، وتسلق الحواجز، وعمليات الإنزال والرماية والمطاردات، وتأمين الشخصيات العامة، وتأمين سيارات الترحيلات والتدريب على اقتحام أخطر البؤر الإجرامية والإرهابية، وتشهد التدريبات حالة من الحماس التي تبدأ باستخدام الرصاص الحي والفشنك وقنابل الصدمة والغاز والآر بي جي، والقاذفات والمصفحات حيث يتجمع الضباط والأفراد حاملين أسلحتهم مرتدين الأقنعة المميزة بجوار مركبات ومصفحات العمليات الخاصة ويميز القناع الأسود ضباط وأفراد العمليات الخاصة أثناء تنفيذ المأموريات وداخل القطاع لدواع أمنية وعدم الكشف عن هويته أو ملامحه كما أنه لوقاية الوجه من الظروف الجوية التي يعملون بها في أغلب المأموريات.

وتصل مساحة ميدان التدريب الرئيسى للقطاع إلى حوالى 4 أفدنة تمتلئ بالدشم والإعلام ونماذج التدريب ولافتات بآيات من القرآن وإرشادات عامة وتستخدم القوات اللاسلكى كوسيلة اتصال وحيدة بينهم لدواع فنية وكبر مساحة القطاع، ويجري الضباط والأفراد مناورات عملية لهجوم مسلحين على كمين أمني ثم إخطار العمليات الخاصة لمطاردة المتهمين وإغلاق الطرق واستعرضت القوات كيفية التعامل بالأسلحة النارية أثناء المطاردات بالسيارات.

 فضلاً عن رسم سيناريو المطاردة الأمنية احتمالية اختباء المتهمين داخل وكر جبلى يصعب اقتحامه لتستدعى القوات قناصة لمحاولة النيل من الأهداف داخل الوكر ثم تفجير الوكر بقذائف 40 مم وآر بى جى الخارقة للحوائط والدروع، وهناك جانب عملى بالرصاص الحى والتدريب على تكتيك اقتحام الأوكار والدفع بمدرعات فهد وشيربا الدفاعية فى مواجهة الخطرين واستخدام متعدد الطلقات، كما أجرت القوات تدريبًا عمليًا على تأمين سيارات الترحيلات ومطاردة جناة هاجموا السيارة.

ولعل من أصعب المواقف على ضباط الأمن المركزي والعمليات الخاصة سقوط شهيد من زملائهم أثناء تنفيذ المأمورية، وعليهم ضبط النفس لحين تنفيذها بنجاح وسقوط عدد منهم شهداء لا يزيدهم إلا إصرارا على مكافحة الإرهاب والجريمة أو الثأر من الإرهابيين.

هذا بجانب أن هؤلاء الأبطال يرتدون كامل ملابسهم وأسلحتهم أثناء النوم بالقطاع لأنهم معرضون للاستدعاء لأي مأمورية عاجلة في أي لحظة، بل يصل الأمر إلى كتابة الوصية وتركها داخل جيب البدلة قبل الخروج للمأمورية خشية الاستشهاد وعدم العودة من المأمورية حسبما يؤكدوا لقيادتهم في كل مرة، وهناك تنافسا قويا بين هؤلاء الأبطال وتسابق على الخروج للمأموريات خاصة بسيناء ومأموريات استهداف معسكرات العناصر الإرهابية بالصحراء، بل يشكون للقائد قلة خروج المأموريات في اليوم الواحد.

أبطال  الأمن المركزي والعمليات الخاصة جميعاً على قلب رجل واحد وروح واحدة ضباطًا ومجندين لحماية هذا البلد، فهم رجال لا تهاب الموت، وإذا سقط منهم  شهيد واحد فكلهم مشروع شهيد، خاصة وأن تدريبتهم واحد وطعامهم واحد ومكان إعاشة الضباط هو نفس مكان إعاشة الأفراد، لأن الطلقة حينما تخرج من الإرهابي لا تفرق بين ضابط ومجند وقيادة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق