تستعد الولايات المتحدة للحظة الحسم فى القضية التى عصفت بها العام الماضى، وهى مقتل الأمريكى من أصل أفريقى جورج فلويد على يد ضابط شرطة، وهو الحادث التى أثار من التظاهرات فى مختلف أنحاء البلاد ومدن أخرى حول العالم لأسابيع فى الصيف الماضى.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن مصير ديريك تشوفين، ضابط شرطة ميانبولييس السابق، أصبح بيد المحلفين، الذين بدأوا مداولاتهم فى وقت متأخر الاثنين فى قضية تاريخية أدت إلى نقاش وطنى بالولايات المتحدة حول العرق والشرطة.
وتتجه أنظار الأمريكيين إلى مينابوليس وتستعد للنتيجة والحكم، ويتذكروا كيف أن وفاة فلويد أسفرت عن أسابيع من الاضطراب المدنى فى الولايات المتحدة ونزول الملايين حول العالم فى الشوارع احتجاجا على العدالة الاجتماعية.
واستمعت هيئة المحلفين المكونة من ستة من البيض وأربع من السود واثنين متعددى الأعراق، لقرابة ست ساعات من المرافعات الختامية الاثنين مع إنهاء الإدعاء والدفاع عرض القضية بعد ثلاثة أسابيع من بدء المقابلة، وقدموا آراء مختلفة تماما للظروف التى أدت إلى وفاة فلويد فى يوم الذكرى فى مايو الماضى فى أحد شوارع مديمة ميانبوليس.
وعرض الطرفان مرارا لقطة الفيديو الشائعة لضابط تشوفين وهو يضع ركبته على رقبة فلويد الذى كان يبلغ من العمر 46 عاما، لمدة أكثر من 9 دقائق قبل أن يفقد وعيه، وحاول كل من الإدعاء والدفاع أن يستخدموه لتضخيم نقاطهم النهائية أمام المحلفين قبيل المداولات.
وكانت الولايات المتحدة قد شهدت مظاهرات مجددا هذا الشهر بعد إطلاق النار على الشاب الأسود دونت رايت من قبل ضباط أثناء توقيف مرورى فى أحد ضواحى مينابوليس.
وتقول صحيفة الجارديان إن كثير من الأمريكيين قد توصلوا إلى حكمهم الخاص فى قضية تشوفين، ويرون المحاكمة كجزء من الحساب فى الصراع الأكبر بشأن العدالة العنصرية. ومع ذلك، قال المدعى ستيف تشلاشير إن مفتاح القضية يكمن فى لقطة الفيديو الذى يضع فيه تشوفين ركبته على رقبة فلويد حتى وهو يقول إنه لا يستطيع أن يتنفس. وقال: "القضية كما رأيتموها بأعينكم. وهو ما تعرفونه فى قلوبكم".
وأشار المدعى إلى أن الفيديو أظهر أن تشوفين كان لديه لا مبالاة تامة إزاء فلويد. فلمدة 9 دقائق و29 ثانيى، توسل جورج فلوريد حتى لم يعد بإمكانه أن يتوسل، وواصل المتهم هذا الاعتداء. وقال المدعى إن الأنا لدى تشوفين وفخره قد دفعاه لمواصلة وضع ركبته على رقبة فلويد حتى مع مناشدة المارة له للتوقف لأنه لا أحد يخبره بما يجب أن يفعله.
ولو توصل المحلفون إلى أن تشوفين البالغ من العمر 45 عاما قد ارتكب اعتداء بالفعل، فإن هذا يفتح الطريق لإدانته بأخطر جرائم القتل من الدرجة الثانية، وهى ارتكاب جناية أدت إلى موت. وقال شلايشر إن ما فعله المدعى عليه بالفعل كان جناية مباشرة، فقد كانت قتل جورج فلويد. ولو لم توافق هيئة المحلفين على أن استخدام تشوفين للقوة كان إجراميا فى حد ذاته لكنه أظهر تجاهلا متهورا لحياة الإنسان، فيظل بإمكانها إاانته بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثالثة. كما يواجه تشوفين تهمة القتل العمد.
ومع اقتراب صدور الحكم فى القضية المثيرة للجدل، أعلن فيس بوك أنه سيتحرك للحد من أو إزالة المحتوى الذى يمكن أن يؤدى إلى اضطراب مدنى أو عنف، وصنف مدينة مينابوليس منطقة عالية المخاطر. وقال عملاق السوشيال ميديا إن فعاليات فيس بوك داخل المناطق عالية المخاطر، والتى يدعو المشاركين إلى حمل السلاح، سيتم إزالتها. وقال فيس بوك إن المحتوى الذى يحتفل أو يسخر من موت فلويد سيتم إزالته أيضا، وإن كان المحتوى المتعلق بالضابط السابق ديريك توفين سيتم تنظيمه بحدة أقل، بعد أن صنفه فيس بوك على شخصية عامة طواعية، على عكس فلويد الذى أصبح شخصية عامة بشكل غير تطوعى. وأشار فيس بوك إلى أنه يستعين بمصادر خارجية للكشف عن المعلومات الخاطئة لعدد من مدققى الحقائق.