برلين تحبس أنفاسها.. لاشيت أم زودر ..من يخلف المستشارة "ميركل"؟
الإثنين، 12 أبريل 2021 08:00 م
حالة من الترقب تشهدها ألمانيا لاختيار خليفة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعد استقرار حزب التحالف المسيحي الديمقراطي على اختيار أرمين لاشيت، والذي يستعد بدوره لخوض الانتخابات التشريعية المقرر إجراءها 26 سبتمبر المقبل علي منصب المستشار الألماني.
وتشهد برلين حالياً منافسة بين لاشيت ورئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر، داخل حزبهما وسط ترقب في القارة العجوز لمستقبل ألمانيا بعد أنجيلا ميركل.
وفور انتهاء اجتماع مغلق لقادة التحالف المسيحي أمس، قال ماركوس زودر: "خلصنا إلى أن كلا منا مؤهل ومستعد ليكون مرشحا للمعسكر المحافظ"، وبذلك أنهى زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري الغموض حول رغبته في الترشح للمستشارية في وقت تضعه استطلاعات الرأي في صدارة المحافظين.
وكشف زودر في مقابلة مع القناة الألمانية الأولى (ARD) أن إعلانه الاستعداد للترشح جاء بسبب الآمال المعلقة عليه، قائلا: لم تكن خطة حياتي أن أعد نفسي لمثل هذا الترشح لكن رد الفعل وآمال الكثير من الناس في ألمانيا وكذلك نتائج الاستطلاعات لعبت دورا مهما رغم أنها لا تلعب الدور المطلق" .
في المقابل، أكد أرمين لاشيت الذي تولى في يناير زعامة حزب ميركل، أنه يطمح للمنصب أيضا، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع غريمه: نظرا للوضع في البلاد مع ترك المستشارة ميركل لمنصبها، فإن هدفنا هو تحقيق أكبر قدر ممكن من الوحدة للتحالف المسيحي لأن المخاطر كبيرة، وأضاف: "أوروبا تتابعنا، يحتاج العالم الى ألمانيا قوية".
ووعد التحالف المسيحي بحسم المسألة قبل حلول 24 من مايو، لكن من المتوقع أن يسرّع الجدول الزمني
والهدف من ذلك هو إخراج التحالف المسيحي من الوضع الصعب الذي يمرّ به في أسرع وقت ممكن، إذ إن نهاية عهد ميركل، بعد 16 عاماً في السلطة، تتحوّل إلى محنة لحزبها، إلى حدّ تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية المقبلة الذي كان يبدو مضمونا قبل بضعة أشهر، للخطر.
وبعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة جائحة كورونا يواجه التحالف المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية، بحسب ما نشرته صحيفة بيلد الألمانية.
وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة، فتحالف الحزبين لا يحصد حالياً سوى بين 26% و28,5% من نوايا التصويت في الانتخابات المقبلة، أي أقلّ بعشر نقاط من شعبيته في فبراير وفي انهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40%.
وتُظهر استطلاعات الرأي التي نشرتها القناة الألمانية الأولي، فإن زودر يتقدّم على منافسه، إذ أفادت القناة الأولى في التلفزيون الألماني أن 54% من الناخبين يعتبرون أنه مرشّح جيّد، أما بالنسبة للاشيت، فهو لم يحصل سوى على 16% من نوايا التصويت.
لكن مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد المسيحي الديمقراطي (ميركل)، الحزب الأقوى في التحالف المسيحي، إذ إن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري حزب صغير لا يتواجد إلا في ولاية بافاريا فقط، ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تقديم مرشح لمنصب المستشار إلا أنه واجه انتكاستين.
من جهته، يواجه أرمين لاشيت الذي انتُخب رئيسا لحزب ميركل، النكسة تلو الأخرى خصوصا لجهة إدارته لأزمة كورونا.
وحاول لاشيت في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الشعبية أن يثبت قدرته على تحقيق هذا التوازن مذكراً بأنه كان منذ سنوات متوافقاً مع ميركل على مسائل أساسية في السياسة خصوصاً تلك المتعلقة باستقبال المهاجرين التي تسببت بانقسام الرأي العام عام 2015.
ومسألة اختيار مرشح ملحة جدا في نظر التحالف المسيحي إذ إن الحزب الاشتراكي الديموقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره نائب المستشارة وزير المالية الحالي أولاف شولتز، أما حزب الخضر فسيسمي مرشّحه في 19 أبريل الجاري.