وفي هذا الإطار تتعاون وزارة الأوقاف، مع وزارة الصحة، والمركز القومى للسكان، من خلال عقد الندوات والمحاضرات بالمساجد والوحدات الصحية ومجالس المرأة وجمعيات تنظيم الأسرة منذ بداية عام 2019 وحتى الآن، حيث تم حتى الآن عقد 2321 محاضرة وندوة تحدثت عن مخاطر الزيادة السكانية وضرورة تنظيم الأسرة.
كما عقدت وزارة الأوقاف، دورات تثقيفية فى التوعية السكانية وتنظيم الأسرة والمواطنة بلغت حتى نهاية شهر مارس الماضى 58 دورة تدريبية للأئمة والواعظات حضرتها 6254 إمامًا، و50 واعظة.
لم تكتفي وزارة الأوقاف بدورات التوعية ، بل أنها نظمت حملة طرق الأبواب للواعظات والراهبات، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، حيث تتكون الحملة من (2) من أعضاء المجلس القومى للمرأة، إضافة إلى واعظة أو راهبة أو مكرسة أو خادمة، وقامت الحملة بطرق الأبواب فى قرى وعزب ونجوع محافظة المنيا ومناطق: (الشروق، البساتين، عين شمس، شبرا، المقطم) بمحافظة القاهرة.
كما شاركت الوزارة في احتفالية المجلس القومى للمرأة بالمنيا باليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، وزارت الحملة وادى النطرون بالبحيرة، حيث نظم خلالها المجلس القومى للمرأة دورة تدريبية لـ 30 من القيادات الشابة من الفتيات وذلك ببيت الوادى، وقامت الحملة بطرق الأبواب، فى قرى وعزب ونجوع محافظة المنيا، وعقدت الوزارة دورة تدريبية للواعظات والراهبات؛ للتوعية بقضايا المرأة بالإسكندرية بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة.
كما وجهت الأوقف خطباء المساجد لتوجيه المواطنين بخطورة القضية السكانية على الفرد والمجتمع من خلال خطب الجمعة التى تناولت الحفاظ على الأسرة وحق الطفل فى التنشئة السوية، حيث تحدد الوزارة موضوع خطبة الجمعة بشكل دورى من بينها: "الأسرة ودورها فى الحفاظ على استقرار المجتمع، عناية الإسلام بصحة الإنسان ودعوته للمحافظة عليها، حق الطفل فى التنشئة السوية والحياة الكريمة، نحو علاقات أسرية ومجتمعية سوية مستقرة تكفل اليتيم وترعى المحتاج، بناء الأسرة السوية وحمايتها، الضوابط الشرعية للإنجاب وحق الطفل فى الرعاية والنشأة، الميثاق الغليظ وضرورة الحفاظ عليه".
وعقدت وزارة الأوقاف، عدد من الندوات للتوعية بخطورة القضية مثل: "أسس بناء الأسرة، مناهضة العنف ضد المرأة، المرأة فى الحضارة الإنسانية، واجبنا نحو أطفالنا، الزيادة السكانية وأثرها على الفرد والمجتمع" كما أطلقت منتدى الحوار الثقافى بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين تحت عنوان: تنظيم عملية الإنجاب رؤية شرعية وضرورة واقعية، بحضور نحو 60 إمامًا وواعظة.
من ناحية أخري قال وزير الأوقاف تعليقا علي أزمة الزيادة السكانية، أن القرآن الكريم أكد على حق الطفل فى الرعاية والإرضاع، فقال الحق سبحانه وتعالى: ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ”، وهذا الإرضاع حق للطفل، لدرجة أن بعض الفقهاء أطلقوا على اللبن الذى يرضعه الطفل من أم حامل لبن الغِيْلَة، وكأن أحد الطفلين اغتال حق أخيه أو أن كلا منها قد اغتال جزءًا من حق أخيه، قائلاً:" وعليه فالأولى أن يأخذ كل طفل حقه فى مرحلتى الحمل والإرضاع، وكذلك فى التربية السوية، مع ضرورة الوفاء بحقه فى المطعم والملبس والصحة والتعليم، أما التقصير فى حق الأبناء، وعدم الوفاء بواجباتهم فى التربية فيعدُ ظلمًا لهم، والنبى (صلى الله عليه وسلم ) يوضح لنا أننا مسئولون عن أبنائنا الذين هم أمانة فى أعناقنا، فيقول ( صلى الله عليه وسلم ): ( كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول )، وفى رواية: ” كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم ): " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع فى بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيتها ومسئولة عن رعيتها ".
ونؤكد أنه لكى يشعر المواطنون بتحسن الخدمات لابد أن يكون الناتج المحلى ضعف الزيادة السكانية على أقل تقدير، وفى مثل ظروفنا الاقتصادية وما ورثناه من بنى تحتية مترهلة تحتاج إلى إعادة بناء من جديد فى كثير من جوانبها فإننا فى حاجة إلى أن يكون الناتج المحلى أضعاف الزيادة السكانية، ففى الوقت الذى تسعى فيه الدولة إلى رفع المستوى التعليمى بتحسين البنية التحتية للمدارس وتقليل كثافة الفصول تأتى الزيادة السكانية التى تضاف إلى القوة الطلابية فى حدود مليونين ونصف فى حاجة إلى 5 آلاف مدرسة جديدة على الأقل للمرحلة الابتدائية ومثلها للإعدادى والثانوى مع تجهيز هذه المدارس وتعيين المعلمين لها، وعلى هذا فقس فى سائر الخدمات.