الجامعة العربية تبحث عن حلول للأزمة اللبنانية.. وعون: ملتزمون باتفاق الطائف
الخميس، 08 أبريل 2021 10:00 م
تستمر جامعة الدول العربية فى دورها الريادى على الصعيد الإقليمى من خلال بذل مساعيها لحل أزمات المنطقة، وكان لها تواجد قوى فى الأزمة اللبناننية حيث قام السفير حسام زكى الامين العام المساعد الخميس بزيارته الثانية لبيروت، والتقى الاطراف الرئيسية فى الساحة الللبنانية، وشملت اللقاءات الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من رؤساء السياسيين البارزين.
وتناولت تلك اللقاءات سبل حل الأزمة الحالية وتسهيل خطوة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتوفير الآليات التى تضمن استقرار لبنان، وضم الوفد المرافق للسفير زكي، السفير عبد الرحمن الصلح ومديرة إدارة المشرق العربي في الجامعة لمى قاسم ومستشار الأمين العام جمال رشدي والمستشار في مكتب جامعة الدول العربية في بيروت الدكتور يوسف السبعاوي والدبلوماسى ناصر الهاجري.
وفى السياق أكد السفير حسام زكى عقب لقائه الرئيس عون، أن الجامعة العربية حريصة على متابعة الوضع في لبنان، وهو وضع متأزم فهناك أزمة سياسية وازمة اقتصادية ضخمة، والازمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية من دون الوصول إلى مخرج وتسوية للأزمة السياسية. ووضع الأمين العام المساعد السفير زكي، إمكانات الجامعة بتصرف أي خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين في المجالات كافية. وفق بيان صحفى صادر عن قصر الرئاسة بلبنان.
أضاف السفير حسام زكى، أنه من هذا المنطلق عرض على الرئيس استعداد الأمين العام للمساعدة في الاتصالات بين الاطراف الرئيسية في هذه الازمة إذا كان هناك داع للتدخل من الجامعة العربية، وحتى إذا كان الأمر يتطلب ان يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك. ومن جانبه رحب الرئيس عون بهذا الطرح، مؤكداً ان لا مشكلة لديه بذلك، وأكد أنه سوف تكون هناك اتصالات مع الاطراف السياسية لحلحلة الوضع السياسي.
أضاف السفير حسام زكى:" كما جرى خلال اللقاء الاستفسار عن الكلام الذي كثر في الفترة الاخيرة حول اتفاق الطائف ومصيره وعما إذا كان مهددا بشكل من الاشكال، فأكد الرئيس عون ان اتفاق الطائف غير مهدد وهو اساس الدستور اللبناني، وبالتالي هو لا يستشعر اي تهديد للاتفاق، فهناك دستور لبناني يجب ان يُحترم من قبل جميع الاطراف."
وقال السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خلال كلمة ألقاها من بيت الوسط ببيروت، حيث مقر لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان حسان دياب، إنه تلقى طرحا مقبولا من رئيس البرلمان نبيه برى للخروج من مأزق تشكيل الحكومة، وسيتم بحث الطرح مع كافة الأطراف للوقوف على المعوقات. وفق تصريح له تم بثه مباشرة من بيت الوسط ونقلته قناة إم تى فى اللبنانية.
وعقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أكد السفير حسام زكى أن الحوار كان مفيدا، حيث اطلع على الوضع المعيشي الاقتصادي في لبنان الحرج والمحفوف بمخاطر كثيرة، مؤكدا أن الحديث كان صريحا حول مستقبل الوضع وكيف يمكن للمجتمع الدولي والعربي المساعدة.
أضاف: "قلت لدولة الرئيس ان الوضع يجب أن يشهد حلحلة سياسية أولا حتى نستطيع الحديث عن تحسين الأوضاع الإقتصادية، ووجدت تفهما لديه حول هذه النقطة. ندرك كجامعة عربية بأن الوضع الخاص الاقتصادي والأزمة السياسية يحتاج إلى مساعدة عربية ومد يد العون للأطراف والفرقاء السياسيين وهو ما نحن مستعدون للقيام به إذا ما رغبت الأطراف في ذلك. وأتمنى أن نصل إلى المنهج الأفضل لكيفية دعم ومساعدة لبنان على الخروج من أزمته الحالية".
وأكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن تحسين الأوضاع الاقتصادية في لبنان يتطلب في المقام الأول حلولا للأزمة السياسية الراهنة، وقال إن جامعة الدول العربية مستعدة لمد يد العون للأطراف والفرقاء السياسيين اللبنانيين في سبيل حل الأزمة اللبنانية، إذا ما رغبت الأطراف المعنية في ذلك الأمر.
مساعى الجامعة لحل الأزمة
وأكد السفير حسام زكي، خلال مؤتمر صحفي عقده السفير حسام زكي، عقب المباحثات التي أجراها ظهر اليوم مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري،أن الجامعة العربية ترغب في تقديم يد العون في سبيل حل الأزمة السياسية والمساعدة بإخراج لبنان من المأزق الحالي الذي يواجهه بسبب التعثر في تشكيل الحكومة الجديدة.
وأشار إلى أنه حضر إلى لبنان بتكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأن الجامعة مستعدة للقيام بأي دور يُطلب منها في سبيل مساعدة لبنان، سواء من خلال التواصل الدبلوماسي المكثف مع الأطراف اللبنانية الرئيسية المعنية بالتأليف الحكومي، أو من خلال توفير سقف عربي متمثل في الجامعة العربية للقاء الفرقاء السياسيين اللبنانيين.
وأضاف أنه استمع إلى وجهة نظر الحريري كاملة إزاء مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، ومكامن العقبات التي يواجهها في مسار التأليف الحكومي، لافتا إلى أنه وجد لدى رئيس الوزراء اللبناني المكلف قبولا إلى حد كبير، بالطرح الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في سبيل تذليل العقد التي تحول دون إنجاز تأليف الحكومة الجديدة.
وتابع: "أنا بصدد إجراء المزيد من الاتصالات والمشاورات لتبين الموقف ومساعدة الأطراف السياسية اللبنانية في الوصول إلى مخرج للوضع الحالي، ونأمل أن نوفق في هذه المهمة، ونكرر دعوتنا إلى الجميع بضرورة إعلاء المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الضيقة، سواء حزبية أو خلافه".
لقاء السفير حسام زكى ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى
وشدد السفير حسام زكي على أن تطورات الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تتطلب أن يعمل الجميع من أجل تحقيق مصلحة الشعب اللبناني، والخروج من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه لبنان. ولفت إلى أن اللقاءات السياسية المباشرة التي سيجريها في لبنان، قد لا تشمل جميع الأطراف، لاعتبارات تتعلق بضيق الوقت والمسافات، غير أنه سيستعيض عن هذا الأمر بإجراء مجموعة من الاتصالات الهاتفية، والتي يُمكن أن يكون من بينها اتصال مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، باعتبار أنه من المهم الوقوف على مواقف جميع الأطراف السياسية ومعرفة أين تكمن العقبة الحقيقية والمساعدة في الخروج من الوضع الحالي.
عون: ملتزمون بالطائف
ومن جانبه رحب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأي مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية لحل الازمة اللبنانية الراهنة، واكد للامين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ان الاهتمام الذي تبديه الجامعة العربية حيال لبنان هو موضع تقدير لان لبنان من مؤسسي الجامعة والحريصين على احترام ميثاقها وكل القرارات التي تصدر عنها والتعامل معها بإيجابية.وفق الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانى.
وشرح الرئيس عون للسفير زكي الأسباب التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجهها، مؤكدا التزام لبنان بتطبيق اتفاق الطائف الذي انبثق منه الدستور والعمل استنادا الى بنوده. واعتبر عون أن كل ما يقال خلاف ذلك او يوحي بأن اتفاق الطائف مهدد، هو كلام لا يستند الى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف.