خالد عكاشة: مفهوم حقوق الإنسان يمتد بأصوله وجذوره فى أعماق التاريخ
الخميس، 08 أبريل 2021 11:25 ص
قال الدكتور خالد عكاشة مدير عام المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن قضية حقوق الإنسان هى القضية التي حظت باهتمام كبير من المركز منذ إنشائه، وإن كان الاهتمام الأكبر يأتى الآن من المركز المصري وجميع قطاعات المجتمع والدولة المصرية اتساقا مع الإعلان عن عقد حوار موسع وشامل يرتكز على حقوق الإنسان في عالم ما بعد الجائحة لاستشراف ملامح هذا العالم، من خلال مناقشة الأجندة الدولية التي أطلقتها الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، والتي وضعت مناهضة التمييز والعنصرية والحد من عدم المساواة وتعزيز المشاركة والتضامن ودعم التنمية المستدامة كحقوق وأطر رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها لبناء عالم أفضل ما بعد الجائحة.
ووجه خالد عكاشة خلال كلمة له فى مؤتمر "حقوق الإنسان.. بناء عالم ما بعد الجائحة"، والذى ينظمه المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الشكر للوزراء، الذين أبدوا رغبة صادقة ومقدرة من جانبنا في إضفاء ما لديهم من رؤى فكرية وأطروحات تمس محاور المؤتمر المختلفة وتساهم في تدعيم نقاشاته المرجوة منه، كما وجه الشكر لأعضاء الهيئة التشريعية من مجلسي النواب والشيوخ لمشاركتهم في حوار اليوم وبما يضيفونه من أطر تشريعية وقانونية تعزز من المناخ العام وترتيباته المستقبلية لبناء عالم أفضل يضع في القلب منه قضية حقوق الإنسان.
كما وجه خالد عكاشة الشكر للمجالس القومية المصرية المتخصصة لمشاركتهم في المؤتمر ووضعهم لأطروحات فكرية وعملية مصرية معنية بتلك القضية، ونخص بالذكر المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة، و لسفراء الدول الأجنبية التي حرصت على الحضور لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين تجارب الدول المختلفة، ولسفارة الولايات المتحدة الأمريكية وسفارات الدول الأوروبية، الشركاء الاستراتيجيين للدولة المصرية، وسفارات الدول الأسيوية ذات العلاقات التاريخية والحضارية الممتدة، وسفارات الدول العربية الشقيقة وأخيرًا سفارات الدول الأفريقية ذات البعد والامتداد الحيوي والاستراتيجي والتاريخي للشعب المصري ودولته.
كما توجه بالشكر إلى المنظمات الدولية المشاركة بالمؤتمر وممثليهم في القاهرة لابدائهم الاستعداد في خوض حلقات النقاش وامدادنا برؤيتهم لأوضاع حقوق الإنسان على مستوى العالم في ظل الجائحة، وما يمكن استحداثه لتعزيزها ودعمها بالشكل الذي يحقق رفاهية الإنسان وضمان معيشته الكريمة في عالم أكثر اهتمامًا وتقديسًا لكينونته وللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة كونهم شركاء استراتيجيين للمؤتمر وداعمين رئيسين لشروع المركز في تنظيم هذا الحوار وما يستتبعه من نقاشات وحوارات متبادلة، وكذلك لكافة المنظمات المصرية على اتساع نطاقها، والمعنية بحقوق الإنسان ومنظمات ومؤسسات العمل الأهلي والمجتمع المدني للمشاركة ودورهم البارز في ظل الجائحة.
وأشار عكاشة الى أن مفهوم حقوق الإنسان يمتد بأصوله وجذوره الفكرية والفلسفية في أعماق التاريخ الإنساني، الذي شهد خلاله جدليات وأطروحات سارت في اتجاه ترسيخ مفهوم حقيقي يستجيب لكافة التحديات التي يواجهها البشر، متابعا :"حيث وقعت أحداث مثلت مسارات للتحول التاريخي والفكري للإنسان دفعته إلى التأمل في وضعه الراهن وما توصل إليه والبحث عن موارد جديدة يحشدها من أجل السعي إلى تحقيق أهدافه المنشودة ،والآن، تشهد البشرية تحديًا جديدًا غير مسبوق من حيث اتساع نطاق انتشار وباء مجهري مثل خطرًا محدقًا على الإنسان وحقوق من ناحية، وأتاح لنا جميعًا فرصة للتأكيد على وحدة المصير مهما تفاوتت الظروف أو اتسعت الهوة بين الدول من ناحية اخرى".
ولفت الى أن التأثير الأبرز لجائحة كورونا استند إلى إعادة النظر والمراجعة الشاملة لجميع نواحي الحياة الإنسانية، والوقوف على عظات العلاقة بين التاريخ والأوبئة، والقفز بالإنسان ليصبح هدفًا في حد ذاته، تتضافر من أجله الجهود، وتضمن له حقوقًا إنسانية تصون له الكرامة والعيش الكريم، موضحا أنه في الوقت الذي يتعرض فيها الجنس البشري لصراعات عالمية وتنافسات استراتيجية، وصعود مثير لإيديولوجيات شوفينية معادية لأفكار المساواة وتتسم بالأنانية والتعصب، وهي تحديات تعمل بدورها على زيادة حرج اللحظة الراهنة وتضع تحديات كبيرة أمام المؤسسات الدولية، وتزيد من حالة التأزم التى وصلت إلى دول ومجتمعات لم نكن نتوقع أن تصل بها الأمور إلى هذا الوضع.
وتابع: "قد جاءت الاستجابة الإنسانية إزاء تلك اللحظة الحرجة في ربط اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر جائحة كوفيد – 19 بأجندة حقوق الإنسان العالمية لعام 2020 -2021 والتركيز على الحاجة إلى إعادة البناء بشكلٍ أفضل من خلال ضمان أن تكون حقوق الإنسان أساسيةٌ في جهود التعافي.
وقد تناولت الأجندة العالمية أربعة قضايا رئيسية، أخذت على عاتقها قضية حقوق الإنسان مرتكزًا لها لبناء عالم أفضل ما بعد الجائحة. القضية الأولى هى مناهضة التمييز والعنصرية التي طالما ضربت المجتمعات جراء انتشار الأوبئة على مدار التاريخ، أما القضية الثانية التصدي لغياب المساواة وما خلفته الجائحة من أثار تدميرية على الفئات والمجتمعات المهمشة والجدل حول إمكانية تدشين عقد اجتماعي جديد. في حين تدور القضية الثالثة حول تشجيع المشاركة والتضامن كحجر أساس لعالم ما بعد الجائحة وتأكيد الدور المحوري للمجتمع المدني والجمعيات الأهلية. وأخيرًا قضية التنمية المستدامة والتي تقع حقوق الإنسان في صميم فلسفتها وعملها".
واختتم: ايمانًا من المركز بضرورة تواجد كافة الأطراف في إطار حوار مفتوح يعمل على استقراء أكبر قاعدة من الأطروحات والأفكار وانتاجها في صورة بحثية تفيد بها القائمين على دعم هذا الملف وامدادهم بالأفكار الموضوعية والآليات بهدف تعزيز مسار حقوق الإنسان، والتي نرى أننا لن نصل إليها بأهدافنا ما لم نكن قادرين على خلق فرص متكافئة للجميع ، وما لم نتمكن من معالجة الإخفاقات التي كشفتها جائحة كوفيد-19.
تدور أعمال المؤتمر في إطار ثلاثة جلسات، تأتي الجلسة الأولى تحت عنوان الهدف هو الإنسان..حقوق الإنسان في ظل الجائحة، بينما تناقش الجلسة الثانية إشكاليات المساواة وتحفيز جهود التنمية المستدامة، في حين تدور الجلسة الثالثة حول تعزيز المشاركة والتضامن ودورهما في بناء عالم أفضل ما بعد الجائحة".
يذكر أن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، ينظم مؤتمر تحت عنوان "حقوق الإنسان.. بناء عالم ما بعد الجائحة"، يتناول المؤتمر تأثير جائحة "كورونا"، وذلك بحضور رفيع المستوى من الوزراء وكبار المسئولين وممثلين عن المنظمات التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني العاملة فى المجال التنموى، حيث تستعرض تجاربها الناجحة على مدار عام كامل منذ ظهور وتفشي الوباء العالمي.
اتخذ المركــز المصــري مـن أجندة اليوم العالمي لحقـوق الإنســان ٕاطــارًا عامًا بهـدف مناقشـتها خـلال جلسـات المؤتمـر، والوصـول إلى توصيـات علـى المستويين الفكـري والعملـي.