يزرع الأرض .. يقود تروسيكل لنقل البضائع لمساعدة أسرته .. هذا هو حال الشاب " المعاق " الذي تحدي ظروفه وإعاقته بعد أن اصيب بضمور في عضلات اليدين والقدمين وصعوبات فى التوازن الجسدى وصعوبة فى النطق بسبب خطأ طبي أثناء ولادته، إلا أنه أثبت للجميع أنه نموذج فعال وأن الإعاقة ليست إعاقة جسد بل إعاقة فكر وروح.
يقوم محمد أحمد حامد ابن قرية سندنهور التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية بزراعة أرضه بمفرده ، كما يعمل على تروسيكل لينفق على أشقاءه الصغار.
"عاوز أخف الحمل من على ظهر والدى".. كلمات قالها الشاب محمد، والذى يعانى منذ ولادته بسبب إهمال طبى تعرض له أثناء الولادة جعله يعانى من ضمور باليدين والقدمين، مؤكدا إنه تأثر كثيرا بظروف والده الذى يعمل سائق على جرار بالإصلاح الزراعى بمحافظة الشرقية، وراتبه بسيط لا يكفى للإنفاق على أسرة مكونة من 5 أبناء، فكان هو الابن الأكبر لأسرته فقرر أن يقف بجواره ليخفف عنه أعباء الحياة.
وبصوت مبحوح ودموع تأبى النزول قال أحمد حامد عبد الحميد سائق جرار زراعى فى الإصلاح الزراعى، والد الشاب محمد : ربنا أنعم علي ورزقنى "محمد" على 3 بنات وطفل صغير، وقضاء الله أن يعانى من ضمور بسبب إهمال طبى أثناء ولادته، وقطعت شوطا كبيراً فى علاجه دون إيجاد علاج فعال، ولكن نجلى أثبت لى وللجميع أن المعاق ليس المعاق فى جسده بل فى فكره، وأنه يرعى أمور الحقل ويعمل على تروسيكل وساهم معى فى زواج نجلته الكبرى.
وأضاف الأب، لم يكتفي محمد بذلك بل أنه تولى تكاليف دروس شقيقته الثالثة طالبة الثانوية العامة، وكل جنيه يحصل عليه يعطيه لهم ولم يبخل عليهم بشيء، متمنيا من الله أن يتم تعيينه فى وظيفة حكومية ضمن تعيينات ذوى الاحتياجات الخاصة، لكونه يشعر بالخوف عليه من قيادة التروسيكل أثناء خروجه على الطرق السريعة لإحضار البضائع للزبائن.