الأميرة الأفريقية تحير الزملكاوية وتبتسم "مؤقتا" للأهلاوية
السبت، 20 مارس 2021 06:00 مسعيد حامد
الأهلي يحقق فوزا غائبا منذ 942 يوما ويحجز تذكرة ربع النهائي الأفريقى.. والزمالك يسقط في ليلة عودة الديك
حملت الجولة الرابعة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، انتصارات وانكسارات لجماهير قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، ففي الوقت الذي نجح فيه فريق الأهلي في تحقيق أول انتصار للأندية المصرية في الكونغو والعودة بالثلاث نقاط من كينشاسا، سقط الزمالك أمام منافسه فريق الترجي التونسي في القاهرة، ليقترب كثيرا من توديع دور المجموعات، بينما صعد الفريق التونسي إلى ربع النهائي، محققا انتصاره الأول في التاريخ ضد الزمالك.
انتصار أحمر تاريخى
من كينشاسا عاد فريق الأهلي محملا بانتصار عريض على مضيفه فريق فيتا كلوب الكونغولي بثلاثية نظيفة، وثلاث نقاط أضيفت إلى رصيده، ليصبح سبع نقاط في المركز الثاني في المجموعة الأولى، خلف فريق سيمبا التنزاني برصيد 10 نقاط، الذي فاز هو الآخر على فريق المريخ السوداني، صاحب المركز الرابع والأخير برصيد نقطة واحدة، في الوقت الذي تجمد فيه رصيد فيتا كلوب عند 4 نقاط، محتلا بذلك المركز الثالث.
سجل أهداف اللقاء الذي أقيم في الثالثة مساء الثلاثاء الماضي، على ملعب الشهداء في كينشاسا، محمد شريف، في الدقيقة 6، ومحمد مجدي أفشة في الدقيقة 19، وتكفل البديل طاهر محمد طاهر بالهدف الثالث في الدقيقة 78، ليحقق بذلك الأحمر أول انتصار له على فريق كونغولي خارج الديار في مسيرته بالبطولات الإفريقية، وتكون الثلاثية أكبر هزيمة للنادي الكونغولي على أرضه، في تاريخ مشاركاته في دوري أبطال إفريقيا.
وخلال أربع زيارات سابقة للأراضي الكونغولية، لم يفز الأهلي في أي لقاء، إذ تلقى ثلاثة هزائم وتعادل، لكن في مواجهة 2021، دون الفريق الأحمر انتصار أول ليس في تاريخه وحسب بل وفي تاريخ الأندية المصرية، التي لعبت أمام الفرق الكونغولية 22 لقاء لم تحقق فيها أي انتصار (16 هزيمة و6 تعادلات).
أرقام الأهلي لم تتوقف عند تحقيق الانتصار الأول، بل باتت نتيجة لقاء فيتا كلوب، أكبر انتصار للفريق الأحمر، خارج مصر طوال تاريخه في دوري أبطال إفريقيا، معادلا فوزيه السابقين على فريق ماجي التنزاني عام 1999، والاتحاد الليبي عام 1990، بنفس النتيجة، علاوة على أن الأهلي حقق فوزا خارج الديار، غائبا عن القلعة الحمراء منذ 942 يوما.
الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، مدرب الأهلي، أرجع فوز فريقه على فريق فيتا كلوب، إلى وجود لاعبين في الأهلي، على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة والقدرات العالية، التي تمكنهم من التغلب على أية صعوبات، معربا عن سعادته بالفوز الكبير الذي حققه بثلاثية نظيفة، مضيفا: «قدمنا مباراة جيدة اليوم، ونجحنا في استغلال الفرص التي أتيحت لنا خلال اللقاء.. الأهلي فرض شخصيته وأسلوبه على المباراة منذ بدايتها».
وأكد موسيماني، أنه لا يقول ذلك لأن الاهلى فاز بثلاثة أهداف خارج ملعبه، بل قال ذلك بعد مباراة الجولة الثالثة التي تعادل فيها بهدفين لمثلهما في القاهرة، متابعا: «كرة القدم تمنح عشاقها دروسًا رائعة باستمرار. في القاهرة لاحت لنا فرص كثيرة وخرجنا متعادلين، وفي الكونغو سنحت لنا فرص أقل وفزنا بثلاثية نظيفة.. والأهلي يمتلك جيلًا رائعًا من اللاعبين، نجحوا في التتويج بثلاث بطولات الموسم الماضي، فضلًا عن التتويج ببرونزية مونديال الأندية الأخير».
وأضاف المدرب الجنوب أفريقي: «واجهنا ظروفًا صعبة في الكونغو، من درجة حرارة عالية ورطوبة مرتفعة وملعب من نجيل صناعي، لكننا في الأهلي لا نبحث عن الأعذار.. نلعب دائما للفوز دون النظر لمثل هذه الأمور، لذلك دخلنا مباراة فيتا كلوب بدافع الفوز فقط، وهو ما تحقق في النهاية بفضل عزيمة اللاعبين وإصرارهم على الفوز والعودة للقاهرة بالنقاط الثلاث».
يأتي هذا في الوقت الذي منح فيه بيتسو موسيماني، لاعبيه راحة طويلة من التدريبات الجماعية لمدة 5 أيام بدأت منذ الأربعاء الماضي، مستغلا فترة توقف الدوري المصري، لظروف إقامة معسكر منتخب مصر خلال الأيام المقبلة لخوض مواجهتي كينيا وجزر القمر في تصفيات كأس أمم أفريقيا، على أن يعود لاعبو الأهلي لتدريباتهم الجماعية بعد انتهاء فترة الراحة، استعدادًا لملاقاة المريخ السوداني في الثاني من إبريل القادم، ضمن مباريات الجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا.
الزمالك يسقط في ليلة عودة الديك
على الجانب الآخر، سقط فريق الزمالك في فخ الهزيمة أمام ضيفه فريق الترجي التونسي، بهدف نظيف، سجله حمدو الهونى فى الدقيقة 72 من عمر المباراة، التي احتضنها استاد القاهرة، ليعقد بذلك موقفه في المجموعة الرابعة ويتجمد رصيده عند النقطة 2، في المركز الثالث، بينما حسم الترجي تأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، ورفع رصيده للنقطة رقم 10، ليتصدر ترتيب المجموعة، كما فاز مولودية الجزائر بهدف نظيف على توينجيت السنغالي، ليرفع بطل الجزائر رصيده للنقطة الـ 8 بالمركز الثاني.
وتأزم موقف الفريق الأبيض في المجوعة ليقترب من توديع البطولة بعد توقف رصيده عند نقطتين فقط، رغم خوض 4 جولات، وذلك بتعادليين وخسارتين، غير أن الأمل لا يزال يراود جماهير الزمالك، إذ يمكن التأهل إلى دور ربع النهائي، حال خسارة مولوديه الجزائر، أخر مواجهتين له في المجموعة. ويتصدر فريق الترجي المجموعة برصيد 10 نقاط وضمن التأهل رسميا، فيما يحتل مولودية الجزائر، المركز الثاني برصيد 8 نقاط، يليه الزمالك في المركز الثالث برصيد 2 نقطة، فيما يتذيل تونجيث السنغالي المجموعة، بنقطة واحدة حصل عليها في لقاء الزمالك.
لكن، يبقى السؤال: كيف يتأهل الزمالك إلى دور الربع نهائي؟ بات الفريق الأبيض مطالبا بضرورة تحقيق الفوز في مباراتي الجولتين الخامسة أمام مولودية الجزائر والسادسة أمام تونجيث السنغالي، للوصول للنقطة 8، مع خسارة المولودية نفس الجولتين أمام الزمالك والترجي ليتجمد رصيده عند النقطة 8، ولكن سيتأهل الزمالك لتفوقه في المواجهات المباشرة أمام مولودية الجزائر بالتعادل في القاهرة وفوز الزمالك في الجزائر.
ومن المقرر أن تقام الجولة الخامسة من مباريات دوري أبطال أفريقيا، مطلع شهر أبريل المقبل، ويلتقى الزمالك مع مولودية الجزائر على ملعب الأخير، بينما يلتقي الترجي مع تونجيث في السنغال، فيما تقام الجولة السادسة والأخيرة لدوري الأبطال بعد الجولة الخامسة بأسبوع، حيث يلتقي الزمالك مع تونجيث بالقاهرة والترجي مع مولودية الجزائر في تونس.
وحملت مواجهة الزمالك والترجي رقم تاريخي، إذ تعد خسارة مباراة الثلاثاء، الأولي في تاريخ الأبيض أمام فريق باب سويقة، إذ لم يسبق وفاز بطل تونس على الزمالك نهائيا في مصر، خلال خمس مباريات هي مجموع لقاءات الفريقين السابقة، شهدت فوز الزمالك في 3 مواجهات والتعادل في مباراتين.
مدرب الزمالك، الفرنسي باتريس كارتيرون، أرجع هزيمة فريقه إلى تراجع الجانب البدنى والنفسى للاعبي الفريق الأبيض، مؤكدا أن عند عودته لقيادة الزمالك في الولاية الثانية تفاجأ بتراجع المستوى البدني للاعبين، فضلا عن عدم جاهزيتهم النفسية، موضحا أنه يحتاج إلى الوقت لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
ورفض كارتيرون الاستسلام رغم صعوبة موقف فريقه، قائلا: »سنقاتل في المجموعة حتى النهاية، ولو قمنا بالمقارنة بين حالة الفريق في ولايتي الأولى والحالية سنجد اختلافا كبيرا ونحتاج لوقت للعمل ومباريات الدورى خداعة ومستوى الفرق يختلف عن فرق البطولة الأفريقية، لذلك ظهرنا بهذا الوضع في دورى أبطال أفريقيا»، مشيرا إلى أن النواحي النفسية والذهنية تجعل اللاعب يقدم أفضل ما لديه، لكن في الوقت الحالي هناك هبوط حاد في تلك الجوانب، ومستوى الفريق كان جيدا في الدورى لكون المنافسين ضعفاء.
في غضون ذلك، أكد محللون، أن فريق الترجي ظهر بشكل قوي وكان الأفضل من كل الوجوه وتفوق بشكل واضح على الزمالك الذى كان خارج الخدمة، ولاعبوه بعيدون عن تركيزهم، محملين الخسارة للفرنسي كارتيرون، مدرب الزمالك، والذي أدار اللقاء بخطة لعب غير مناسبة تعتمد على التأمين الدفاعى، وكان من المفترض أن يهاجم من وسط الملعب، وهو الأمر الذي نجح فين معين شعباني المدير الفني للترجى، وظهر لاعبو الترجي بشكل أفضل هجوميا منذ بداية اللقاء وتحقق لهم ما أرادوا، مبدين دهشتهم في الوقت ذاته، من التغييرات التي قام بها كارتيرون خاصة عندما دفع بإمام عاشور في مركز الظهير الأيمن فور نزوله بديلا في بداية الشوط الثاني، وهو مركز لا يجيد اللعب فيه، بحسب المحللين.