توافق تام بين مصر والسودان بشأن ملف سد النهضة
الخميس، 11 مارس 2021 04:36 م
عُقدت، ظهر اليوم، بمقر رئاسة مجلس الوزراء، المباحثات المصرية السودانية الموسعة، برئاسة رئيسى وزراء البلدين، الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور عبد الله حمدوك، بحضور وفدى البلدين، حيث حضر من الجانب المصرى، وزراء الموارد المائية والرى، والتعاون الدول ى، والمالية، والصحة والسكان، والنقل، ونائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، والرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وسفير مصر لدى السودان، وعدد من مسئولى الوزارات والجهات المعنية.
من الجانب السودانى، حضر وزراء: شئون مجلس الوزراء، والخارجية، والمالية والتخطيط الاقتصادى، والتجارة والتموين، والرى والموارد المائية، والنقل، والاستثمار والتعاون الدولى، والصحة، ومدير جهاز المخابرات العامة، وسفير السودان لدى القاهرة، وعدد من المسئولين.
وقال الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء السوداني: نحن سعداء للغاية بهذه الزيارة، التى تأتى استمرارا لسلسلة الزيارات المتصلة التى تمت خلال الفترة الماضية بين مسئولى البلدين، فى إشارة لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للخرطوم مطلع الأسبوع الجارى، وزيارة الدكتور مصطفى مدبولى إلى السودان فى شهر أغسطس الماضى، كما أن هذه هى الزيارة الثانية لرئيس الوزراء السودانى لمصر، مؤكدا أن هذه الزيارات تعكس عمق الروابط بين البلدين الشقيقين، كما تعكس أيضا قوة هذه الروح الجديدة فى العلاقة بين مصر والسودان.
وأضاف الدكتور عبدالله حمدوك أنه بالإضافة إلى المناقشات التى تمت بين مسئولى البلدين فى جميع الاجتماعات السابقة، والتى يتم فيها دوما التأكيد على ما بيننا من روابط الثقافة والأخوة والجيرة والتاريخ وروابط الدم التى تسمح أن تكون بين شعبينا علاقة متميزة للغاية لا مثيل لها، فإن السودان يرغب فى التأسيس لعلاقة تقوم على أساس الشراكة الاستراتيجية، ومخاطبة القضايا الحياتية المرتبطة بالمشروعات التى تخدم مصلحة شعبينا.
وتابع رئيس الوزراء السودانى حديثه، خلال جلسة المباحثات الموسعة التى عقدت اليوم بمقر مجلس الوزراء، أن الفترة الماضية شهدت التأكيد على مسألة الشراكة الاستراتيجية. وفى هذا السياق، توجه حمدوك بحديثه للدكتور مصطفى مدبولي: "كما تفضلت خلال كلمتك، يجب أن نبنى هذه العلاقة من خلال إقامة مشاريع عملية تقوم على المصلحة المشتركة، لذلك اتفق معك تماما أن نستغل هذه الفرصة بحضور الوزراء من الجانبين للجلوس؛ من أجل البدء فى خطوات عملية وتحديد خطة عمل، ووضع خارطة طريق لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه".
وأضاف حمدوك أن الفترة الماضية شهدت مناقشة عدد من المشروعات المهمة التى يمكن إقامتها بالشراكة بين الحكومتين، مثل مشروع الربط الكهربائى، والمشروع الاستراتيجى لربط السكك الحديدية، ومشروع الربط البرى، إلى جانب مشروعات التعاون فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى والصحة والتجارة، فضلا عن العديد من المجالات الأخرى التى يمكن أن نصل فيها إلى تفاهمات ستكون فى صالح شعبينا.
وأشار رئيس الوزراء السودانى إلى أنه يوجد ملفات عديدة تحتاج إلى التفاهم بشأنها بشكل أكثر دقة للوصول فيها لرؤية مشتركة، والتى يأتى فى مقدمتها ملف سد النهضة الذى يشكل تحديا لمصر والسودان، مؤكداً فى هذا الصدد على وجود توافق تام وانسجام بين الجانبين فى هذه المسألة، لاسيما ما يتعلق بالآلية الرباعية للوساطة.
وجدد الدكتور عبدالله حمدوك سعادته البالغة بهذه الزيارة التى استهلت بلقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، قائلاً: "تحدثنا مع الرئيس السيسى بشفافية ووضوح ولمسنا منه دعم مصر الكامل قيادةً وشعبا لقضايا السودان".
وأضاف أن السودان بدأ فى برنامج طموح للإصلاحات الاقتصادية، تم من خلاله معالجة ملف الدعم، واتخاذ قرارات كان آخرها توحيد سعر لصرف، مشيراً إلى أن مصر مرت بهذه الإصلاحات الصعبة، وأنه لا مفر من اتخاذ مثل هذه القرارات، مٌعربا عن تطلعه لمزيد من التعاون والدعم المصرى فى هذا الشأن.
كما أعرب عن شكره لكل صور الدعم التى تم توجيهها من الجانب المصرى، خلال الفترة الماضية، سواء دعم جهود مواجهة جائحة "كورونا"، وكذا ما قدمته مصر من مساعدات عندما تعرض السودان لموجة من الفيضانات والسيول، فضلا عن دور مصر فى علاج مصابى الثورة، وكذا دور القاهرة الفاعل فى أحد أهم الملفات بالنسبة للسودان، وهو توقيع "اتفاق جوبا للسلام" فى أكتوبر الماضى، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، واصفا الاتفاق بالحدث الكبير والمهم للغاية فى تاريخ السودان، والذى أسس لقيام الحكومة السودانية الحالية لتمثل كل أطياف الشعب السودانى.
وأضاف حمدوك: نحن شرعنا فى وضع أولويات هذه المرحلة والتى بناء عليها سترتكز المناقشات المقررة بين الوزراء من البلدين للوصول إلى ما يمكن تنفيذه من مشروعات فى المجالات المختلفة، مختتما حديثه بتقديم الشكر الجزيل للرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.