عودة كورونا.. سر انتشار سلالة من الفيروس أكثر عدوى في أوروبا
السبت، 06 مارس 2021 03:00 م
في غضون أيام قليلة ظهرت المشكلة مجددا، واجتاح فيروس كورونا المستجد حضانة ومدرسة ابتدائية مجاورة في ضاحية بولاتي بميلانو بسرعة مذهلة ليصيب 45 طفلا و14 موظفا.
التحليل الجيني أكد ما اشتبه به المسؤولون بالفعل، وهو تسارع انتشار السلالة شديدة العدوى من فيروس كورونا، التي تم تحديدها لأول مرة في إنجلترا، عبر مجتمع المدينة المكتظة بالسكان التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 40 ألف نسمة وبها مصنع للمواد الكيماوية، ومصنع بيريللي لإطارات الدراجات، الواقعة على بعد 15 دقيقة بالسيارة من قلب ميلانو.
رئيس بلدية بولاتي، فرانشيسكو فاسالو قال: «هذا دليل على أن الفيروس لديه نوع من الذكاء، حتى لو كان كائنا أحادي الخلية. يمكننا أن نضع كل الحواجز في العالم ونتخيل أنها تعمل، لكن في النهاية، الفيروس يتكيف ويخترق تلك الحواجز».
وكانت بولاتي أول مدينة في لومبارديا، الإقليم الشمالي الذي كان بؤرة التفشي في مرات انتشار المرض الثلاثة في إيطاليا، التي تم عزلها عن الجيران بسبب السلالات المتحولة التي تقول منظمة الصحة العالمية إنها تعمل الآن على زيادة عدد الإصابات في جميع أنحاء أوروبا. وتشمل السلالات أيضا النوعين اللذين تم تحديدهما لأول مرة في جنوب أفريقيا والبرازيل.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن أوروبا سجلت مليون حالة إصابة جديدة بكوفيد – 19 الأسبوع الماضي، بزيادة قدرها 9 بالمئة عن الأسبوع السابق، في انعكاس أنهى انخفاضا في عدد الإصابات استمر ستة أسابيع. وقال الدكتور هانس كلوغه، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي في أوروبا، إن «انتشار السلالات الجديدة هو الدافع وراء زيادة حالات الإصابة، لكنه ليس السبب الوحيد»، مشيرا أيضا إلى «فتح المجتمع، عندما لا يتم بطريقة آمنة وخاضعة للرقابة».
تنتشر ما تسمى بالسلالة البريطانية بشكل كبير في 27 دولة أوروبية تراقبها منظمة الصحة العالمية وهي سائدة في 10 دول على الأقل حسب إحصائيات المنظمة وهي: بريطانيا والدنمارك وإيطاليا وأيرلندا وألمانيا وفرنسا وهولندا وإسرائيل وإسبانيا والبرتغال، وفق ما نقلت «أسوشيتد برس». وحذر خبراء منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس قابل للانتقال بنسبة تصل إلى 50 بالمئة أكثر من الفيروس الذي انتشر في الربيع الماضي ومرة أخرى في الخريف، مما يجعله أكثر مهارة في إعاقة الإجراءات التي كانت فعالة في السابق.
وأوضح كلوغه: «هذا هو السبب في أن النظم الصحية تعاني أكثر الآن. فهي في الواقع تمر بلحظة حاسمة. ويجب أن نحافظ على الحصن وأن نكون يقظين للغاية». في لومبارديا، الإقليم الذي تحمل وطأة طفرة الإصابات في الربيع بإيطاليا، تمتلئ أجنحة العناية المركزة مرة أخرى حيث أن أكثر من ثلثي الحالات الجديدة مصابة بالسلالة البريطانية، حسبما قال مسؤولو الصحة هذا الأسبوع.
بعد وضع مقاطعتين ونحو 50 بلدة في حالة إغلاق مخففة، أعلن حاكم إقليم لومبارديا عن تشديد القيود، الجمعة، وإغلاق الفصول الدراسية لجميع الفئات العمرية. قال رئيس النظام الصحي في الإقليم إن الحالات في مدارس ميلانو وحدها ارتفعت بنسبة 33 بالمائة في أسبوع. الوضع مؤلم في جمهورية التشيك، التي سجلت رقما قياسيا بلغ ما يقرب من 8500 مريض في المستشفيات مصابين بكوفيد – 19 هذا الأسبوع.
وتقوم بولندا بفتح مستشفيات مؤقتة وهي بصدد فرض إغلاق جزئي حيث زادت أعداد الإصابة بالسلالة الجديدة من 10 بالماة من جميع الإصابات في فبراير إلى 25 بالمائة الآن. وأشار كلوغه إلى تجربة بريطانيا كسبب للتفاؤل، مؤكدا أن القيود المدروسة جيدا وتوزيع اللقاح قد ساعدا في الحد من انتشار السلالة الجديدة هناك وفي إسرائيل. وبالمقارنة، فإن طرح اللقاح في الاتحاد الأوروبي متأخر، ويرجع ذلك في الغالب إلى مشكلات الإمداد.
وفي بريطانيا، أدى ظهور السلالة الأكثر قابلية للانتقال إلى ارتفاع الحالات المصابة في ديسمبر، وتسبب في إغلاق على الصعيد الوطني في يناير. منذ ذلك الحين، تراجعت حالات الإصابة من حوالي 60 ألفا يوميا في ذروة التفشي في أوائل يناير إلى حوالي سبعة آلاف حالة يوميا. غير أن هناك دراسة تظهر أن معدل التراجع يتباطأ، وتقول الحكومة إنها ستخطو بحذر مع خطط تخفيف الإغلاق. وتبدأ تلك العملية يوم الاثنين مع إعادة فتح المدارس.
ومعدلات الإصابة هي الأعلى بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، وسيراقب المسؤولون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت العودة إلى الفصول تؤدي إلى ارتفاع معدل العدوى أم لا.