وفاة أكثر من 6500 عامل.. قطر تتحول إلى مقبرة كبيرة بسبب كأس العالم 2022
الأربعاء، 24 فبراير 2021 10:07 ص
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن أكثر من 6500 من العمال المهاجرين من الهند وباكستان ونيبال وبنجلاديش وسيريلانكا قد ماتوا فى قطر منذ أن فازت بحق استضافة كأس العالم فى 2022 قبل 10 سنوات.
وأوضحت الصحيفة أن النتائج ، التى تم جمعها من مصادر حكومية تعنى أنه فى المتوسط مات 12 من هؤلاء العمال المهاجرين من خمس دول جنوب آسيا كل أسبوع من ديسمبر 2010، عندما امتلأت شوارع الدوحة بالحشود التى تحتفل بالفوز بحق تنظيم البطولة.
وكشفت بيانات من الهند وينجلاديش ونيبال وسيرلانكا أنه كانت هناك 5927 وفاة لعمال مهاجرين فى الفترة من 2011 إلى 2020. وبشكل منفصل، أفادت بيانات من سفارة باكستان فى مصر وجود 824 مليون وفاة بين العمال الباكستانيين فى الفترة بين 2010 و2020.
وأكدت الصحيفة أن إجمالى عدد الوفيات مرتفع للغاية، وهذه الأرقام لا تشمل وفيات لعمال من دول أخرى ترسل أعدادا كبيرة من مواطنيها إلى قطر مثل الفلبين وكينيا. ولم تشمل الأرقام أيضا الوفيات التى حدثت فى الأشهر الأخيرة من 2020.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن قطر تبنت فى السنوات العشر الأخيرة برنامج بناء غير مسبوق للاستعداد لبطولة كأس العالم عام 2022. وبالإضافة إلى سبعة ملاعب جديدة، فإن العشرات من المشروعات الكبرى اكتملت أو فى طريقها. وعلى الرغم من أن سجلات الوفاة لا تشير إلى المهنة أو أماكن العمل، فإن العديد من هؤلاء العمال على الأرجح ماتوا أثناء عملهم فى مشروعات البنية التحتية لكأس العالم، بحسب ما يقول نيك ماكجيهان، المدير فى مشروع "فاير سكوار" المتخصصة فى حقوق العمال فى الخليج.
وأوضح أن نسبة كبيرة للغاية من العمال المهاجرين الذين ماتوا منذ عام 2011 كانوا فى البلاد فقط لأن قطر فازت بحق استضافة كاس العالم.
وكان هناك 37 وفاة بين العمال لها صلة مباشرة ببناء ملاعب كأس العالم. من بينها 34 صنفت على أنها وفيات ليس لها علاقة بالعمل من قبل اللجنة المنظمة للحدث. وشك الخبراء فى استخدام المصطلح لأنه فى بعض الحالات تم استخدامه لوصف وفيات حدثت أثناء العمل، بما فى ذلك عدد من العمال انهاروا وماتوا فى مواقع البناء.
ورأت الجارديان أن النتائج تكشف فشل قطر فى حماية العمال المهاجرين لديها والبالغ عددهم 2 مليون، أو حتى التحقيق فى أسباب معدل الوفيات الواضح بين العمال وأغلبهم من الشباب.
وخلف هذه الإحصائيات، تكمن قصص لا تعد ولا تحصى من العائلات المدمرة التى تركت دون عائل رئيىسى، وتكافح من أجل الحصول على تعويض وتشعر بالحيرة بشأن الظروف التى مات فيها أحبائهم.
من هؤلاء عائلة جال سين راى من نيبال الذى دفع ألف جنيه استرلينى من أجل الحصول على وظيفة عامل نظافة فى موقع بناء ملعب كأس العالم المدينة التعليمية. وبعد أسبوع من وصوله قتل نفسه. وهناك عامل آخر يدعى محمد شهيد مياه من بنجلاديش تعرض للصعق بالكهرباء فى مكان إقامة العمال بعدما وصل الماء إلى كابلات كهربائية مكشوفة.
وفى الهند، لم تفهم عائلة مادهو بولابالى ألدا كيف مات الرجل البالغ من العمر 43 عاما، والذى كان يتمتع بصحة جيدة أثناء عمله فى قطر. وتم العثور على جثته على الأرض فى غرفة سكنه.
وتم الكشف معدل الوفيات المروع فى قطر فى جداول طويلة من البيانات الرسمية التى تسرد أسباب الموت ما بين إصابات حادة متعددة بسبب السقوط من ارتفاع، والاختناق بسبب الشنق، وسبب غير محدد للوفاة بسبب التحلل.
لكن كان أحد أكثر الأسباب شيوعا هو ما يسمى بالوفاة الطبيعية بسبب قصور القلب الحاد أو فشل الجهاز التنفسى.