"مجسم للكعبة" في كربلاء.. فتنة جديدة وثورة بالعالم الإسلامي

الثلاثاء، 23 فبراير 2021 11:00 ص
"مجسم للكعبة" في كربلاء.. فتنة جديدة وثورة بالعالم الإسلامي

في المكان نفسه الذي استبيحت فيه دماء الحسين ابن الأكرمين، تستباح فيه ثوابت وشعائر الدين الاسلامي، بعدما وضع الشيعة في الصحن الحسيني بكربلاء بالعراق مجسم للكعبة المشرفة قام رواد الساحة الحسينية بالطواف حولها مثلما يفعل المسلمون في شعائر الحج والعمرة.

وفقا لفقهاء العالم الإسلامي الذين قالوا إنه في نفس المكان الذي قتل فيه الحسين وهو يريد جرعة ماء تولد بدعة جديدة وفتنة تمس ثوابت الدين الاسلامي.

أثارت بدعة مجسم الكعبة عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة في العالم العربي والاسلامي ، واعتبر علماء الدين من السنه والشيع أن هذه البدعة تمس ثوابت ومقدسات الدين الاسلامي.

وبعد انتشار مقاطع فيديو لمجسم أسود كبير يشبه الكعبة، بينما يطوف العشرات حوله، في مدينة كربلاء، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب ووصف هذا الفعل المشين علي أنها "بدعة ومس بمكانة الكعبة المشرفة، التي هي قبلة المسلمين سنة وشيعة، حيث لا يجوز صنع مجسمات عنها للطواف حولها كما حدث في كربلاء".

وذهبت بعض التعليقات إلى أن "هذه الحادثة تهدف لزرع الفتنة في العالم الإسلامي، وإدخال العراق في متاهات خدمة لأجندات غير عراقية تسعى لفصله عن عمقه العربي".

واستهجنت تعليقات أخرى "هذا الاستهتار بمشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم، خاصة أنه قد ظهر جليا خلال مقاطع الفيديو التي وثقت الحدث، أن الناس كانت تطوف حول المجسم وتتمسح به كما لو أنه بات بديلا عن الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة".

ومع أن العتبة الحسينية أعلنت ازالة المجسم وعدم مسؤوليتها عن وضعه، مؤكدة أن وراء الواقعة أحد المواكب الحسينية في إطار أحد المشاهد التمثيلية بمناسبة مولد الإمام علي، فإن هذا التبرير بدا، بحسب معلقين ومغردين، أفظع من الذنب، حيث تساءل بعضهم كيف يمكن لمجسم بهذا الحجم الكبير أن يمر من دون ملاحظة من المسؤولين عن العتبة.

ويزيد التساؤل منطقية خاصة أن المشهد بدا استفزازيا يطرق قضية حساسة، ويفتح الأبواب على مصراعيها للإساءة إلى حرمة الكعبة ومنزلتها المقدسة.

وقد استنكر المرجع الديني الشيعي محمد مهدي الخالصي الواقعة، بالقول إن "ما جرى من بناء هيكلية للكعبة المشرفة في مدينة الإمام الحسين الشهيد هو كفر بواح وارتداد عن الدين وافتراء وكذب على الله وتكذيب صريح للقرآن".

وتابع: "على العلماء والمراجع وكل من يستطيع من المسلمين، إنكار هذا الافتراء الصريح والعمل على إزالة المجسم. من يسكت عنه مشارك في الإثم والعدوان".

أما المرجع الشيعي العراقي حسن الموسوي، فقال إن "تشييد مجسم يرمز للكعبة المشرفة بين مرقدي الإمامين الحسين والعباس وجعل الناس تطوف حوله، إنما جاء حسب أهواء مرجعيات الضلال، ويعد تحديا صارخا لأوامر الله، ويحمل طابعا سياسيا واضحا لاستفزاز مشاعر مسلمي العالم، بل هو عودة إلى الجاهلية الأولى".

ودعا الموسوي إلى "موقف إسلامي موحد ضد هذه البدع التي تؤدي إلى حرف الدين عن أصله الصحيح. إن صمت المرجعيات الدينية عن هذا العمل لهو دليل واضح على رضاها بهذا العمل المخالف لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء".

واعتبر أن "هذا العمل بداية لتشييد كعبة جديدة ثابتة في المستقبل، استنادا إلى فتاوى الولي الفقيه في إيران، إذ نهيب بالمسلمين كافة أن ينتبهوا إلى دينهم الحق ويبتعدوا عن تلك الخزعبلات التي يراد لها الفتنة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق