«السِّرب».. مفاجأة «المتحدة» في ذكرى رد الاعتبار لشهدائنا في ليبيا
السبت، 20 فبراير 2021 07:00 محسن شرف
سعادة الرئيس بـ«الاختيار» فتح الباب أمام الإبداع في القضايا الوطنية.. و«السرب» يوثق ملحمة تاريخية لأبطالنا البواسل
في 13 أكتوبر من عام 2019، كان صُناع فيلم الممر على موعد مع التكريم، بعد أن حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في مصر والوطن العربي، وذلك على هامش الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الحادية والثلاثين «إرداة وتحدي» تزامنًا مع احتفالات نصر أكتوبر.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بعد أن شكر صُناع العمل الواقفين على المنصة، مشيرًا إلى أن الفيلم يعكس الروح المصرية، ويعبر عن كل شرائح المجتمع في ذلك التوقيت- الذي تزامنت معه أحداث الفيلم. لفت إلى أهمية تكرار مثل هذه الأعمال التي تقدم قيمة حقيقة للمجتمع المصري.
وقال الرئيس السيسي: "أنا بشكركم والحقيقة الفيلم كان رسالة جميلة جدًا للمصريين كلهم، وأداء كل من شارك في الفيلم يعكس روح مصرية بتتكلم؛ حتى لو كان بيتكلم باسم غير المصريين، كما أن أداءكم الذي عبرتم به عن كل شرائح المجتمع المصري في الفيلم في هذا الوقت وروحها تجاه بلادنا، وصلتوها لينا، والشباب اللي مشفش هذا وعاشه، أتصور أنه تأثر كثيرًا، لأنكم عيشتوهم هذه الفترة، كل المجموعة كان أداءها أكثر من رائع".
وتابع الرئيس السيسي: "أتصور أن للمخرجين والمنتجين أن التجربة قابلة للتكرار كثيرًا وشفتوا حالة الالتفاف مش للجيش والشعب بس، للدولة، حالة الالتفاف على مصر، وإحنا محتاجين في ظل اللي إحنا بنشوفه والتحديات التي نراها في المنطقة، ومحاولة سلب عقول وآمال شعوبنا أن يبقى دايما فيه على الأقل كل 6 شهور فيلم يفكر الناس ويساعدها إنها تطمن أنها دولة وشعب صلب بتاريخه، واللي أنتم بينتوه في الفيلم وضح كده كان في ناس مستعدة للتضحية، يعني الصعيدي اللي بيقول "أوريهم إن أنا واقف ومش خايف"، هو رمز لشجاعة المصري، أبدًا لا يتخاذل أمام التحدي؛ أي تحد.
وأكد الرئيس السيسي: "رسالة الفيلم جميلة وأنا بشكركم باسمي وباسم كل المصريين وإن شاء الله يكون هناك فيلم تاني وتالت بيكم وزمايلكم من الفنانين والفنانات الموجودين في مصر والمخرجين والمنتجين، إحنا محتاجين كثيرًا من هذه الأفلام خلال الفترة المقبلة".
رسالة الرئيس لم يمر عليها وقت طويل، حتى استطاع صناع الدراما في مصر من تقديم العديد من الأعمال التي جسدت بطولات قوات الجيش والشرطة بالتلاحم مع الشعب المصري، وظهر ذلك في مسلسل الاختيار الذي عُرض في رمضان الماضي، ولاقى نجاحًا كبيرًا، تميدًا لعرض الجزء الثاني منه في رمضان المقبل، مع العديد من الأعمال التلفزيونية منها: "القاهرة كابول، وهجمة مرتدة"- وهي الأعمال التي تتطرق إلى مناقشة الإرهاب وتأثيره على المجتمعات، اصة المجتمع المصري.
«السِّرب» مفاجأة الشركة المتحدة
نشر الأستاذ تامر مرسي رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إعلان فيلم "السِّرب"، الذي من المقرر عرضه في قاعات السينما خلال الفترة المقبلة، وعلق رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة: "عملنا فيلم الاختيار وخافوا منه، قمنا عاملين السرب وهيخافوا منه".
وأضاف: "رئيس مصر وعد بالقصاص فأوفى، السرب قريبًا في دور العرض.. هدية المتحدة للشعب المصري.. المجد للشهداء.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. مصر العظمى".
قصة وأحداث فيلم "السِّرب" مستوحاة عن وقائع حقيقية، وأحداث متعلقة بطبيعة عمل المؤسسات الأمنية في مصر، مع المؤامرات والكيانات الإرهابية والدول الممولة لها، منها واقعة ذبح 21 مصريًا في ليبيا عام 2015، والفيلم تم انتاجه لتجسيد ملحمة الثأر التي شنتها القوات المسلحة المصرية، على عناصر تنظيم داعش الإرهابي في محافظة درنة بليبيا.
ويقدم فيلم السِّرب الملحمة البطولية، في سياق ومشاهد تشويق تشعر المشاهد بأنها حقيقة خاصة وأن الانتاج لم يستخدم أي نوع من أنواع "الجرافيك"، خلال تصوير مشاهد الفيلم، وذلك لتبدو المشاهد كأنها في مسرح العمليات الحقيقي.
الفيلم من تأليف عمر عبد الحليم وإخراج أحمد نادر جلال، بطولة: "أحمد السقا وهند صبري، ومنى زكي، ودياب، وكريم فهمي، وآسر ياسين، وشريف منير، ومحمود عبد المغني، وأحمد حاتم".
وبعد ساعات من نشر مقطع فيديو لقتل 21 مصريًا ذبحًا في ليبيا، في 2015، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة متلفزة (وهي الكلمة التي تم اقتطاع جزء منها واستخدامه في برومو الفيلم): "أتقدم بخالص العزاء إلى الشعب المصري، وأتوجه نيابة عن كل المصريين إلى أسر وعائلات أبنائنا شهداء الإرهاب الغادر بخالص العزاء في مصابهم، فمصابهم هو مصاب مصر كلها، إننا في هذه اللحظات العصيبة نشعر جميعًا كمواطنين مصريين بالحزن والألم والغضب، فهذا الإرهاب الخسيس الذي طال أبناء مصر إنما هو حلقة جديدة في سلسلة الإرهاب المستشري في العالم كله، وهو ما يفرض علينا جميعا الاصطفاف من أجل استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه، إن مصر ودول العالم أجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات إرهابية تتبنى ذات الفكر الإرهابي المتطرف، وتتشارك في نفس الأهداف التي لا تخفى عن أحد، وقد آن الأوان للتعامل معها جميعًا بدون انتقائية أو ازدواجية في المعايير. إن هذه الأعمال الجبانة لن تنال من عزيمتنا، وإن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل، لقادرة بتصميم وإرادة شعبها العظيم، على دحره والقضاء عليه، فمصر لا تدافع عن نفسها فقط، ولكن تدافع عن الإنسانية بأكملها من هذا الخطر المحدق بها.
ونوه الرئيس السيسي إلى "أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد، وبالأسلوب والتوقيت المناسب، للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية، ولقد دعوت مجلس الدفاع الوطني للانعقاد فورًا، وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها".
ماذا قالت الكنسية الأرثوذكسية عن طرح الفيلم؟
من ناحيته قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الشيء الرائع أن توثق هذه الأحداث المهمة والتي تسطر تاريخ البطولات المصرية حتى تكون منارة للأجيال القادمة يستقون منها البطولات والمبادئ والقيم التي يتحلى بها الشعب المصري إيمانا بالوطن والوطنية والمواطنة.
وأضاف حليم، أن الرئيس السيسي لم يخرج على شعب مصر وقتها إلا بعدما ثأر لدماء الشهداء المصريين في ليبيا الذين راحوا ضحية الإرهاب الغادر، وقام بتعزية الشعب المصري، وأعلن الأخذ بالثأر.
واحتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الإثنين الماضي، بذكرى شهداء مصر في ليبيا، حيث احتفلت إيبارشية سمالوط للأقباط الأرثوذكس كعادتها سنويًا بتذكار شهداء الوطن والإيمان في ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي.
وترأس الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، صلاة القداس الإلهي، صباح الإثنين، بكاتدرائية شهداء الإيمان بقرية العور (الشهداء)، بحضور لفيف من الأباء الكهنة والشمامسة وأهالي الشهداء مع تطبيق كل الإجراءات الاحترازية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا المستجد.
والشهداء المصريون هم: ميلاد مكين زكي، أبانوب عياد عطية، ماجد سليمان شحاتة، يوسف شكري يونان، كيرلس شكري فوزي، بيشوي أسطافنوس كامل، صموئيل أسطافنوس كامل، ملاك إبراهيم سنيوت، تواضروس يوسف تواضروس، جرجس ميلاد سنيوت، مينا فايز عزيز، هاني عبدالمسيح صليب، بيشوي عادل خلف، صموئيل ألهم ويلسن، عزت بشري نصيف، لوقا نجاتي، جابر منير عادلي، عصام بدار سمير، ملاك فرج إبرام، سامح صلاح فاروق، عامل افريقى يدعى ماثيو اياريجيا.