ذكرى رحيل زكي رستم.. الخارج على الاستقراطية
الإثنين، 15 فبراير 2021 06:24 ممحمد ممدوح
واحد من أبرز وأهم فناني الزمن الجميل كأداء، فكان لديه القدرة على التقمص واندماج الأدوارالتى يؤديها، وأن يُقنع المشاهدين بأدائه مهما كان الدور، واشتهر بأدوار الشر، وقد ساعده على ذلك ملامحه وتعبيراته القاسية، وعيونه الحادة التي تشبه في نظراتها عين الصقرعلى إتقان أدواره التي يقوم بتقديمها، كما يُعد من أحد أساطير التمثيل في السينما المصرية والعالمية، والذي ترك بصمة لا يمحوها الزمن، إنه الفنان «زكر رستم» الذي رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 15 فبراير عام 1972.
ولُد محمد زكي محرم محمود رستم الشهير بـ «زكي رستم» عام 1903 بحى الحلمية بمحافظة القاهرة، داخل قصر جده اللواء محمود هاشم رستم باشا وهم من الطبقة الارستقراطية، كان والده محرم بك رستم عضوا بارزا بالحزب الوطنى، وصديقا شخصيا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، وفى عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا ورفض رغبة والده لاستكمال تعليمه الجامعي، وكان أمنية والده أن يُلحقه بكلية الحقوق، إلا انه اختار التمثيل، وكانت رياضة حمل الاثقال هوايته المفضلة، وحصل على لقب بطل مصر الثانى فى حمل الاثقال للوزن الثقيل.
- سيرته الفنية
لم تتوقع العائلة الارستقراطية، أن يظهر منهم أحد يحب التمثيل ويعمل «مشخصاتى»، لأنه يسئ لعائلته وإخواته، وبعد وفاة والده تمرد على تقاليد وعادات الأسرة، فما كان سوا خيارين أمامه إما الفن أو التحاقه بكلية الحقوق، فختار المسرح فأصيبت والدته بالشلل حتى وفاتها، حيث التقى بالفنان عبد الوارث عسر، فضمه إلى إحدى فرق المسرح، وكانت نقطة التحول في حياته ثم انضم إلى فرقة عزيز عيد، ثم تركها بعد شهور لينضم إلى فرقة اتحاد الممثلين، وكان أول أعمال الراحل فيلم «زينب» الصامت، من تأليف الدكتور حسين هيكل، وإنتاج يوسف بك وهبي.
- أهم أعمال الراحل
قدم الراحل العديد من الأعمال المهمة في تاريخ السنما المصرية منها فيلم «زينب» عام 1930، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو «الوردة البيضاء» عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عاما متتالية بلا توقف حتى بداية الستينات، وبلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلماً، ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلما، فقدم على سبيل المثال «العزيمة» 1939، و«زليخة تحب عاشور» 1939، و«إلى الأبد» 1941، و«الشرير» 1942، و«عدو المرأة» 1945، و«خاتم سليمان»، و«ياسمين»، و«معلش يا زهر» 1947، و«بائعة الخبز» 1953، و«الفتوة» 1957، و«امرأة على الطريق» 1958، وأخر أفلامه «إجازة صيف» 1967.
تم منحه وسام الفنون والعلوم والأدب عام 1968 على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكتب عنه المورخين الكثير من العبارات بسبب ملامحه الحادة. ابتعد الفنان القدير عن الفن عام 1968، بسبب فقدانه لحاسة السمع، وابتعد عن أعين الناس والحياة، وعاش حياته أعزبا بمفرده في عمارة يعقوبيان بوسط البلد وكان يقطن معه خادمه العجوز وكلبه. ورحل الفنان القدير عن عمر ناهز 69 عاما، في مثل هذا اليوم الموافق 15 فبراير.