على أعتاب المستشفيات وفي المنازل.. الموت يلاحق المكسيكيين

الخميس، 11 فبراير 2021 11:00 م

الموت يلاحق المكسيكيين على أعتاب المستشفيات

وضعت الموجة الثانية لفيروس كورنا، المكسيك، في مأزق كبير، ليس فقط بسبب ارتفاع الإصابات والوفيات، ولكن لانهيار الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، في وقت سجلت فيه البلاد رقما قياسيا بلغ 1682 حالة وفاة خلال 24 ساعة الماضية.

وتسبب عودة ظهور الوباء في المكسيك في إصابة أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك رئيس البلاد، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وسط اكتظاظ المستشفيات وانعدام الثقة في نظام الرعاية الصحية الذي دفع الكثيرين لمواجهة المرض في المنزل.

وسجلت المكسيك أكثر من 30 ألف حالة وفاة، وهو أعلى رقم شهري حتى الآن، وذكرت صحيفة «أنفوباي» الأرجنتينية إلى أن المستشفيات فى مكسيكو سيتى بها أكثر من 80% من أسرهم مشغولة ويموت العديد من المرضى لعدم إتاحة سيارات الإسعاف، ويقول السائقين إن الأمر يستغرق ساعات للعثور على سيارة واحدة متوفرة.

وكشفت تقارير إعلامية، عن خروج مظاهرات لعمال المطاعم للإعراب عن استيائهم وغضبهم من العواقب الاقتصادية للقيود التي فرضتها حكومة بلادهم بسبب الفيروس، وتجمع المئات من الطهاة والنوادل وغيرهم من عمال المطاعم عند النصب التذكاري للثورة في مكسيكو سيتي وهم يرتدون زيهم الرسمي، ويضربون الأواني وهم يهتفون: «نفتح أو نموت!».

مرضى في المنازل بالمكسيك

يأتي هذا في وقت أعلن فيه المعهد المكسيكي للضمان الاجتماعي، أنه يحقق في مقطع فيديو وصفه بالـ «مزعج» يُزعم أنه يُظهر رجلاً يموت خارج الأبواب الزجاجية المغلقة لمستشفى هذا الأسبوع، بينما يتوسل أفراد العائلة إلى موظفي المركز دون جدوى للحصول على المساعدة.

وبحسب دائرة الخدمات الطبية الدولية، فإنه يجري التحقيق مع ثلاثة موظفين بسبب رفضهم الواضح لخدمتهم. لا يبدو أن المتوفى مصاب بكورونا، وبابلتالى فإن ارتفاع حالات الاصابات بكورونا أثر بشكل سلبى على المصابين بأمراض خطيرة أخرى.

وذكرت التقارير الإعلامية، أنه للبقاء على قيد الحياة في المنزل، يحتاج المرضى الأكثر مرضًا إلى ضخ الأكسجين النقي إلى رئتيهم على مدار 24 ساعة في اليوم، مما يجعل الأصدقاء والعائلة يتدافعون، غالبًا دون جدوى، للعثور على الخزانات وإعادة تعبئتها عدة مرات في اليوم.

وعلى نسختها المكسيكية، قالت صحيفة «شيكاغو تريبونى»، إن هناك نقص كبير فى أنابيب الأكسجين، ويتصل العديد من الأطفال يطالبون بأنابيب أكسجين لوالديهم، وهناك من يعرض سياراته مقابل أنابيب الأكسجين لأن ليس لديهم نقود.

ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين يدعى «خوان كارلوس هيرنانديز»، قوله إنه بعد أن نجا من معركته مع وباء كورونا، فقد وظيفته وقرر بيع أنابيب الأكسجين فى سيارته، ومع بداية الموجة الثانية لكورونا، انفجر الطلب على الأكسجين، ما أدى إلى نقص كبير فى الأجهزة المتوفرة، وارتفعت الأسعار بشكل كبير وانتشرت فى السوق السوداء، وبدأت الجماعات الإجرامية المنظمة في سرقة الشاحنات المليئة بالأكسجين تحت تهديد السلاح في المستشفيات لبيعها في السوق السوداء.

فما قال الأطباء والمسؤولون الحكوميون، إن جزءًا من سبب موت المزيد من الناس الآن هو النقص: «ببساطة لا توجد خزانات أكسجين كافية. وقال أليخاندرو كاستيلو، الطبيب الذي يعمل في مستشفى عام في مكسيكو سيتي: «الأكسجين الآن مثل الماء.. إنه أمر حيوي».

وواجهت المكسيك خلال الأسبوع الماضي، ظروفا صعبة، بداية من نفاذ لقاحات كورونا، وتعطل الموقع الإلكتروني الحكومي الخاص بالتسجيل، إذ وجد ملايين المكسيكيين الذين حاولوا التسجيل للتلقيح موقعًا إلكترونيًا لم يعمل لليوم الثالث على التوالي، وقالت السلطات إن هذا يرجع إلى حقيقة أن الصفحة وخوادمها كانت مشبعة بالحجم الهائل للطلبات.

موضوعات متعلقة..