محمود علي يكتب: القاهرة والمصالحة.. إنقاذ فلسطين بدأ من هنا
الخميس، 11 فبراير 2021 03:24 م
سنوات مرت دون أن يتم إحراز أي تقدم ملموس في المصالحة الفلسطينية.
اجتماعات هنا، وحوارات هناك، ولكن ظل الفشل يلاحق قادة فلسطين في التوصل إلى اتفاق يؤسس لمستقبل سياسي موحد لا يقصي طرف، ينهي حالة الانسداد السياسي في المجتمع الفلسطيني.
ولكن مصر كعادتها نجحت في لم شمل جميع الفصائل الفلسطينية، من خلال عقد جلسات الحوار الوطني بالقاهرة، التي توجت في النهاية بالتوصل لاتفاق على آليات إجراء الانتخابات وإزالة عقبات كافة أمام تنفيذها.
فماذا حدث؟.
سئم الشعب الفلسطيني من الخلاف درجة أنه خرج ليدعو في الشوارع إلى ضرورة إجراء مصالحة شاملة تنهي حالة الاستقطاب السياسي، على أمل أن تخفف معاناته اليومية، من انقطاع للكهرباء ونقص للوقود وانعدام للخدمات وانتشار للأمراض واستمرار لانتهاكات الاحتلال.
ووسط التجاذبات السياسية بين الفصائل الفلسطينية جاء مرسوم الرئيس محمود عباس أبو مازن حول تحديد موعد الانتخابات الفلسطينية لتحريك المياه الراكدة.
إجراء انتخابات عامة على ثلاث مراحل، ربما تشير إلى جدية السلطة التنفيذية في السعي "لتجديد شرعيات المؤسسات الفلسطينية"، بعد نحو 15 عاماً على آخر انتخابات أجريت في فلسطين.
وكما هو معروف (الأفعال دائماً أبلغ من الأقوال) ظل التشكيك بإمكانية تنفيذ هذه الانتخابات على أرض الواقع مستمراً، لكن القاهرة كانت حاضرة في الموعد.
تجهيزات واستعدادات وتحضيرات على أعلى مستوى من أجل انتهاز الفرصة لتحقيق مصالحة فلسطينية تقضى على كل الخلافات وتنتج سلطة موحدة تكون قادرة على مواجهة التحديات.
والأهم هو إقناع الفصائل الفلسطينية التقاط الفرصة لإنقاذ وطنهم، توحيد مؤسساتهم إنهاء حالة الخلاف والتجاذب التي لن تزيد إلا من معاناة الشعب الفلسطيني.
نجحت القاهرة في أن تجمع ممثلين عن 14 فصيلاً من جميع أنحاء فلسطين، على رأسها حركتا "فتح وحماس" لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وحققت الاجتماعات نتائج إيجابية في سبيل تحقيق المصالحة ربما لم نراها منذ سنوات على أرض الواقع، قال ذلك الفلسطينيين.
الاتفاق على إنهاء حالة الانقسام، والتوصل لتسوية شاملة من شأنها دعم الاستقرار، وتحقيق الاصطفاف الفلسطيني.
التوافق حول إيجاد سند قانونى وصبغة شرعية، لقيام دولة فلسطينية معترف بها من جميع دول العالم لإنهاء معاناة الشعب وتحقيق حلم وجود دولة فلسطينية معترف بها من الجميع.
تشكيل محكمة قضايا الانتخابات بالتوافق من قضاة بالضفة وغزة والقدس تتولى متابعة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية ونتائجها والقضايا الناشئة عنها.
عقد اجتماعات جديدة خلال شهر مارس المقبل، بحضور رئاسة المجلس الوطني ولجنة الانتخابات المركزية للتوافق على الأسس والآليات التي سيتم من خلالها استكمال تشكيل المجلس الوطني الجديد.