بدأت الفصائل الفلسطينية اليوم الاثنين اجتماعات الحوار الوطنى بالقاهرة برعاية مصرية كريمة، وذلك بمشاركة 15 فصيل وقوى وطنية وشخصيات مستقلة حيث قدمت جميع الفصائل شكرها للرئيس عبد الفتاح السيسى على دعم ورعاية مصر للقضية الفلسطينية مثمنين جهود مصر وتضحياتها المستمرة لتحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطينى مؤكدين حرصهم على تحقيق الوحدة الفلسطينية والشراكة الوطنية.
تم خلال الاجتماعات مناقشة القضايا المتعلقة بإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطينى وإجراءات عقد الانتخابات العامة الفلسطينية.
من المقرر أن تستمر اجتماعات الفصائل الفلسطينية بمصر حتى يوم غد الثلاثاء والتى تجرى فى اجواء ايجابية وعزم وتصميم على الخروج بنتائج تحقيق طموح الشعب الفلسطيني.
أكد مصدر مسئول، أن انعقاد الحوار الوطنى الفلسطينى بالقاهرة يستهدف السعى لتجاوز الخلافات الفلسطينية من أجل بناء مستقبل مثمر للأجيال القادمة.
وأشار المصدر المسئول فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن انعقادالحوار الوطنى الفلسطينى بالقاهرة يأتى فى إطار حرص مصر الدائم على تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطينى لتحقيق وحدته.
وأكد المصدر، أن جلسة الحوار الوطنى فى القاهرة تستهدف إنهاء الانقسام الفلسطينى وإنجاح العملية الانتخابية فى فلسطين.
واكتمل وصول وفود الفصائل الفلسطينية، إلى القاهرة للتباحث فى عدة قضايا محورية أبرزها تلك المتعلقة بالانتخابات الفلسطينية العامة وإنهاء الانقسام الداخلى الفلسطيني.
وتعمل مصر منذ عقود على دعم الحقوق العادلة لأبناء الشعب الفلسطينى والتى على رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية لتشكيل موقف وطنى موحد تجاه سبل دعم القضية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عدة لقاءات له على استمرار مصر فى جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشددًا على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذًا فى الاعتبار المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية خلال الفترة الأخيرة، ومن ثم أهمية توحيد الجهود العربية والدولية للتحرك بفعالية خلال الفترة القادمة لإعادة تنشيط الآليات الضالعة فى مفاوضات السلام بين الطرفين، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، وذلك بالتوازى مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزًا للمسار الأساسى المتمثل فى تحقيق السلام المنشود.
وتمتلك الدولة المصرية علاقات قوية مع المكونات والفصائل الفلسطينية سواء السلطة الوطنية أو باقى الفصائل فى الداخل والخارج، يشيد أبناء الشعب الفلسطينى بالموقف المصرى الثابت والمتمسك بمبدأ حل الدولتين الذى يعنى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف مصرى ثابت لم يتغير منذ عقود.
ونجحت مصر فى دفع الفصائل الفلسطينية المنقسمة نحو التوافق ووضع حد لمشكلة الانقسام الفلسطينى، وذلك بالتوقيع على اتفاق القاهرة في الرابع من شهر مايو 2011 وملحقات هذا الاتفاق فى أكتوبر عام 2017، مما خلق بيئة توافق وحوار ملائمة للفصائل لبحث المشكلات التى تواجه الفلسطينيين.
وتعد مصر تُعد محورًا أساسيًا لأية تحركات جادة لدعم القضية الفلسطينية العادلة ويمكن اعتبار القاهرة البوصلة الرئيسية فى دعم قضية فلسطين والسعى دوما نحو تنشيطها ووضعها دائما فى دائرة الاهتمام الإقليمى والدولى، وذلك بالتنسيق مع جميع الدول المعنية بالقضية الفلسطينية ومنها الأردن وعدد من الأطراف الدولية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا.
وتنخرط مصر بشكل فاعل في مجموعة ميونيخ (مصر – الأردن – فرنسا – ألمانيا) لإعادة تنشيط المسار التفاوضى للقضية الفلسطينية، وقد أشاد الرئيس السيسى بالتنسيق الرباعى الذى يهدف لكسر الجمود الحالى فى مفاوضات عملية السلام، حيث أكد أهمية التحرك فى الوقت الراهن لإعادة طرح ملف عملية السلام على الساحة السياسية الدولية، مع مراعاة آخر التطورات السياسية على المستويين الدولى والإقليمى وأخذًا فى الاعتبار عضوية المجموعة التى تضم الدولتين العربيتين الأقرب إلى القضية الفلسطينية إلى جانب كبرى دول الاتحاد الأوروبى.
ويشدد الرئيس السيسى، على أن تسوية القضية الفلسطينية سيغير من واقع وحال المنطقة بأسرها إلى الأفضل، من خلال فتح مسارات وآفاق جديدة للتعاون الإقليمى بين الحكومات والشعوب، مشيرًا إلى أن هذا التقدير ينبع من الواقع الذى عايشته مصر خلال تجربتها الرائدة بالمنطقة باختيار مسار السلام وممارسته فعليًا على مدار أكثر من أربعة عقود.