جوجل يحتفي بالذكرى الـ90 لميلاد الراحلة شادية.. وقصة رحلتها من الشك إلى الإيمان

يحتفل جوجل العالمي اليوم بالذكرى الـ 90 لميلاد الفنانة الراحلة شادية، مما جعلها تتصدر التريند ومؤشرات البحث، والتي ولدت في 8 فبراير عام 1931، وقدمت مشوارا حافلا بالأعمال الفنية في السينما والغناء والإذاعة، ثم كان اعتزالها عام 1984، وارتداءها الحجاب، بعدما غنت أغنيتها "خد بإيدي" التي قدمتها في احتفال الليلة المحمدية خلال المولد النبوي الشريف.

شادية والبعد عن الظهور الإعلامي

قضت الفنانة الراحلة شادية سنواتها الأخيرة في التقرب إلى الله والاهتمام بأفراد عائلتها، بعيدة عن الظهور الإعلامي، حتى حين أرادت جهات كثيرة تكريمها، وجهت لهم الشكر، ولم تحضر بنفسها، لكنها كانت حريصة على بث الامتنان والتقدير لمن أراد الاحتفاء بها.

شادية والعمل الخيري

قررت الراحلة شادية الاعتزال عندما شعرت بعدم الراحة، وتملك منها الإحساس بالقلق، فقررت التفرغ للعبادة ورعاية الأطفال الأيتام، وتبرعت بمنزلها ليكون مركزا لأبحاث علاج السرطان، وكانت شادية في تلك السنوات شهدت أزمة نفسية مرت بها، حين تم تشخيصها، بأنها مصابة بسرطان الثدى.

شادية والتشخيص الخطأ

سافرت الراحلة شادية إلى شقيقتها "عفاف" في الولايات المتحدة الأمريكية، وأجرت جراحة استئصال للثدى هناك، وبعد عودتها اكتشفت أن التشخيص كان خاطئًا مما جعلها تحزن كثيرًا.

شادية وفخرها بأعمالها

ابتعدت الراحلة شادية عن الأضواء في عز نجاحها، عقب مسرحية "ريا وسكينة" وحجابها، إلا أن شادية لم تتنصل من عملها بالفن، وكانت تفخر به، في لقاءاتها الأخيرة، ومنها لقاء نادر مع الدكتور العالم مصطفى محمود تحدثت خلاله عن رحلتها مع الشك والإيمان، وكانت شادية أحد المحاور التي كان يعمل عليها الدكتور مصطفى محمود في كتاباته.

 وقالت شادية في لقاءها:" الحمد لله.. رحلتي مع الشك والإيمان انتهت بالطمأنينة، وبحمد ربنا إني نجحت في عملي، وأديت رسالتي، ودي موهبة ربنا خلقها في الإنسان، ومن صغري، بيتنا كانوا غارسين فينا إننا بيت متدين بنصلي ونصوم".

تابعت شادية قائلة:" الواحد ومن وهو وصغير كان بيصلي ويصوم، لكن كانت بتيجي مراحل في حياتي، أفكر وأقلق، أنا ناجحة في حياتي، كان بيجيلي قلق، وأقلق وأنا نايمة، ومعرفش أنام، ومكنتش عارفة ده من إيه، لحين قربت أوي من ربنا، وبعدت عن كل حاجة".

أعمال الراحلة شادية

أكثر من 500 أغنية، و110 أفلام، ومسرحية واحدة ابدعت في تقدمهم الراحلة  "شادية"، وقدمت أنشطتها الفنية خلال الفترة من 1947 حتى 1984، واستطاعت أن تحتل القمة بفضل موهبتها الاستثنائية في التمثيل وإحساسها العذب في الغناء.

أزواج شادية

تزوجت الراحلة شادية،  3 مرات، الأولى من الفنان عماد حمدى، والثانية من مهندس الصوت عزيز فتحى، والثالثة من الفنان صلاح ذو الفقار، وانفصلت عنه في 1969، قبل زوجها كان الضابط أحمد يعتبر هو الرجل الاول الذي أثر في حياة الدلوعة شادية، وكان أول حبيب لها عرفت معه معنى الحب، فهو شاب أسمر من الصعيد كان يعمل ضابطا في الجيش المصري، وخطبت له الفنانة وهي في عمر 19 عاما وأحبته حبًا كبيرا وكانت صدمتها كبيرة عندما استشهد حبيبها أحمد في حرب فلسطين عام 1948.

والفنان محمد فوزي من بين الذين أحبوا شادية في بداية حياتها، الذي تعاون معها في أول بطولة لها بفيلم "العقل في إجازة"، وكان عمرها سبعة عشر عامًا، وقرر فوزي أن يتقدم لطلب يدها من والدها الذي رفض الفكرة بشدة لأنه رجل متزوج.

كان أول زوجها من عماد حمدى، وبعد طلاقها منه بسبب الغيرة نشأت قصة حب بين الفنانة شادية والفنان فريد الأطرش، أحبها وأوشكا على الزواج واستعدت "الدلوعة" لهذا الزواج فاشترت فستان الزفاف، ولكن فريد سافر وأخبرها قبل سفره بتأجيل موعد الزفاف لأنه لا يعرف ظروفه، لتستمر زيحاتها من عزيز فتحي 3 أشهر فقط، وزيجاتها الثالثة من صلاح ذو الفقار أثناء فيلم "أغلى من حياتي".

نشأة الراحلة شادية

الراحلة شادية اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، ولدت  في 8 فبراير 1931، بمنطقة الحلمية الجديدة في حى عابدين بالقاهرة، وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية، ولكن جذور عائلتها تعود إلى أصول شركسية، وهى مجموعة عِرقية أوروبية كانت تسكن شمال غرب القوقاز.

اكتشف والد شادية موهبتها الفنية منذ الصغر، وطلب من الفنان فريد غصن تعليمها الغناء، وأسند إلى الفنان الكبير عبدالوارث عسر مهمة تعليمها التمثيل والإلقاء، ويقال إن "عسر" هو الذي أطلق عليها لقب شادية عندما سمع صوتها لأول مرة وقال عنها "شادية الكلمات".

شاركت شادية فى عام 1947، وعمرها 16 عامًا في مسابقة نظمتها شركة اتحاد الفنانين لاكتشاف مواهب جديدة، وتحمس لها المخرج أحمد بدرخان، ورشحها على الفور للمشاركة في فيلم بعنوان "أزهار وأشواك" بجوار هند رستم ومديحة يسرى، وابتسم الحظ لها، بعدما عملت مع الفنان محمد فوزي في فيلم "العقل في إجازة"، إذ حقق الفيلم نجاحا كبيرا، ما دفع محمد فوزي إلى الاستعانة بها في عدد كبير من أفلامه منها "بنات حواء، صحاب الملاليم، الروح والجسد".

شادية تتصدر الأفيشات

أصبحت شادية نجمة وتصدرت صورتها الأفيشات، بمرور الأيام وتعدد التجارب، ومنحها النقاد عدة ألقاب، أهمها "دلوعة السينما"، و"معبودة الجماهير"، ويضم مشوار "شادية" أفلامًا مميزة وحققت نجاحا كبيرا، منها " نحن لا نزرع الشوك، زقاق المدق، المرأة المجهولة، شىء من الخوف، أغلى من حياتى، كرامة زوجتى"، وحصلت على جائزة الدولة في التمثيل عن دورها في فيلم "شىء من الخوف".

تصدر للراحلة شادية 4 أفلام، جاءت ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهى: "الزوجة 13، ومراتى مدير عام، وشىء من الخوف، واللص والكلاب"، وتوفيت في 28 نوفمبر 2017 إثر سكتة دماغية وفشل في التنفس.