من سينتصر تحالف "الشعب" أم " الأمة ".. أردوغان يواجه أزمة في انتخابات 2023 بعد ظهور تكتل مضاد من أحزاب المعارضة
الإثنين، 08 فبراير 2021 12:42 م
حالة من القلق بدأت تنتاب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتحالف الشعب المكوّن بشكل أساسي من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة والمحدد لها عام 2023، ولعل سبب القلق يعود لتكوين تحالف مضاد هو تحالف الأمة المكون من حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي والحزب الصالح وحزب الشعوب الديمقراطي، إلى جانب الدعم المحتمل من حزب الديمقراطية والتقدم وحزب المستقبل، حيث ظهر هذا التكتل الانتخابي في ظل تدهور شعبية حزب العدالة والتنمية والديكتاتور العثمني بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والتي أدت غلي انهيار العملة التركية - بحسب التقارير الدولية -
المثير في الأمر أن الاستطلاعات الانتخابية تشيرإلى أن معدلات التصويت للتحالفات المتنافسة متقاربة جدا من بعضها البعض في الانتخابات البرلمانية. ومع ذلك، يلعب عامل القيادة دوره في الانتخابات الرئاسية، ومجرد اعتراف الحزب الحاكم باحتمال ظهور نتائج متقاربة هو تسليم بالامر الواقع الذي يؤكد تراجع شعبية الحزب الحاكم وتحالفه مع حزب الحركة القومية.
الأكثر قلقا بالنسبة لأردوغان هو ما بدأ مناقشته خلال الفترة الماضية علي الساحة السايسية من إمكانية خوض رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو السباق الرئاسي القادم، وهو ما أثار فزع الديكتاتور العثماني.
المعارضة الموحدة تؤرق تطلعات الحزب الحاكم
وأمام ارتفاع أسهم أحزاب المعارضة بدأ حزب العدالة والتنمية حرب تشويه للمعارضة بالإدعاء بأنه لا يمكن لحزب الشعوب الديمقراطي فصل نفسه عن جماعة حزب العمال الكردستاني والترويج بأنه لا يمكنه توفير أجندة سياسية وطنية حقيقية لتركيا ككل.
ويري المتابعين للشأن التركي أن حزب الشعب الجمهوري سيرفع معدل التصويت من أجل أن يشكل تهديدا كبيرا لتحالف الشعب. ومع ذلك، تشير الاستطلاعات إلى أن ناخبي حزب الشعب الجمهوري يتراجع يومًا بعد يوم.
وأعلن مصطفى سارجول، العضو البارز السابق في حزب الشعب الجمهوري والعمدة السابق لمنطقة شيشلي في اسطنبول، مؤخرا أنه سيحول حركته من أجل التغيير في تركيا إلى حزب سياسي، ولعل ذلك هو ما دفع الحزب الحاكم لتشويه المعارضة وشن حرب نفسية بوجود انشقاقات فيها
الجدير بالذكر أن رئيس حزب الشعب الجمهوري حصل على بعض النتائج من خلال التمسك بفكرة التقارب مع أطراف المعارضة في عام 2019، وحيث حصل حزب المعارضة الرئيسي على دعم الحزب الصالح وحزب الشعوب الديمقراطي للفوز بسباق رئاسة البلدية في إسطنبول وأنقرة.
جهود المعارضة تتسع لزيادة رقعة التحالفات ضد الحزب الحاكم
ويسعي أوغلو إلي تكرار نفس السيناريو في عام 2023. ومن هنا استخدم عبارات متطرفة مثل "المتشدد وما يسمى بالرئيس" ودفعه لإجراء انتخابات مبكرة.
يريد الحزب الحاكم أن يرى المعارضة وهي مجزأة بشكل متزايد ومتناحرة ويراها انها هي البديل المناسب لهذا يشن حملاته على احزاب المعارضة وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري عند وقوع أي تقارب او تنسيق استعدادا لأنتخابات 2023.
بالتأكيد سنشهد منافسة شرسة خلال انتخابات 2023 والكاريزما السياسية لأردوغان وجمهور حزبه لن تشفع له في مواجهة شعبية متضائلة ونظام سلطوي.
في غضون ذلك، لا يخفي تحالف الشعب واردوغان شخصيا وفريقه قلقهم من تحركات المعارضة ولهذا بدأوا بالفعل في مواجهة التحدي المتمثل في إدارة النفسية السياسية المعقدة ضد ما يسمونه تحالف فضفاض يتألف من سبعة أحزاب، والحاصل أنه اذا كان الحزب الحاكم يتهم المعارضة بأنها في مأزق فإنه هو الأخر في مأزق مماثل لأنه يعيش حالة رعب من احتمال فقدان السلطة.