كثيرا ما واجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقادات لإصداره قرارات تنفيذية منفرداً، وهو الأمر الذي وقع فيه الرئيس الحالي جو بايدن منذ تسلم مهامه، لكن الحال يختلف.
وأصدر بايدن عدداً كبيراً من القرارات والإجراءات التنفيذية فاق بها كل سابقيه فى المكتب البيضاوى، لكن تقارير إعلامية بررت لبايدن ذلك، لمجموعة من الأسباب، على رأسها انشغال الكونجرس بمحاكمة عزل ترامب المقررة هذا الأسبوع.
شبكة سى إن إن الأمريكية، قالت في تقرير لها مؤخراً، إن الرئيس جو بايدن تفوق على كل سابقيه من الرؤساء الأمريكيين فيما يتعلق بقدر القرارات والإجراءات التنفيذية التي اتخذها فى نفس المرحلة من فترته الرئاسية.
وأصدر منذ 20 يناير، عندما تم تنصيبه، وحتى يوم الجمعة الخامس من فبراير 35 قرارا تنفيذياً، مقارنة بـ17 لكل من سابقيه دونالد ترامب وباراك أوباما خلال نفس الفترة، بينما أصدر جورج دبليو بوش قرارين فقط بعد مرور أسبوعين من رئاسته.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها بايدن منذ توليه الرئاسة، وقف انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وتعيين أنتونى فاوتشى رئيس لوفد أمريكا للمنظمة، وإطلاق تحدى كمامة 100 يوم.
بالإضافة إلى التراجع عن قرار إدارة ترامب بمنع التحاق المتحولين جنسيا بالخدمة العسكرية، وقرارات للتعامل مع التمييز ضد الأمريكيين من أصل آسيوى فى ظل تفشى كورونا، إلى جانب عدد من القرارات المتعلقة بسياسات الهجرة.
ودافعت "سى إن إن"، عن اتجاه بايدن للقرارات التنفيذية لتنفيذ نهجه بدلا من انتظار موافقة الكونجرس، وقالت: إنه على الرغم من أن المحافظين سيجادلون بأن الرئيس يقوض دعوته الخاصة بالوحدة بمحاولة إيجاد وسائل للعمل بدون الكونجرس. لكن الحقيقة هي أن مجلس الشيوخ يترك ببطء شديد، لو كان يتحرك بالأساس.
وتسببت محاكمة عزل ترامب المرتقبة فى مجلس الشيوخ، فى تأجيل التصديق على تعيين مرشح بايدن لوزارة العدل ميريك جارلاند، الذى منع الجمهوريون التحاقه بالمحكمة العليا الأمريكية خلال الأيام الأخيرة من إدارة باراك أوباما.
وتركز مبادرات بايدن لتجاوز الحزبية والدفع نحو الوحدة كما تحدث فى خطاب تنصيبه، على العدد القليل للغاية من الجمهوريين فى مجلس الشيوخ الذين قد يتجاوبون، ومنهم سيناتور يوتاه ميت رومنى الذى لديه سمعة بأن يتجاوز الخطوط الحزبية، والسيناتور ماين سوزان كولينز.
لكن كولينز ورومنى، وحدهما لن يستطيع مع كل الديمقراطيين إنجاز أجندة بايدن وأبرزها حزمة الإنقاذ الاقتصادى بقيمة 1.9 تريليون دولار.
وفي ظل حالة الجمود فى الكونجرس، هناك القرارات التنفيذية التي تشبه التشريعات، ولديها بعض الثقل أثناء وجود الرئيس فى منصبه، لكن من السهل إلغائها مع تولى رئيس جديد.
تقول تقارير، إن الكثير مما فعله بايدن هو نفسه ما فعله سابقه دونالد ترامب، مثل: وقف بناء الجدار الحدودى والتراجع عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ وحظر التحاق المتحولين جنسيا بالجيش.
وعلق كينيث بواند، الأستاذ بجامعة ميتشيجان، الذى درس الزيادة فى استخدام القرارات التنفيذية، إن عدد القرارات أقل أهمية مما تنص عليه فى الحقيقة. فتنفيذ هذه القرارات سيستغرق وقتا، كما أن تقييم إنجازات بايدن وكيف تستخدم إدارته سلطته وظيفيا سيستغرق أكثر من 100 يوم.