دخلوا النفق المظلم.. الانشقاقات تضرب الجماعة الإرهابية وانهيار المشروع الإخواني في بلدان عربية وعالمية..وتقرير يؤكد: وصلوا لمرحلة الموت السريري
الأحد، 31 يناير 2021 02:29 م
يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية دخلت مرحلة الموت السريري بسبب الانشقاقات التي تعرضت لها منذ 2013 والتي كشفت عن حجم الصراع الموجود بين قيادات الجماعة بسبب فشل المشروع الإخواني عقب خروج المصريين في 30 يونيو، ليمثل هذا التاريخ بداية النهاية للمشروع الإخواني الدولي الذي جري الإعداد له منذ قرن مضي ليتوالي بعده انهيار الجماعة في العديد من البلدان، وهو ما صاحبه انهيار التنظيم الدولي بمؤسساته الدينية والاجتماعية وميشياته المسلحة لتدخل الجماعة في النفق المظلم، بحسب تقرير لمؤسسة "ماعت".
وأشار التقرير إلى أن مشكلة الجماعة أنها فقدت مكانتها على الصعيد الشعبي قبل السياسي بسبب رفض الشعوب التي حاولت السيطرة عليها والإمساك بزمام الأمور في الأراضي اليمنية فشلت على مدى السنوات الماضية في تحقيق طموحاتها، بل أصبحت تسعى إلى توفير ملاذ آمن لقياداتها وعناصرها.
وفي تونس، استطاع حزب النهضة (الذراع السياسية الإخوانية) تصدر المشهد السياسي منذ عام 2011، لكنه ومع الوقت بدأ ينسدل الستار عن الجماعة الإخوانية، لينكشف الوجه الحقيقي للتنظيم الإرهابي، وهو ما أدى إلى انتهاء حزب النهضة سياسيًا.
ولفت التقرير إلى أن تركيا أيضا شهدت انقساما حادا بين أعضاء الجماعة وهو ما ظهر في الخلافات الحادة داخل حزب "أردوغان"، صاحبه انهيار شعبية الأخير بسبب الأزمات الاقتصادية التي دخلت فيها تركيا والتي أدت إلى انخفاض قيمة العملة التركية "اليرة" وهبوطها لأدنى مستوى لها حسبما أكدت التقارير الاقتصادية الدولية.
وصاحب هذا الانهيار ركود الاقتصاد، وتضخم حجم الديون على الدولة وصل إلى 440 مليار دولار، علاوة على التوتر الذي أحدثه "أردوغان" مع الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج، وسوريا، والسودان ومصر.
وتطرق التقرير إلى وضع الجماعة الإرهابية في المغرب، مشيرا إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية كثيرًا، وهو ما ظهر في خسارته في الانتخابات الجزئية في دائرة الرشيدية جنوب شرق المغرب، وهي أحد معاقله الرئيسية.
وأوضح أن الإخوان شهدوا هناك إخفاقات متتالية وفشلا لمشروع الجماعة الإرهابية يشهد عليه دول العالم، ما يؤكد وجود انتهاء وشيك لوجود الجماعة الإخوانية عربيًا ودوليًا.
من ناحية أخري نشر المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب دراسة، قال فيها إن الجماعة تعرضت خلال السنوات السبع الماضية لأكبر انقسام هيكلى فى تاريخها، ومازالت قيادتها عاجزة عن لم شملها من جديد، أو طرح أى مشروع أو مبادرة جديدة للخروج من حالة الجمود التنظيمي الذي تعيشه.
وتابعت الدراسة: "أثرت الانشقاقات الأخيرة بشدة على البنيان الهيكلي للحركة، والذي دخل في حالة تشبه الموت السريرى/ الإكلينيكي، ومع هذا تتشبث قيادتها بالمقاربات التنظيمية القديمة التي اتبعتها لمواجهة ظاهرة المنشقين، وهو ما يفاقم الأزمة ويزيدها تعقيدًا".
وأوضحت الدراسة، أنه لا يمكن الجزم بأن كل المنشقين عن جماعة الإخوان، قد فارقوا منهجها أو تخلوا عن الأفكار التي يعتنقونها، بل ما زال العديد منهم على قناعاته السابقة، وإيمانه بضرورة العمل الجماعي تحت شعارات الدعوة والتنظيم القديمة، وبالتالي فإن تخليهم بالكلية عن تلك الأفكار يظل بعيد المنال، نظرًا لعوامل عديدة منها سياقاتهم السيكولوجية وواقعهم السيسيولوجي.
وأكدت الدراسة، "تظل أزمة الآلية التي يمكن الحكم بها على تخلي الفرد عن انتمائه السابق لجماعة الإخوان موجودة، وهو ما يُنعكس سلبًا على عمليات الخروج الجادة من التنظيم، والمراجعات الفكرية التي تُساهم في تفكيك الأفكار المؤسسة التي قامت عليها الحركة".
وأشارت الدراسة، إلى أنه من المتوقع أن تستمر حالات الانشقاق التي تتم ضمن الموجة الحالية، وهو ما سيؤدي إلى خلق فجوة بنيوية وانقطاع لتسلسل اتصال الأجيال التنظيمية، وقد يؤدى هذا إلى اضمحلال التنظيم الإخواني بشكل كامل، وعدم قدرته على إعادة ضخ دماء جديدة في أوردته الواهنة.
وتوقعت الدراسة في نهايتها فشل قيادة الإخوان في وقف نزيف الانشقاقات، بل تظهر في كل مناسبة وكأنها مصرة على اتباع نفس الطرق والميكانزيمات القديمة في التعاطي مع مخالفيها، عبر الدعوة للصبر والثبات على المحنة ضمن سلسلة الرسائل التوجيهية، وهي نفس السردية التاريخية التي تتبعها القيادة في مثل هذه الظروف، وهو ما سيبقي الوضع علي ما هو عليه.