عناتيل آخر الزمان!
الخميس، 28 يناير 2021 05:17 م
سواء صحَّتْ تفاصيل رواية اتهام زوج بمدينة المحلة الكبرى لزوجته الطبيبة البيطرية بتصوير 40 فيديو فاضحًا لنفسها أو لم تصح، فإننا بصدد كارثة أخلاقية تكاد تعصف بالمجتمع المصرى "المتدين بطبعه".
تزامنًا مع هذه الفضيحة المدوية التى تصدرت عناوين البوابات الإلكترونية اللاهثة وراء نسبة المشاهدات، بعيدًا عن أي اعتبارات أدبية أو مهنية، كانت هناك حزمة أخرى من الحوادث المشابهة، مثل: اتفاق زوج مع شقيقه على اغتصاب زوجة الأول؛ بهدف "كسر عينها"، كما جاء نصًا فى التحقيقات، واقتحام 3 أشخاص مسكن ممثلة ومحاولة هتك عرضها واغتصابها وسرقة مبلغ مالى حصيلة بيع سيارتها، واستدراج فتاة لمطرب مغمور بزعم قضاء سهرة حمراء، ثم إرغامه بمساعدة آخرين على توقيع إيصالات أمانة، وملابسات قضية الخادم الذي مارس الرذيلة مع ابنة مخدومته الأستاذة الجامعية سنين عددًا، فضلاً عما كشفته التحقيقات فى قضية ابتزاز طبيب أسنان لمرضاه من الفنانين والمشاهير من تفاصيل مخجلة..ودع القوس مفتوحًا على مصراعيه!
ما يشهده المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيرة من قضايا يلعب الجنس فيهم دور البطولة، يفوق خيال أكابر المؤلفين وكتاب السيناريو، بل وخيال السيد إبليس الأكبر والشيطان الأعظم، لقد وصلنا إلى السيناريو الأشد سوءًا والأكثر قبحًا، والتزام الصمت والتغافل والتجاهل، وأحيانًا الدفاع والتبرير لن يقودنا فى النهاية إلا إلى مستويات آخرى لا يعلم مداها إلا الله.
هذه الحوادث الكارثية لم تعد مقتصرة على فئة دون أخرى، بل هى أشبه بالنار التى يتفاعل أوارُها يومًا وراء يوم، دون أن تجد من يطلب سيارات الإطفاء لإخمادها، كما إنها امتداد طبيعى جدًا لنوعية مشابهة من حوادث تبادل الزوجات وزنا المحارم وهتك عرض الأطفال والشذوذ وغيرها.
ويُعتبر من السذاجة التعامل مع هذه الحوادث والنظر إليها بمعزل عن الحالة الإخلاقية للمجتمع المصري. أخلاق المصريين ليست فى أفضل حالاتها على الإطلاق، صفحات الحوادث مؤشر لما آلت إليه طبائع المصريين، نحن فى كارثة بكل المقاييس، شاء من شاء، وأبى من أبى!
يمكن التسليم بأن محاولات محاصرة الدين والتضييق عليه وتخلى جميع الأطراف ذات الصلة عن مسؤوليتها أسهم فى تفاعل هذه الحالة وتفاقمها، حتى وصلنا إلى قاع المستنقع.
السنوات المنقضية شهدت حربًا ضروسًا ضد الدين، فتصاعدت المطالبات بإبعاده عن المناهج الدراسية، وتخلت دور العبادة أيضًا عن دورها فى هذا المضمار، رغم إنه من صميم مسؤولياتها، كما لعبت وسائل الإعلام، بمختلف أطيافها، على تغريب الدين وتجفيف منابعه، ونلمس ذلك فى حالة العداء البغيضة التى تستهدف جميع المظاهر الدينية والسلوكيات الأخلاقية، والسعي الحثيث لتحرير العقلية المصرية من الدين، بزعم أن ذلك يأتي في سياق تنوير المجتمع ورفع درجة الوعى لدي أفراده!
أخلاق المصريين تحتاج تدخلات جادة وحقيقية؛ من أجل تصويب مسارها وإعادة تهذيبها واستعادة وعيها المفقود، حتى لا نستيقظ كل صباح على فضائح جديدة وعناتيل جدد!