ماذا حدث هذا الصباح؟ الجيش التونسي يترقب بعد اشتعال المظاهرات.. وموسكو تعتقل المعارض "نافالني"
الإثنين، 18 يناير 2021 11:00 ص
أحداث هامة ومثيرة شهدها العالم هذا الصباح ما بين مظاهرات وعمليات قبض على معارضين وظواهر طبيعية كانت هي المسيطر على شاشات عدد كبير من القنوات الفضائية خلال ساعات الصباح الأولي، ولعل أبرزها كانت عمليات السلب والنهب التي شهدتها تونس عقب اندلاع المظاهرات في عدد من الولايات التونسية، ونزول الجيش للشوارع لحماية المنشآت، علاوة على اعتقال روسيا للمعارض الشهير اليكسي نافالني، أضف اليها زلزال إندونيسيا الذي خلف وراءه 81 قتيلا.
الجيش التونسي في الشوارع بعد اشتعال المظاهرات
انتشرت الوحدات العسكرية أمام المنشآت العامة ومقرات السيادة في عدد من الولايات التونسية وعلى رأسها ولايات سليانة والقصرين وبنزرت وسوسة خوفا من إندلاع أعمال شغب قد تستهدف هذه المنشآت بحسب تصريح الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع التونسية محمد زكري، "لموزاييك".
من ناحية أخرى قال عدد من شهود العيان إن أن العاصمة التونسية و15 ولاية شهدت أعمال شغب واحتجاجات جديدة تفجرت يوم الأحد، وذلك وسط مناخ سياسي متوتر وصعوبات اقتصادية لم يسبق لها مثيل في الذكرى العاشرة للثورة التونسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد زكري لرويترز إن الجيش انتشر في أربعة مدن هي سوسة وسليانة والقصرين وبنزرت فقط بهدف حماية المقرات السيادية.
من ناحيتها أعلنت أن وزارة الداخلية اعتقال أكثر من 240 أغلبهم من المراهقين والصبية عقب مواجهات عنيفة مع الشرطة واندلاع أعمال شغب في مدن تونسية عدة يوم السبت.
وشهدت منطقة حي التضامن بالعاصمة تونس مواجهات بين قوات مكافحة الشغب وشبان وأطفال رشقوا الشرطة بالحجارة بينما ردت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز. واستعملت الشرطة أيضا خراطيم المياه، كما شهدت منطقة المنهيلة أيضا مواجهات وأحرق المحتجون إطارات سيارات وحاولوا إغلاق الطرق، وامتدت رقعة الاحتجاجات بعد ذلك إلى عدة مناطق بأرجاء البلاد تشمل المهدية وسوسة وبنزرت والقيروان ونابل والمنستير وقبلي وقفصة وسليانة ومنوبة.
وأفاد عدد من شهود العيان إن عددا من الشبان اقتحموا محلات تجارية وسرقوا محتوياتها في عدة مناطق، وأظهر مقطع فيديو مجموعة من الشباب يقودون سيارة شرطة. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقطع بعد.
وفي مدينة باجة بشمال تونس دارت مواجهات عنيفة منذ بداية حظر التجول في الساعة 1600 بالتوقيت المحلي، واندلعت مواجهات عنيفة في بلدة سبيطلة وفي القصرين، حيث لاحقت قوات الأمن المحتجين وأطلقت قنابل الغاز.
وشهدت بلدة جلمة بمحافظة سيدي بوزيد، قيام الشرطة بإلقاء الغاز المسيل للدموع لتفريق شبان أغلقوا الطرقات وأحرقوا إطارات سيارات احتجاجا على التهميش والفقر والبطالة.
وقال وليد حكيمة المتحدث باسم قوات الأمن الداخلي إن قوات مكافحة الشغب اعتقلت 242 أكثرهم من الشبان والأطفال الذين عمدوا إلى تخريب ممتلكات وحاولوا سرقة متاجر وبنوك.
الغريب أن المظاهرات لم تُعلن مطالب واضحة خلال احتجاجات السبت العنيفة والتي وصفتها السلطات ووسائل إعلام محلية بأنها أعمال شغب، لكنها تأتي مع تنامي الغضب بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بينما تركز النخبة السياسية اهتمامها على معركة النفوذ والصراع على السلطة.
من جانبهم يري عدد من السياسيين أن هذه المظاهرات تمثل اختبارا حقيقيا لقدرة حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي على التعامل معها بينما يشهد الوضع توترا كبيرا بين الفرقاء السياسيين، حيث تأتي هذه الأحدث في ظل تدهورالوضع الاقتصادي وسط تردي الخدمات العامة بينما أوشكت البلاد على الإفلاس.
اعتقال زعيم المعارضة الروسي نافالني فور وصوله موسكو
وفي روسيا، كانت الصورة مختلفة، حيث قامت موسكو بإلقاء القبض على زعيم المعارضة الروسي اليكسي نافالني من قبل شرطة جوازات مطار شيرميتييفو، وفقا لما لما أوردته وسائل إعلام محلية رقمية، وأكدت المتحدثة باسم الناشط السياسي، كيرا يارميش، في تغريدة له عبر (تويتر) القبض على نافالني.
كما أعلنت دائرة السجون الفيدرالية في روسيا خبر القبض على المعارض الروسي، خاصة وأنها سبق وقامت بإصدار أمر ضبط وإحضار لنافالني، القبض على السياسي المعارض.
وطلب عدد من رجال الشرطة من نافالني أن يرافقهم، بينما طلب المعارض وجود المحامي الخاص به، وهو ما قوبل بالرفض.
وقال نافالني في تصريحات صحفية قبل لحظات من القبض عليه "بإمكاني أن أقول لكم إني سعيد جدا بالعودة، واليوم هو الأفضل لي خلال الشهور الخمسة الأخيرة".
كما وجه المعارض الروسي الشكر للسلطات الالمانية، وبشكل خاص، الأطباء والممرضات الذين أشرفوا على حالته خلال فترة شفائه من تعرضه للتسمم الذي حمل مسؤوليته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان نافالني قد وصل الأحد إلى مطار شيرميتييفو في موسكو، في الوقت الذي كان من المنتظر أن يصل فيه إلى مطار فنوكوفو.
جدير بالذكر أن نافالني موجود في المانيا منذ خمسة أشهر تقريبا للعلاج بعد تسميمه بمادة سامة عسكرية في حدث يتهم نافالني الرئيس فلادييمير بوتين بالوقوف وراءه.
وقالت شركة (بوبيدا) للملاحة الجوية أنه تقرر تغيير مطار الهبوط في اللحظات الأخيرة لـ"أسباب تقنية"، وكان عشرات الأشخاص ينتظرون وصول المعارض الروسي في مطار فنوكوفو.
وكان نافالني قد اتهم بوتين بالوقوف وراء تسميمه بغاز أعصاب من مجموعة نوفيتشوك، وهو سلاح كيماوي طوره الاتحاد السوفييتي، مؤكدا أنه في حالة بدنية تسمح له بالعودة إلى بلاده.
81 قتيلا في زلزال بأندونيسيا
شهدت إندونيسيا ارتفاع في حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب فجر الجمعة جزيرة سيليبس (سولاوسي) بوسط إندونيسيا بقوة 6.2 درجات إلى 81 قتيلا و826 مصابا، وفقا لأحدث حصيلة رسمية صدرت.
ومن بين المصابين، يوجد 253 في حالة خطيرة ويخضعون للعلاج حاليا في مستشفيات بالمنطقة، وتسببت الهزة في نزوح نحو 27.8 الف شخص يعيشون حاليا في العشرات من المخيمات اتي أقامتها السلطات التي تحذر من احتمالية حدوث توابع قوية للزلزال.
من ناحيتها دعت وكالة إدارة الكوارث المواطنين الذين يعيشون في مناطق جبلية إلى توخي الحذر من الانهيارات الأرضية والصخرية، والمواطنين القاطنين في مناطق ساحلية إلى الابتعاد عن الشواطئ على الفور حال وقوع هزة أرضية تحسبا لحدوث موجات مد عاتية (تسونامي).
ومنذ وقوع الزلزال يوم الجمعة الماضية، سجلت السلطات إجمالي 28 هزة ارتدادية في المنطقة، ووقعت الهزة الأرضية في نحو الساعة 2: 00 بالتوقيت المحلي وأسفرت أيضا عن انهيار مئات المنازل والجسور.
وأوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، التي ترصد نشاط الزلازل في جميع أنحاء العالم، أن الهزة وقعت على عمق 18 كلم وجاء مركزها على بعد 36.1 كلم جنوبي مدينة ماموجو.