2021 بداية «كئيبة» في الوسط الفن.. رحيل العمالقة
السبت، 16 يناير 2021 09:28 مكتب- حسن شرف
الوسط الفني، أحد أبرز المجالات التي يتم تسليط الضوء على أعضائها، وذلك لاهتمام العامة بأخبارهم، ومع بداية العام الجديد 2021، رحل عدد كبير من نجوم الوسط الفني بتخصصاته المختلفة عن عالمنا، تاركين وراءهم إرث كبير من الفن، كل في مجاله، لتبقى ذكراهم خالدة رغم موتهم.
المخرج والممثل حاتم علي (1962-2020)
بعد أن انتهى من جميع مشاهده، استسلم المخرج والممثل السوري حاتم علي للقدر الذي قال له "فركش". ليكن المشهد الأخير لحياته في القاهرة، إثر إصابته بنوبة قلبية عن عمر لم يتجاوز الـ 58 عاماً، وهو ما شكل صدمة كبيرة لدى جمهوره ومتابعي أعماله الدرامية؛ وأثار أصداءً واسعة في الأوساط الفنية وعلى منصات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بكلمات النعي والصور والمشاهد من أعماله الدرامية.
ولد حاتم علي في بلدة الفيق بالجولان، واضطرت عائلته إلى النزوح بعد احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان في عام 1967 ولم يكن وقتها قد تجاوز الخامسة من عمره.
وعاش مع أسرته الصغيرة في أطراف مخيم اليرموك الذي يبعد عن دمشق نحو 8 كيلومترات. وبدأ مسيرته الفنية والأدبية بكتابة المسرحيات والقصص القصيرة ثم اتجه إلى التمثيل والإخراج لاحقا.
وتخرج من قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1986، ليبدأ بعدها أول مشوار فني له ممثلا في مسلسل "دائرة النار" للمخرج هيثم حقي. وتوالت الأدوار عليه بعد ذلك.
وتوجه إلى الإخراج في أواخر التسعينيات، فأخرج مسلسل "الزير سالم" الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية. وشارك في المسلسل كوكبة من النجوم السوريين منهم سلوم حداد وخالد تاجا وعابد فهد وسمر سامي وجهاد سعد وتيم حسن وقصي خولي.
السيناريست الكبير وحيد حامد (1944-2021)
وحيد حامد، كاتب مصري كبير، ساهم بأعماله في تنوير الشعوب العربية، حيث تطرق إلى مناقشة العديد من القضايا والموضوعات على مدار ما يقرب من نصف قرن.
المُبدع الذي تذكر في لحظة تكريمه؛ لحظة البداية، وعادت إليه ذكريات مشواره كشريط سينما يعود إلى الوراء، وكأنه يفكر في كتابة آخر مشهد قبل أن يقول «فركش». مات في بداية يناير 2021 والسيناريو الخاص به مكتملًا غير منقوص، بعد أن أضاف «ماستر سين» في مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية. حيث تم تكريمه في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصل على جائزة «الهرم الذهبي التقديرية» عن إنجاز العمر.
وحيد حامد- المولود في يوليو 1944 بالشرقية- قدم على مدار تاريخه عشرات الأعمال الدرامية، تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، إلا أن أعماله السينمائية ذات الطابع السياسي الاجتماعي العميق هي التي حفرت اسمه من نور في ذاكرة الأمة التي يستدعي أبنائها حتى اليوم مشاهد وحوارات من أفلامه التي عرضت قبل سنوات للتأكيد على ثقافته العميقة ورؤيته الصائبة.
إلياس الرحباني (1938-2021)
وفي 4 يناير، توفي الموسيقار إلياس الرحباني عن عمر ناهز 83 عامًا، وهو الشقيق الأصغر للأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وذلك بعد سنوات من المرض الذي أجبره على الابتعاد عن الفن والظهور.
الرحباني قدم خلال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من ستين عامًا ألحانا لأغان رومانسية وشعبية وساخرة وصولا الى عالم الإعلانات الشهيرة.
كما قدم العديد من الأغاني الشهيرة لفيروز وصباح ووديع الصافي وفنانين كبار آخرين، واشتهر بتأليف الأغاني والموسيقى الأجنبية كما وضع موسيقى المسلسل اللبناني "لا تقولي وداعا".
وعلى مدار 13 عامًا، تلقى الرحباني تعليمه الموسيقي في الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى، منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي إلى أواخر الخمسينيات، واختير مستشارًا موسيقيًا لإذاعة لبنان مطلع الستينيات. وفي رصيده ما يزيد عن 2500 لحن.
الموسيقار خالد فؤاد (1948-2021)
توفي الموسيقار المصري خالد فؤاد في 9 يناير الجاري، عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد صراع مع المرض، وهو يعد واحدًا من أهم الموسيقيين وقائدي الأوركسترا المصريين، حيث وضع العديد من المؤلفات لعدد كبير من الأعمال، وغنى على أنغام فرقته العديد من المطربين العرب.
بدأ خالد فؤاد المولود في 24 سبتمبر 1948، رحلته مع قيادة الأوركسترا في الأعمال الفنية التي تنوعت بين التراثية والدينية والاجتماعية، وجاء غالبيتها مع الموسيقار عمار الشريعي بداية من عام 2000 من خلال مسلسل «ألف ليلة وليلة: ضوء المكان وبدر التمام» لنيللي ومحمود قابيل، ومروراً بـ«حديث الصباح والمساء» لليلى علوي وأحمد خليل ودلال عبدالعزيز وعبلة كامل، و«بنات أفكاري» لمحمود مرسي وإلهام شاهين، و«قاسم أمين» لكمال أبو رية، و«جحا المصري» ليحيى الفخراني، و"أميرة في عابدين" لسميرة أحمد، و"رجل الأقدار" لنور الشريف، و"محمود المصري" لمحمود عبدالعزيز، و"عفاريت السيالة" لعبلة كامل وصفية العمري، و"بنت من شبرا" لليلى علوي، و"ريا وسكينة" لعبلة كامل وسمية الخشاب.
الفنان هادى الجيار (1949-2021)
توفي الفنان المصري الكبير هادي الجيار متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا داخل مستشفى الهرم، وذلك عن عمر ناهز 71 عامًا، بعد رحلة طويلة قدم خلالها أكثر من 200 من الأعمال الدرامية التي تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح، تاركًا تاريخ طويل من الفن قادر عن أن يحفظ اسمه لعقود مقبلة.
الجيار الذي كان ينوي اعتزال الفن بعد انتهائه من تصوير مسلسل "الاختيار 2" الذي يعرض في رمضان المقبل، من مواليد 15 أكتوبر 1949، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية.
العديد من أعمال الجيار تركت أثرًا كبيرًا لدى الجمهور المصري والعربي منها: "مدرسة المشاغبين، ومازال النيل يجري، أنا وأنت وبابا في المشمش، الضوء الشارد، امرأة من الصعيد، سلسال الدم، حق ميت، عوالم خفية، العصيان، احترس من عصابة النساء، درب الجدعان" وغيرها من الأعمال الفنية البارزة.