اسرار تذاع لأول مرة .. حكاية الفتي المدلل الذي ورط هشام جنينة .. العصابة تتحرك بتعليمات رئيس "المحاسبات".. أول صورة لـ"مفبرك" الأرقام.. ولجنة التقصي اكتشفت كوارث التقارير المغلوطة"عمدا" بعلم جنينة
الأحد، 17 يناير 2016 06:53 م
هشام جنينة ..مستشار بدرجة مغرض ، هكذا لاحقته الالسنة والاتهامات علي مدار الاسابيع الماضية في اعقاب تصريحه الاشهر بوصول حجم الفساد لـ 600 مليار جنيه ، وهو ما اقام الدنيا عليه ولم يقعدها حتي تشكلت لجنة تقصي الحقائق التي فحصت الملفات والاوراق التي ادانته شكلا وموضوعا
جنينه كما يعرفه مقربيه رجل نزيه ولم تلوث يده ، ولم يثبت عكس هذا الكلام حتى الان، لكن العبرة ليست بنظافة اليد، ولكن العبرة بالاخلاص في العمل، والصدق في توجيه الاتهامات، والسعي النزيه لكشف الحقيقة.
ورغم انه قد اثيرت حوله علامات استفهام كثيرة بانتمائه لجماعة الاخوان لكن لم يثبت انه ايدلوجيا كما تردد ، لكن ما أثار الريبة هي تلك التصريحات النارية التي اشعلت حوله الدنيا ووصل الامر الي حد مطالبة البعض بذبحه والاطاحة به.
تفاصيل وكواليس تنشر لاول مرة حصلت عليها "صوت الامة " تكشف كل الحقيقة وكيف سقط المستشار في شر أعماله.
الحكاية تبدأ من مكتب محاسب يدعي عصام عبد العزيز بدرجة مدير عام كان في ادارة مراجعة جهاز مدينة السادس من اكتوبر التابعة للجهاز المركزي للمحاسبات ، والذي كان علي درجة وظيفية لاترتقي ليكون التعامل مباشر بينه وبين رئيس اكبر جهاز رقابي في مصر ، لكن جنينة كان يثق فيه ويعتبره ذراعه الايمن ، فكانت الخديعة الكبري التي اسقطت بجنينة في براثن تهمة المحرض والمغرض والكاذب.
الموظف كانت مهمته جمع الارقام الحسابية وكتابة تقريره ورفعه لرؤسائه المباشرين حتي تصل لرئيس الجهاز لكنه جمع بالخطأ "المقصود" وتآمر مع سبق الاصرار والترصد وتعمد فبركة الارقام وسلمها مباشرة الي رئيس الجهاز المستشار هشام جنينة.
كان أخر تلك التقارير وأشدها بشاعة تتضمن وجود فساد بأكثر من 300 مليار جنيه في مدينة 6اكتوبر وتخص بيع الاراضي سواء التابعة للاسكان او الاراضي الخاصة بالتنمية الصناعية ، هذا التقرير الذي كان بداية الخيط .
ففي اعقاب التقرير اجتاح الغضب قيادات الجهاز، ورفضوا التقرير فارسلو لهشام جنينه في شهر مارس من عام 2015 ، يطلبون لقاء رئيس الجهاز لكشف الحقيقة ، والتي تتلخص في ان هناك ارقام مكررة واخرى تم جمعها بشكل خاطئ وان حجم الفساد لا يصل لـ25 % من المذكور في التقرير ، فوافق جنينه علي اللقاء، وحضر 8 من قيادات الجهاز الي مقره الرئيسي لمدة ساعة ونصف على باب مكتب رئيس جهاز المحاسبات، ليفاجئوا بان جنينة يرفض لقائهم فيما كان يجلس في ذات الوقت مع طفله المدلل عصام عبد العزيز.
استشاط قيادات الجهاز غضبا وتقدم احدهم باستقالته ، لكن كل العاملين بالجهاز وجدوا انه لم يعد احد يستطيع مجابهة عصام فهو الامر الناهي ، يغضب عليهم فيمنع ويرضي علي اخرين فيمنح ، فبدأ سيل المذكرات علي مكتب رئيس الجهاز ترفض تلك الممارسات ونصح مقربين من جنينة بنقله من مكانه الا انه رفض وفاجئ الجميع بالاطاحة برئيسه المباشر علي ان يأتي برئيس اخر، فكانت المفاجأة بعد شهر بالتمام طلب الرئيس الجديد نقل عصام عبد العزيز لأخطائه المحاسبية "المريبة" في تقاريره والتي كانت تساند البعض وتتهم البعض الاخر.
حاول جنينة تسويف الامر، وصمت عن توصية نقل عصام عبد العزيز، حتى تقدم رئيسه الجديد بالاستقالة، لأنه لن يستطيع ادارة عمله في ظل وجود مرؤوس مسنود مباشرة من أعلى منصب في جهاز المحاسبات رغم اخطاؤه الفادحة التي لا يقع فيها خريج جديد من كلية التجارة.
ومع انتشار خبر تقديم الرئيس المباشر الجديد لاستقالته في ارجاء مبنى الجهاز، وافق اخيرا هشام جنينه على نقل عصام عبد العزيز مؤقتا الى مدينة العبور بدلا من اكتوبر، لكن الاخير رفض تنفيذ القرار، والتقى بجنينه، وطلب منه ان ينقل الى ادارة اخرى، فوافق جنينه على طلب ابنه المدلل الذي اختار الحكم المحلي بقليوب.
بعدها قام بعض قيادات الجهاز بمراجعة تقارير مدينة اكتوبر التي كتابها عصام، استعدادا لمجلس الشعب، ففوجئوا بكوارث محاسبية جديدة تعتبر عار في تاريخ المركزي للمحاسبات، وبدأت سلسلة الارقام المزيفة تثير غضب قيادات الجهاز المحترمة فارسلوا عدة مذكرات الي جنينة تكشف تلك الاخطاء، وطالبوا بتشكيل لجنة من المقر الرئيسي تراجع تقارير عصام عبد العزيز من جديد الا ان هشام جنينه كان يلقي بها داخل ادراجه.
حتي جاءت تصريحات جنينه الاخيرة التي اثارت زلزالا داخل وخارج الجهاز فتشكلت لجنة تقصي الحقائق بعضوية المستشار هشام بدوي نائب رئيس الجهاز المحاسبات والذي استدعي كل رؤساء عصام عبد العزيز والمشرفين على التقارير التي اصدارها عصام ليفاجئ انهم سبقوا وان ارسلوا مذكرات لرئيس الجهاز تؤكد له ان الارقام في تقارير عصام عبد العزيز مغلوطة وتطالبه بمراجعة ارقامه وتقاريره وان هناك تعمد اصدار تقارير مفبركة وارقام مغلوطه، وتأكد المستشار هشام بدوي من تلك المعلومات وان كل المذكرات بالفعل ارسلت لجنينه الذي رفض الانتباه لها او الانصات لكاتبيها بل على العكس قام باستدعاء عصام عبد العزيز وانفرد به لأكثر من ساعة، انتهت بحفظ تلك المذكرات في ادراج مكتبه كالعادة.
الغريب ان عصام حصل علي وعد من جنينة بترقيته في نهاية يناير الجاري لدرجة وكيل اول وزارة حتي يتمكن من العودة مرة اخري الي مدينة اكتوبر من جديد، بعد ان ينفذ مهمته في إدرة الحكم المحلي تماما كما نفذها في مدينة السادس من اكتوبر.
المفاجأة ان المستشار هشام بدوي، اكتشف ان هناك مجموعة من صغار الموظفين ينفذون تعليمات وأوامر رئيس الجهاز بعيدا عن التسلسل الوظيفي لأكبر جهاز رقابي في مصر، وان هذه المجموعة تأخذ تكليفاتها من هشام جنينة مباشرة، وأن مقولة أن رئيس الجهاز خدع، ثبت بالدليل القاطع أنها اكذوبة، فقد كان يعلم، وأصر على اظهار غير الحقيقة في وقت يثير الريبة.
قد يكون أغلب أعداء هشام جنينة من الفاسدين، هذه حقيقة، لكن مافعله جنينه كان أكبر خدمة لهؤلاء الفاسدين.