بعد حذفه حساب ترامب.. هل يتحرك «تويتر» لمنع التحريض على الإرهاب في الشرق الأوسط؟
السبت، 09 يناير 2021 11:00 م
حالة جدل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي عدد كبير من دول العالم، منذ أن حذف موقع التغريدات الشهير "تويتر" الحساب الرسمي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنتهي ولايته في 20 يناير الجاري، ليحل محله في البيت الأبيض منافسه الديموقراطي جو بايدن. الخطوة غير المسبوقة لتويتر ألقت الضوء على سياسة الموقع بشأن معايير حرية التعبير التى ينتهجها وصلاحياته فى التحكم فى الحسابات الشخصية للمستخدمين، لا سيما وأنها أثارت تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستكون الأولى فى شروع تويتر فى تطبيق سياسات أكثر صرامة ضد المحرضين على العنف وتدمير الأوطان والممتلكات أم ستكون خطوة أحادية تظهر ازدواجية فى سياسته.
حذف حساب ترامب- يأتي بعد هجوم أنصاره على مقر الكونجرس الأمريكي (الكابيتول) بعد خطاب للرئيس الأمريكي دعاهم فيه إلى إيصال صوتهم للمشرعين في اليوم الذي يتم فيه التصديق على نتيجة الانتخابات الأمريكية. وهو ما دفع عدد كبير من المؤسسات الأمريكية، والقادة لتحميله المسؤولية، بل والمطالبة بمحاكمته وعزله قبل انتهاء مدته.
مسؤولية كُبرى تقع الآن على كاهل تويتر، بغد إغلاق حساب رئيس أكبر دولة في العالم، وكان يتابعه 88.7 مليونًا، وهو الرقم الذي بات يدرك أن الرئيس الأمريكي يستخدم حسابه فى بث رسائله إلى العالم، وذلك خلال ولايته الأولى الممتدة من 2017 وحتى 2020.
اللافت للأمر، أن موقع التغريدات الأمريكي، والذي تحرك على الفور لحذف حساب الرئيس الأمريكي بحجة "مواجهة العنف" يسمح بمساحة كبيرة لعناصر التنظيمات الإرهابية- خاصة في دول الشرق الأوسط والعالم العربي- لطرح أفكارهم المتطرفة، ومحاولة زعزعة أمن الدول واستقرارها بحجة "حرية الرأي والتعبير"، وهو الأمر الذي يضع الموقع في موقف حرج أمام رواده، وكذا أمام المؤسسات الرسمية في الدول المُتضررة.
الهجوم على مصر والوطن العربي
عناصر جماعة الإخوان الإرهابية تتخذ من "تويتر" منصة للتحريض على مصر، وذلك لمحاولة التشكيك في القيادة والحكومة، وزعزعة استقرار الدولة، وإثارة الفوضى والشغب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وبث السموم ووصل الأمر لحد الدعوة للقتل الصريح والقيام بالاغتيالات، فضلا عن إطلاق لجان إلكترونية دعوات تحريضية.
تحريض العناصر الإرهابية التى تقيم فى دولٍ معادية لمصر، أكبر دليل على ضرورة أن يعيد "تويتر" النظر فى سياساته تجاه المستخدمين، وتطبيق سياسة واحدة على الجميع، وأن يكون لديه معيارًا واحدًا تجاه المستخدمين وهو معيار "حماية الأوطان"، ومنع أى مستخدم من استغلال الموقع ليكون منصة تخريب وتدمير للأوطان بدلا من أن يكون منصة حماية الدول من الانهيار، ومساعدة من لا صوت له من ايصال صوته للمسئولين أو أصحاب المناصب وهو الدور الذى لأجله قامت مواقع التواصل الاجتماعى.
وهو الأمر الذي عانت منه أيضًا سوريا والعراق وليبيا، فحسابات المُحرضين على حرق سوريا ممن يتعمدون بث الشائعات وفبركة مواد تصويرية عديدة، وشاهدنا عبر السنوات الماضية لجان إلكترونية يتم إدارة حساباتها من دول معادية تدعو للقتل والدمار.
موقع "تويتر" فرض حظر مؤقت في وقت سابق على حسابات لبعض المسئولين في العالم على غرار المرشد الإيراني علي خامنئي فى بعض المناسبات، وحسابات بعض المسئولين الإيرانيين من الحرس الثوري الإيراني بسبب تحريضهم على العنف أو نشر أخبار مضللة أحيانا، وهو الأمر الذي ينتظر تطبيقه مليارات حول العالم على المستخدم العادي المحرض على العنف تجاه بلده أو أى بلدا آخر، ليصبح للموقع دورا فى حماية الأوطان فى وقت تسعى فيه "قوى الشر" من أن تنال من خصومها ليس بإعلان الحرب عليها بل عبر تمويل معارضين وفتح حسابات وهمية تعمل ليل نهار على بث شائعات تخريبية.