2020 عام الأزمات فى أمريكا اللاتينية.. انتشار كورونا.. وحرائق الأمازون واحتجاجات سياسية
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 05:00 م
برغم معاناة العالم بسبب في فيروس كورونا في عام 2020، إلا أنه أسوأ الأعوام التى مرت على قارة أمريكا اللاتينية بشكل خاص ،وذلك بسبب الأزمات التي شهدتها المنطقة سواء الصحية والسياسية والاقتصادية والبيئية، بجانب الكوارث الطبيعية.
انتشار فيروس كورونا وتسجيل معدل وفيات عالي
حيث تعتبر منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، فى المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية من حيث انتشار فيورس كورونا، بتسجيلها 15 مليونًا و139 ألفًا و172 إصابة و496 ألفًا و524 وفاة، وتحتل البرازيل رأس القائمة مع أكثر الأعداد فى المنطقة، مع (7 ملايين و465 ألفًا و806 إصابات و190 ألفًا و795 وفاة)، أما المكسيك فتسجل مليون 383.434 حالة مؤكدة من كورونا، و 122.426 حالة وفاة.
أزمات سياسية في دول أمريكا اللاتينية
استمرت الازمات السياسية فى امريكا اللاتينية فى عام 2020، بعد فترة من الاحتجاجات التى هزت القارة السياسية فى 2019، وشهدت دول مثل جواتيمالا وتشيلى وكولومبيا وبيرو، مظاهرات احتجاجية واسعة فى العام الجارى.
وأشارت صحيفة "لا ناثيونال" الارجنتينية، إلى أن الالاف من الجواتيماليين نزلوا الى الشوارع للاحتجاج على الميزانية الجديدة، حيث أن الدافع الرئيسى للاحتجاجات هو الموافقة شبه الخفية على الميزانية الوطنية لعام 2021، والتى تعرضت منذ اليوم الأول لانتقادات بسبب ارتفاع الدين العام الذى يعود لأسباب تفشى فيروس كورونا والأزمة التى خلقها.
وفى بيرو، تعانى الحياة السياسية من أزمة حقيقة، حيث انتخب الكونجرس في بيرو البرلماني "فرانسيسكو ساجاستي" رئيسا مؤقتا للبلاد وسط تفاقم الأزمة السياسية على إثر عزل الرئيس السابق "مارتين فيزكارا" بتهم الفساد، وحصل ساجاستي من حزب "مورادو" المحسوب على قوى الوسط، على العدد الضروري من الأصوات ليتولى رئاسة الكونجرس، ويصبح بالتالي رئيسا مؤقتا للجمهورية حتى تنصيب رئيس جديد بعد الانتخابات التي من المقرر أن تجري في أبريل المقبل، وبذلك أصبح "ساجاستي" ثالث شخصية في منصب رئيس الدولة خلال أسبوع بعد أن عزل الكونجرس فيزكارا من المنصب.
كما أثار قرار عزل فيزكارا، احتجاجات واسعة تحولت إلى اشتباكات بين الشرطة والمحتجين، وبعد سقوط قتلى في الاشتباكات أعلن "ميرينو" عن استقالته من المنصب.
أما فى تشيلى، فشهدت احتجاجات واسعة فى نوفمبر، حيث شارك العديد من المواطنين في تظاهرات تندد بالعنف ضد المرأة، واحتجاجا على إلغاء الحكومة مشروع قانون كان لصالح المتقاعدين.
وفى كولومبيا، خرج الآلاف من السكان الأصليين والمدرسين والطلاب والنقابيين والنشطاء في مسيرة في عاصمة كولومبيا، بوجوتا، نوفمبر الماضى للاحتجاج على أعمال القتل والمجازر والفقر الناجم عن الجائحة والسياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة.
انكماش اقتصادى
كانت دول أمريكا اللاتينية تتمتع بمعدلات منخفضة من النمو الاقتصادى، بلغ متوسطها 0.3% بين عامى 2014 و2019، وبالكاد وصلت إلى 0.1% فى عام 2019، مما وضعها فى نقطة انطلاق صعبة عندما ظهر فيروس كورونا فى الأفق.
وقالت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، فى بيان، إنه مع وصول الوباء، أضيفت الصدمات الخارجية السلبية والحاجة إلى تنفيذ سياسات الحبس والتباعد المادى وإغلاق الأنشطة الإنتاجية إلى هذا النمو الاقتصادى المنخفض، مما جعل حالة الطوارئ الصحية تتجسد في أسوأ أزمة اقتصادية الاجتماعية والإنتاجية التي مرت بها المنطقة خلال الـ120 عامًا الماضية"، حسبما قالت صحيفة "التيمبو "التشيلية، حيث سجلت فنزويلا، انخفاض بنسبة 30%، وبيرو 12.9٪، و الأرجنتين 10.5٪، والمكسيك 9٪، الإكوادور9٪.
الاجهاض والماريجوانا أهم القضايا
يعتبر الاجهاض، والماريجوانا، من أهم القضايا التى أثارت الجدل فى أمريكا اللاتينية فى عام 2020، وفى المكسيك والأرجنتين ومنطقة البحر الكاريبى، تم صبغ عام 2020 باللون البنفسجي والأخضر من خلال العديد من الاحتجاجات النسوية، ففى المكسيك، على الرغم من الوباء، والخلافات حول إلغاء تجريم الماريجوانا كانت البطل هي النسوية، أو بالأحرى معاداة النسوية من قبل الحكومة المكسيكية.
وفي الأرجنتين، تضاعفت الشكاوى من العنف بين الجنسين والاستمالة، تم تعليق مشروع قانون الإجهاض الطوعي، الذي وعدت الحكومة بتقديمه في مارس 2020، وتم تقديمه أخيرًا في نوفمبر.
أما الماريجوانا، فقد شرعت المكسيك الماريجوانا واستخدامه مما أدى الى حالة من الجدل، وتبدأ الأرجنتين والبرازيل دراسة تقنين الماريجوانا للاستخدام الطبى، ولذلك فقامت شركات مثل "Medterra" بتوسيع عملها فى هذه الدول بعد أن اصبح الماريجوانا مشروعا للاستخدام الطبى فى تلك الدولة.
وقال رئيس المكسيك، "اندريس مانويل لوبيز أوبرادور"، إنه سيتعين مناقشة تنظيم تقنين الماريجوانا، وسيتم السماح لاستخدامه الطبى، وأضاف "إن هذه المبادرة لاستخدام الماريجوانا للأغراض الطبية مستمرة منذ فترة طويلة، وسيقرر المشرعون بحرية وسيقررون هذا الأمر، إصلاح قانوني أتوقع ذلك".
الكوارث الطبيعية وحرائق الامازون
أكد تقرير للأمم المتحدة، ثاني أكثر المناطق عرضة للكوارث الطبيعية في العالم، ومن الناحية المطلقة، من المحتمل أيضًا أن تكون ثاني أكثر المناطق تضررًا؛ يقول سيرجيو لاكامبرا، المتخصص في إدارة الكوارث الطبيعية في بنك التنمية للبلدان الأمريكية (IDB).
في السنوات العشرين الماضية، عانت المنطقة من أكثر من 350 إعصارًا، بمتوسط 17 إعصارًا سنويًا وأكثر من عشرين إعصارًا من الفئة الخامسة، وهو الأكبر على مقياس "Saffir-Simpson" تأثر أكثر من 34 مليون شخص.
ويعتبر إعصار، أيتا اخر الظواهر الطبيعية التى ضربت الكاريبى وامريكا الوسطى واللاتينية ، والذى اسفر عن 200 قتيل ومتضرر من هذه الفيضانات، فهو منخفض استوائي، تسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات كارثية في أمريكا الوسطى.
وتسبب الإعصار، في انهيارات طينية وتدمير مبان وتشريد الآلاف في أنحاء أمريكا الوسطى، وأعلن قادة هندوراس ونيكاراجوا وجواتيمالا أنهم طلبوا المساعدة من بنك أمريكا الوسطى للتكامل الاقتصادي (CABEI)، فى محاولة منهم لمواجهة أضرار إيتا التي خلفت أكثر من 200 قتيل والاستعداد لعاصفة إيوتا الجديدة التي ستؤثر على سواحلها، التي تتحول أيضًا إلى إعصار، خاصة بعد أن وصلت الخسائر الاقتصادية لايتا 172 مليون دولار.
وارتفعت الحرائق فى منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 101% فى عام 2020، وذلك بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وفى أغسطس فقط ارتفعت الحرائق فى منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 7%، وفقا لبيانات حكومية، متجاوزة نفس الفترة من عام 2019، وتجددت المخاوف بشأن تدمير أكبر غابة فى الكوكب، حيث أنه وصل عدد الحرائق فى الأمازون 6000 حريق.