لن يرحل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن البيت الأبيض فى صمت، ويريد أن يترك بصمته بمجموعة من القرارات العاصفة كان آخرها موجة عفو رئاسى هائلة شملت 26 شخصا بينهم مستشارين سابقين له ووالد صهره جاريد كوشنر، وأعضاء كونجرس سابقين مدانين بجرائم فيدرالية، والأكثر إثارة للغضب مدانين بقتل مدنيين عراقيين.
وأعلن ترامب أمس، الأربعاء، منح العفو الرئاسى لـ26 شخصية يتقدمهم حليفه روجر ستونز ومدير حملته الانتخابية السابق، بول مانافورت بالإضافة إلى تشارلز والد صهره ومستشاره جاريد كوشنر.
كان قد تم محاكمة تشارلز كوشنر والد جاريد، عام 2000 من قبل المدعي العام حينها، كريس كريستي بقضايا تهرب ضريبي والتلاعب بشهادات شهود ومساهمات غير قانونية بحملات انتخابية، واعترف بـ16 تهمة تهرب ضريبى، بحسب ما ذكرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية.
بينما أدين كلا من مانافورت وستونز فى إطار تحقيقات التدخل الروسى التى قادها المحقق الخاص روبرت مولر. وسبق أن قام ترامب بتخفيف عقوبة صديقه وحلفيه ستونز فى وقت سابق هذا العام.
وكان مانافورت، الذى أدين بالاحتيال المالى والتآمر لعرقلة تحقيقات التدخل الروسى، قد حكم عليه بالسحن سبع سنوات، وكان يقضى عقوبته فى المنزل بعد إطلاق سراحه من سجن فيدرالى فى مايو الماضى بسبب جائحة كورونا، بحسب ما ذكرت «بي بي سي».
وعلق مانافورت على تويتر على قرارات ترامب، وقال: «الرئيس، أشكرك أنا وأسرتى بكل تواضع على العفو الرئاسى الذى منحته لى، ولا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى امتناننا الكامل».
وقالت الإذاعة الوطنية الأمريكية، إن عددا من قرارات العفو التى أصدرها الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب قد آثارت حالة من الغضب والصدمة، حيث شملت أربعة من متعاقدى شركة بلاك ووتر الأمنية المدانين بقتل 14 مدنيا عراقيا.
وأوضحت الإذاعة أن كل من نيكولاس سلاتن وبول سلو وإيفان ليبرتى وداستن هيرد قد تمت إدانتهم قبل 6 أعوام لقتلهم 14 مدنيا عراقيا وإصابة 17 آخرين. ووصف شهود كيف نصب الأمريكيون كمينا للمدنيين دون أن يمثلوا خطرا، وأطلقوا النار على ساحة النسور ببغداد بالنيران الثقيلة وقاذفات القنابل.
ووقعت المجزرة فى عام 2007، عندما كان الأربعة يعملون حراسا تابعين لشركة بلاك ووتر الخاصة، فى مهمة فى بغداد. وزعموا أنهم تعرضوا إطلاق نار. لكن الإدعاء قال إنهم هم فتحو النيران أولا. وحكم على سلاتن الذى قال الإدعاء انه هو من بدأ إطلاق النار بالسجن مدى الحياة.
وكان حسن سلمان من بين العراقيين الذين تعرضوا لإطلاق النار خلال هذه المجزرة. وقال للإذاعة الأمريكية إنه أصيب بصدمة من قرارات ترامب بالعفو. وكان سلمان قد قام برحلات إلى الولايات المتحدة للإدلاء بشهادته فى الإجراءات ضد الأربعة. وقال العراقى إنهم يشعرون بالدهشة الآن من إصدار هذا القرار للعفو عن هؤلاء المجرمين القتلى اللصوص، وأضاف أنه لم يتصور أبدا أن يقوم ترامب أو أى سياسى آخر بالتأثير على العدالة الأمريكية.
وشمل العفو أيضا مستشار ترامب السابق جورج بابادولولوس، الذى أدين فى تحقيقات مولر أيضا لكذبه على العملاء الفيدراليين. وإلى جانب هؤلاء، ثلاثة من أعضاء الكونجرس السابقين المدانين فى جرائم فيدرالية، أولهم دونكان هانتر الذى واجه اتهامات فساد عام 2018 أنهت مسيرته السياسية، وحكم عليه بالسجن 11 شهرا بعد اعترافه بسرقة تمويلات انتخابية. وكريس كولنيمز المتهم بمخالفات تجارية وحكم عليه بالسجن عامين وشهرين نفى سجن فيدرالى عام 2018. والنائب الجمهورى السابق ستيفين ستوكمان الذى أدين فى عام 2018 أيضا بإساءة استخدام أموال خيرية.
وإلى جانب العفو عن 26 شخصا، أصدر ترامب قرارات بتخفيف العقوبة عن ثلاثة آخرين. وكان ترامب قد أصدر قرارات بالعفو عم 15 شخصا يوم الثلاثاء الماضى، وعفا أيضا عن مستشاره الأسبق للأمن القومى مايكل فلين فى وقت سابق هذا الشهر.