لماذا تهدد السلالة الجديدة لكورونا الأطفال بالعدوى؟..خبراء الصحة يجيبون
الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 12:56 م
كشفت دراسات بريطانية عن سهولة انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا بين الأطفال لكن هناك خلافا كبيرا حول مدى خطورتها عليهم، وتساويهم مع البالغين. بسبب أن الفيروس الأصلى أقل نشاطا عند الأطفال، ويحتاج الأمر إلى مزيد من البيانات والتحقق لدى العلماء، لمعرفة مدى خطورتها عند الأطفال بما يشكل كابوسا لدى المدارس عقب أعياد الميلاد المجدي واحتفالات الكريسماس.
وقد توصلت الدراسات الأخيرة إلى أنها قادرة على إصابة الأطفال، وأنهم أكثر عرضة للإصابة بهذه السلالة الجديدة أكثر من أى سلالة أخرى، فبعد التوصل للقاحات فعالة قادرة على حماية الأشخاص من الإصابة بفيروس كورونا نجد سلالة جديدة أكثر عدوى تطل على العالم لتبدد أحلام العالم فى إمكانية القضاء على فيروس كورونا.
وكشف موقع Times Now News أنه مع اقتراب نهاية العام الجديد تم الإبلاغ مؤخرًا عن سلالة جديدة متحولة من فيروس كورونا بالمملكة المتحدة، الأمر الذى أثار قلق المهنيين الطبيين والباحثين وعامة الناس، وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن السلالة معدية أكثر من السلالة السابقة، أو يمكن أن تسبب عدوى أكثر فتكًا، فإن الشكوك حول طرق العلاج الحالية واللقاحات التى تعمل على الوقاية من السلالة الجديدة من الفيروس لاتزال فى أذهان الناس في جميع أنحاء العالم .
وقال الموقع إنه على الرغم من وجود أوجه تشابه واختلاف فى السلالة الجديدة للفيروس والقديمة، إلا أن إحدى النتائج تبرز أنه قد يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمتغير فيروس كورونا المتحور أكثر من أى سلالات سابقة.
ووفقًا لمصادر حكومية بالمملكة المتحدة البريطانية يتعرض الأطفال لخطر الإصابة بالسلالة المتحورة الجديدة من فيروس كورونا الجديد، أكثر من أى سلالات أخرى سابقة، حسبما أكد البروفيسور نيل فيرجسون، عالم الأوبئة فى إمبريال كوليدج لندن.
ويعتقد الباحثون أن سلالة الفيروس الجديدة أكثر عدوى بنسبة تتراوح بين 50 و70%، لكنهم لا يعتقدون أنها أكثر فتكًا أو تسبب أى مرض أكثر خطورة لدى البالغين أو الأطفال.
وأكد البروفيسور فيرجسون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث والأدلة لإثبات النظرية، مشيرا إلى أن عدد حالات المتغير الجديد لدى الأطفال دون سن 15 عامًا أعلى بكثير من الناحية الإحصائية.
وأشار الموقع إلى أنه تم العثور على السلالة الجديدة فى الغالب فى جنوب شرق إنجلترا فى كنت ولندن.
ولم يبلغ حتى الآن عن إصابة عدد كبير من الأطفال بفيروس كورونا القديم، ويُعتقد أن هذا يرجع إلى انخفاض كمية مستقبلاتACE2 الموجودة في خلاياهم، وواجه الفيروس السابق صعوبة أكبر في الارتباط بـ ACE2 والدخول إلى الخلايا، وبالتالى فإن البالغين، الذين لديهم كميات وفيرة من ACE2 في أنوفهم وحلقهم، كانوا أهدافًا سهلة وكان من الصعب إصابة الأطفال، وأوضح أحد الخبراء أن الفيروس الأحدث يكون أسهل فى القيام بذلك، وبالتالى فإن الأطفال عرضة للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين، موضحا أنه نظرًا لأنماط الاختلاط الخاصة بهم، تتوقع أن ترى المزيد من الأطفال يصابون به، وأضافت: "ليس لأن الفيروس يستهدف الأطفال على وجه التحديد، لكنه الآن أقل تثبيطًا".
من جهة أخرى قالت البروفيسورة ويندي باركلي، التي تعمل في كلية إمبريال كوليدج لندن، وعضوة المجموعة الاستشارية الخاصة بالتهديدات الجديدة والناشئة عن فيروسات الجهاز التنفسي (نيرفتاغ) إن الطفرات في الفيروس تضع الأطفال في "وضع متكافئ أكثر" مع البالغين لأن الفيروس "أقل نشاطا" عند الأطفال.
وأضافت البروفيسورة باركلي: "لذلك فإن الأطفال معرضون بنفس القدر، ربما، للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين، ونظرا لأنماط الاختلاط الخاصة بهم، نتوقع أن نرى المزيد من الأطفال يصابون".
وأعطى التحليل المبكر لكيفية انتشارها وأماكنها "إشارات إلى أن لديها ميلا أعلى إلى إصابة الأطفال"، وفقا للبروفيسور نيل فيرجسون، من مركز ام آر سي لتحليل الأمراض المعدية في العالم، ويرأس مجموعة (نيرفتاغ) وأكد أن الارتباط لا يزال قيد التحقيق ولم يثبت بعد.
وأضاف: "إذا كان هذا صحيحا، فقد يفسر ذلك النسبة الكبيرة، ربما غالبية حالات زيادة انتقالها الملحوظة".
وقال نيك لومان أستاذ علم الجينوم الميكروبي والمعلومات الحيوية في جامعة برمنجهام، في إحاطة من مركز ساينس ميديا فى 15 ديسمبر أن المتغير تم اكتشافه لأول مرة فى أواخر سبتمبر ويمثل الآن 20% من الفيروسات المتسلسلة فى نورفولك، 10% فى إسيكس، و 3 % في سوفولك.
وأشار إلى أنه لا توجد بيانات تشير إلى أنه تم استيراده من الخارج، لذلك من المحتمل أن يكون قد تطور فى المملكة المتحدة".
أوضح لومان: "يرتبط هذا المتغير ارتباطًا وثيقًا بالمكان الذي نشهد فيه معدلات متزايدة من فيروس كورونا لكن هناك ارتفاعا كبيرا في الإصابات بهذه الطفرة، وهذا هو سبب قلقنا ويحتاج الى متابعة وتحقيقات عاجلة".
وأكد باتريك فالانس كبير المستشارين العلميين، يتركز الشكل الجديد للفيروس فى جنوب شرق وشرق إنجلترا، لكنه انتشر فى جميع أنحاء المملكة المتحدة.
والتقى الوزراء والمسعفون مساء الثلاثاء بعد اكتشاف السلالة الجديدة فى أجزاء من الجنوب الغربى وميدلاندز والشمال، وهى مناطق تقع جميعها حاليًا في المستوى 2 أو 3.
وأوضحت صحيفة The Sun أن ملايين البريطانيين يجب أن يستعدوا لقيود أشد، مضيفا أن السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال، وعلينا أن نتأكد تمامًا من أن لدينا المستوى الصحيح من القيود المفروضة، مؤكدا أنه من المحتمل بالتالى أن الإجراءات ستحتاج إلى زيادة في بعض الأماكن، وليس تقليلها، وقد يتم الإعلان عن المناطق التى تواجه حملة قمع فى أقرب وقت مع بدء الإجراءات فورًا بعد عيد الميلاد، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من أن السلالة الجديدة أصبحت الآن "في كل مكان" في إنجلترا.
وقالت صحيفة The Sun إن اجتماع "القيادة" لرؤساء ووزراء الصحة العامة مساء الثلاثاء كان لتوسيع إجراءات الإغلاق الأكثر صرامة خارج لندن والجنوب الشرقي.
وقالت مصادر صحية إنه لن يؤثر على إنجلترا بأكملها "لكن هناك العديد من المناطق التي تحتاج إلى إجراءات أكثر صرامة وتشهد أعدادًا هائلة من الحالات، حيث يوجد بالفعل ثلث البلد في المستوى 4 أعلى مستوى جديد من قيود الإغلاق.
وجاء تحذير وزير الصحة مات هانكوك من أن السلالة الجديدة "خارجة عن السيطرة"، فى حين أشار إلى أن هناك حاجة إلى قيود أكثر صرامة لإدارتها حتى الربيع، انغمس نحو 18 مليون شخص فى لندن والجنوب الشرقى فى المستوى 4 صباح الأحد، بناءً على أوامر "البقاء فى المنزل" من قبل رئيس الوزراء حتى خلال عيد الميلاد.
لكن يبدو أن عدة أجزاء أخرى من البلاد معرضة للخطر مع ارتفاع معدلات الإصابة، فقد سجلت بيرنلى، فى لانكشاير، أعلى معدل إصابة بالمستوى 3، حيث بلغ 438 حالة لكل 100 ألف فى الأسبوع المنتهى فى 17 ديسمبر.
وأضافت الصحيفة أنه من بين المناطق المعرضة للخطر أيضًا ستوك أون ترينت وإيست ستافوردشاير، وكل منهما بها أكثر من 300 حالة لكل 100 ألف، وفقًا لتحليل بيانات الصحة العامة في إنجلترا، وبالمقارنة، أبلغت مناطق المستوى 4 عن حالات أقل من 202 لكل 100 ألف في تشيلتيرن و 232 في شمال هيرتفوردشاير و 248 في ويلوين هاتفيلد و 255 في وادي مول.
معدلات العدوى هي مجرد مقياس واحد تنظر فيه الحكومة لقياس المستوى، ينظرون أيضًا إلى قدرة هيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS وكيف تغيرت الحالات.
وقد ذكر موقع ميل أون لاين MailOnlineأن كراولي في ساسكس، في المستوى 2، شهد ارتفاعًا في الحالات بمقدار 5 أضعاف تقريبًا منذ بداية ديسمبر، وقد سجلت كمبريا شمال غرب إنجلترا زيادة مماثلة بالأمس، كشف رؤساء الصحة العامة عن نقطة ساخنة لسلالة فيروس كورونا الجديد في كمبريا "قيد التحقيق".
وقال التقرير إن الطفرات تنشأ بشكل طبيعي مع تكاثر الفيروس، ولقد نشأت بالفعل عدة آلاف من الطفرات، لكن من المرجح أن تكون أقلية صغيرة جدًا مهمة وأن تغير الفيروس بطريقة ملحوظة. تقول COG-UK أن هناك حاليًا حوالي 4000 طفرة في بروتين سبايك.
وأضافت الصحيفة أنه تمت تسمية السلالة الجديدة VUI-202012/01 أول "متغير قيد التحقيق" فى ديسمبر 2020 ويتم تحديدها من خلال مجموعة من 17 تغييرًا أو طفرة، واحدة من أهمها طفرة N501Y في بروتين سبايك الذي يستخدمه الفيروس لربط مستقبل ACE2 البشري، وقال التقرير إن التغييرات في هذا الجزء من بروتين سبايك قد تؤدي، من الناحية النظرية، إلى أن يصبح الفيروس أكثر عدوى وينتشر بسهولة بين الناس، حيث إن مختبر الصحة العامة في إنجلترا في بورتون داون يعمل حاليًا على إيجاد أي دليل على أن البديل الجديد يزيد أو يقلل من شدة المرض.
وقالت سوزان هوبكنز، المستشارة الطبية بهيئة الخدمات الصحية البريطانية، لا يوجد دليل حاليًا على أن هذه السلالة تسبب مرضًا أكثر خطورة، على الرغم من اكتشافها فى منطقة جغرافية واسعة، حيث توجد حالات متزايدة يتم اكتشافها، ومع ذلك، فإن اللقاحات تنتج أجسامًا مضادة ضد مناطق عديدة في بروتين سبايك، لذلك من غير المحتمل أن يؤدي تغيير واحد إلى جعل اللقاح أقل فعالية. بمرور الوقت، مع حدوث المزيد من الطفرات، قد يحتاج اللقاح إلى التغيير، يحدث هذا مع الأنفلونزا الموسمية، والتي تتحور كل عام، ويتم تعديل اللقاح وفقًا لذلك.
وأضافت أن فيروس كورونا لا يتحور بسرعة مثل فيروس الإنفلونزا، واللقاحات التى أثبتت فاعليتها حتى الآن في التجارب هي أنواع يمكن تعديلها بسهولة إذا لزم الأمر.
قلق كبير يسود العالم بعد انتشار سلالة كورونا الجديدة فى بريطانيا، والتى تتميز بسرعة انتشارها بشكل كبير ما دعا لعدد من الدول بفرض قيود السفر إلى بريطانيا لمنع انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا، وتبحث منظمة الصحة العالمية عن قرب تطورات السلالة الجديدة التى تضرب بريطانيا لمعرفة المزيد عنها.