بعد انتهاء العملية الانتخابية لمجلس النواب المقبل 2020، وبنظرة ثاقبة في تركيبة المجلس نجد أن هناك تعددية حزبية، وتشاركية من مختلف الأحزاب والفئات المختلفة التي تعبر جميعها عن الشعب المصرى، فجميع الأحزاب ممثلة تحت القبة، والمستقلين أيضا، مما يؤكد أننا أمام مشهد ديمقراطي نيابي لم نشهده من قبل، وفى هذا الإطار، قال عبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، إن برلمان 2020 يضم جميع الأطياف السياسية الممثلة للشعب المصرى، وهناك تعددية حزبية، حيث يشارك عدد من الأحزاب 13 حزبا وتنسيقية شباب الأحزاب، وهذا يؤكد أننا أمام مشهد سياسي جديد يمثل الأمة المصرية بأكملها، ولم يتم إقصاء أحد، وأصبح لدينا مناخ سياسي جديد نأمل أن يكون معبرا عن الأمة المصرية وتمثيل شرائحها المختلفة تحت القبة.
ولفت القصبى، إلى أن تركيبة مجلس النواب المقبل، تؤكد عدم سيطرة الحزب الواحد على المشهد النيابى، حيث فعلى سبيل المثال كان الحضور السياسى فى برلمان 2010 لا يتجاوز 6 أحزاب، ومع تداعيات ثورة يناير وما أفرزته من نشاط فى الشارع تحرك العدد فى 2012. نظريا شهد المجلس حضور 26 حزبا، لكن انحصر الأمر عمليا فى 18 فقط، بالنظر إلى توزيع الاخوان والتيار الدينى لقوتهم على عدد أكبر من الأحزاب، فبرز "الحرية والعدالة" و"النور" بنحو 66% من عدد المقاعد، إضافة إلى 8% لأحزاب التيار نفسه مثل: الإصالة، والبناء والتنمية، والحضارة، والوسط والاتحاد والإصلاح، لتكون الصورة النهائية 18 حزبا و74% لتيار الإسلام السياسى.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن المشهد تطور فى 2015 نحو مزيد من التنوع، لكن بقدر من البروز لقوة على حساب بقية القوى، إذ حاز ائتلاف دعم مصر نحو 56% من المقاعد، وهو ما تغير فى الانتخابات الأخيرة بتراجع حصة القوة الأكبر تحت القبة لـ52.8% تقريبا، من المرتقب أن تقل بعد التعيينات الرئاسية بنسبة قد تصل إلى 5% تمثل إجمالي المعينين، بالنظر إلى الفلسفة الرئاسية المتحققة فى تعيينات 2015 ثم مجلس الشيوخ الأخير، بمراعاة التنوع وتمكين المرأة والشباب وتمثيل الكفاءات والتكنوقراط.
وفى ذات الصدد، قال النائب محمد الحسينى، أن برلمان 2020 انتصر للتعددية الحزبية بشكل غير مسبوق، ضم جميع الأحزاب الممثلة لفئات الشعب المصرى، كما انه يختلف تماما عن المجالس النيابية السابقة، إذ أن الأغلبية البرلمانية فيه تعتبر توافقية وليس الحال كما كان الوضع في برلمان 2012 الذي كانت الغالبية فيه للتيار الإسلامي.
ولفت الحسينى، إلى أنه من ضمن مكاسب برلمان 2020 حصول المرأة على مقاعد بنسب تفوق النسب التي في الدستور، مشيرا إلى أن الدستور أقر نسبة 25% للمرأة فى البرلمان وأن نسبتهم فى برلمان 2020 وصلت 26%، وهو ما يضع عليها مسئولية سياسية نحو الوطن.
وفى سياق متصل، قال النائب معتز محمود، إن برلمان 2020 يختلف عن سالف البرلمانات السابقة، فعلى سبيل المثال برلمان 2012 في عهد جماعة الإخوان الإرهابية، كان مجلسا عشوائيا، وجماعة الإخوان شكلته وفقا لمصالحها الخاصة الضيقة، ولذلك أنتج ممارسات تشريعية ضعيفة للغاية، أما المجلس الجديد فهو يعمل وفق قوى سياسية تضم جميع أطياف المجتمع المصرى.
وأشاد عضو مجلس النواب، بنسبة الشباب والمرأة وتمثيلها في البرلمان الجديد، مؤكدا أن الدولة عازمة على مزيد من تمكين الشباب على الأرض، وذلك في مختلف الهيئات والمؤسسات، بالإضافة لتمكين المرأة أيضا، متابعا:" المرأة في مصر تعيش الآن أزهى عصورها فى ظل وجود قيادة سياسية تهتم اهتمام كبير بقضاياها، وتضع تمكينها في الأولويات".