الجامعة العربية: مستعدون لدعم لبنان.. وميشال عون: تشكيل الحكومة يواجه صعوبات
الخميس، 17 ديسمبر 2020 11:00 م
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، حمل رسالة فى زيارته الاستثنائية إلى لبنان، كان فيها "جامعة الدول العربية على استعداد للوقوف قلبا وقالبا بجانب لبنان وشعبه"، وذلك خلال زيارته التي عقد فيها لقاءات مُوسعة مع المسئولين البارزين فى بيروت، حول الملفات الملحة على الساحة السياسية بالداخل اللبناني.
السفير زكى نقل إلى الرئيس ميشال عون تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومتابعته القريبة للأحداث فى لبنان والاستعداد لأى دور يمكن أن تقوم به الجامعة لمساعدة لبنان على تجاوز ظروفه القاسية. وحضر اللقاء رئيس المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية السفير عبد الرحمن الصلح ونائب رئيس المركز الدكتور يوسف السبعاوي، وعن الجانب اللبناني حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا وأسامة خشاب.
وصرح السفير حسام زكى للصحفيين عقب اللقاء: "تشرفت اليوم بمقابلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. إنى اليوم هنا بناء على تكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية للتعرف من القيادات اللبنانية والرؤساء على الوضع السياسى فى البلد ومسألة تشكيل الحكومة والصعوبات التى يواجهها لبنان فى هذا الصدد".
وتابع: "يبدو لنا من الخارج أن فى الوضع تعقيدات، فرغبنا أن نفهم ماذا يجرى وإذا كان هناك من مجال لكى تساعد الجامعة العربية، فعرضنا مساعينا الحميدة فى هذا الإطار. نأمل أن ترى الحكومة النور فى أقرب فرصة ونريد أن نساعد لبنان في الخروج من أزمته الحالية".
وقال: "الأزمة مركبة، وفيها أوجه اقتصادية ومالية وأيضا سياسية وغير ذلك. والأمل فى أن يحصل شيء من أشكال التوافق على الخروج من الأزمة، ومن الواضح أن هناك عقبات فى هذا الأطار، نأمل من خلال هذه الاتصالات وتنشيطها أن نرى كيف يمكن للبنان أن يخرج من هذا الوضع، لأنه من الواضح أن الشعب اللبنانى يعانى ويرزح تحت ضغوط حياتية ومعيشية ومالية كثيرة، وبالتالى فإن العمل بالشكل الروتيني التقليدي يمكن أن ينحّى جانبا لمصلحة عمل يتسم بالاستثنائية ويراعي الوضع الخاص حاليا في البلد ".
وأشار زكى إلى أن "الهدف كان التعرف على الوضع والاستماع إلى تقييم للموقف ككل، وإن شاء الله نستطيع أن نساعد حتى يخرج لبنان من هذه الأزمة."
وأكد زكى أنه لم يأت بمبادرة، لكن الجامعة العربية وكما نقول دائما عندما تواكب لبنان في كل محطاته، فهي تواكبه ليس بالضرورة بالالتصاق والمتابعة اليومية من خلال القدوم وإرسال الموفدين والمبعوثين إليه، إلا أن هناك عملا لمتابعة كل ما يجرى فى هذا البلد، لأننا نستشعر بأن هناك مسؤولية تجاهه. لكن هناك مسؤوليات وأحداث تقع على أكتاف المسؤولين والسياسيين في لبنان الذين يتعين عليهم حلها بأنفسهم. أن الجامعة العربية فى كل الأحوال لن يكون دورها بديلا عن أى طرف لبنانى لكنها ستكون طرفا مساعدا إذا كان اللبنانيون راغبين فى ذلك ومهتمين بأن يكون هناك دور عربي لمساعدتهم ونحن جاهزون لذلك.
وعن سؤاله حول الحصار الاقتصادى للبنان أجاب السفير حسام زكى، قائلا: "لست متأكدا من أن استخدام مصطلح الحصار الاقتصادي والسياسي هو توصيف يعكس الوضع. احترم هذا القول، لكن مرة أخرى، عندما يتفق السياسيون اللبنانيون على مخرج من هذه الازمة فلربما يشكل الأمر إشارة واضحة للخارج، العربي أو الأجنبى على أن هناك الجدية اللازمة والمطلوبة للخروج من الأزمة، ما يسمح له بالتعاطي الجاد مع الوضع في لبنان، الآن عندما ينظر المراقب من الخارج يرى أن هناك تعاملا يشبه التعامل العادي مع أي وضع عادي لتشكيل حكومة على سبيل المثال، وكأن البلد لا يمر بازمات حقيقية تهدد كيان الدولة ذاتها، كما نسمع من جميع السياسيين.
وأضاف زكى أن هناك ضرورة لكى يعمل اللبنانيون أنفسهم، أى القيادات اللبنانية والتى عليها كل المسؤولية، من أجل إخراج البلد من هذه المنطقة الصعبة والدقيقة التى يوجد فيها راهنا، وعندما يخرج سياسيا منها بتشكيل الحكومة المفترض، فإننا نتمنى أن يفتح ذلك الطريق أمام كل من يريد ولديه نية مخلصة لمساعدة لبنان إن كان عربيا أو أجنبيا.
عون: تشكيل الحكومة يواجه صعوبات
ومن جانبه، أبلغ رئيس لبنان العماد ميشال عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، إن لبنان يتطلع إلى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعاني منها، اقتصاديا واجتماعيا، بعد سلسلة الاحداث التى وقعت خلال الأعوام الماضية، ولاسيما منها تدفق النازحين السوريين إلى لبنان الذى بات عددهم يفوق المليون ونصف المليون نسمة.
ولفت الرئيس عون إلى أن الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة، ولاسيما منها الخسائر الاقتصادية التى تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ العام 2011 وحتى العام الماضي فاقت الـ54 مليار دولار، وفقا لتقارير صندوق النقد الدولى.
وشدد الرئيس عون على مسؤولية الدول العربية في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، لأنه تحمل الكثير في سبيل القضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين.
وجدد الرئيس عون التأكيد على أن الحكومة المقبلة سوف تعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان والمؤسسات والإدارات العامة كافة في خطوة أساسية لمكافحة الفساد، ومنع تكرار الأخطاء التي وقعت في البلاد لسنوات خلت.
وأشار الرئيس عون إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة يواجه بعض الصعوبات التي يمكن تذليلها إذا ما اعتمدت معايير واحدة في التشكيل كي تتمكن الحكومة من مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها نتيجة الأوضاع في البلاد، وتؤمن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.