20 رسالة حاسمة من الرئيس السيسى خلال 72 ساعة في باريس.. خطورة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان
الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 03:17 م
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس عددا من الرسائل الهامة والحاسمة التي أبرزتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وذلك لما تحمله هذه الرسائل من رد على شواغل دول العالم من عدة القضايا ، أبرزها مكافحة الإرهاب والممارسات غير المشروعة لتنظيمات تروج لأفكار أيديولوجية خطيرة.
وكشف الرئيس السيسي خلال زيارته لفرنسا خطورة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها الإخوان، مؤكدا أن وضع الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية في مصر والمنطقة ليس من فراغ، موضحا أن القاهرة وباريس تدركان خطورة الإخوان على المجتمعات الأوروبية.
وأشار السيسى إلى أن مصر دفعت ثمنا باهظا لمواجهة الإرهاب ومحاسبة الدول الممولة للإرهابيين، مشددا على ضرورة منع نشر الدعوات إلى العنف والكراهية، مؤكدا على ضرورة العمل المشترك لتشجيع نشر قيم التسامح والاعتدال وضرورة التمييز الكامل بين الإسلام كديانة سماوية عظيمة وبين ممارسات المتطرفين.
وتطرق السيسي خلال حوار مع لوفيجارو الفرنسية إلى خطورة الجماعات الإرهابية ومقدمتها الإخوان، مشيراً إلى أن باريس باتت تدرك خطورة التنظيم علي المجتمعات الأوروبية، وليس دول وبلدان الشرق الأوسط، كما تحدث عن ملف سد النهضة، وملف حقوق الإنسان والصورة المغلوطة التي تصدرها القنوات المعادية للدولة المصرية للغرب فى هذا الشأن، وغير ذلك من الملفات والقضايا الشائكة.
وقال الرئيس إن مصر وفرنسا تواجهان الإرهاب، وتحاربان فى عدة جبهات، مشيراً إلى أن البرلمان الفرنسى يبحث حالياً مشروع قانون يضمن احترام المبادئ الجمهورية، في إشارة إلى الميثاق الذى تعتزم الدولة الفرنسية إقراره لوضع بنود واضحة تحدد الجهات التى تعتمد الأئمة ومن يمثلون الدين الإسلامي داخل فرنسا، لقطع الطريق أمام دعاة الفكر المتطرف.
وأشار إلى أنه "ليس من فراغ وضع الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية في مصر أو في العديد من بلدان المنطقة الأخرى، فتغلغل عملهم في المنظمات الخيرية والمنظمات الإرهابية المسلحة التي يسيطرون عليها وتدخلهم في الدوائر السياسية المؤسساتية، يمثل تهديدا وجودياً للدول، وهم يختبئون وراء الدين لتبرير شمولية رؤيتهم".
وأضاف الرئيس أن "مصر، مثل فرنسا، دفعت ثمنا باهظا للإرهاب، وعندنا كان المواطنون المسلمون والاقباط والقوات المسلحة والشرطة ورجال القضاء، ضحية لأعمال الإرهاب الوحشي. ونحن لم نتوقف عن التحذير من هذه الإيدولوجية المميتة التي لا تعرف حدود. ودعونا إلى تنسيق دولي لمكافحة الإرهاب"، وشدد الرئيس على ضرورة معاقبة الدول التي تمول وتسلح هذه المنظمات الارهابية، انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة.
وحول دعوته للفصل بين الدين والسياسة، قال الرئيس السيسي إن "كل فرد حر في أن يؤمن أو لا يؤمن، ولا إكراه في الدين. لكن هل يمكن أن نسخر من كل شيء دون أن ندرك أن ذلك يمكن أن يراه آخرون على أنه دليل ازدراء؟ إن ذم صورة الأنبياء يعود إلى الاستهانة بتمسك مليارات البشر بقيم ومباديء الرموز الدينية. والكثير من الرجال والنساء يمكن أن يتألموا بسبب تعبير يمثل اعتداء على معتقداتهم العميقة. يتعين اتخاذ ذلك في الحسبان من منطلق الإحساس بالمسؤولية واحترام الاخر".
وأضاف الرئيس السيسي: إنه في عالم بلا انترنت ولا شبكات اجتماعية مثل القرن الماضي، كان عدد قليل جدا من الناس سيعلم بالرسوم المسيئة لرسول الإسلام، أما في ظل العولمة، فالوضع مختلف. وللأسف، استغل البعض هذه الرسوم للتلاعب بالشعور المشروع في تمسك المتدينين بقيمهم الدينية. وجرى تنظيم حملات تشويه تهدف إلى إزكاء الكراهية والتحريض على الفرقة بين الشعوب، على المنصات الرقمية ضد فرنسا".
وتابع الرئيس: نحن في مصر، نعاني كل يوم من حملات التشويه التي تهدف إلى نشر الشك والفرقة في صفوف الشعب المصري. وهناك ما لا يقل عن 6 قنوات فضائية تديرها وتمولها دول أجنبية، تستهدف شعبنا. ومن المؤسف أن هذه القنوات التي تنشر الإيدولوجية الظلامية، تبث عبر الأقمار الصناعية الأوروبية. وقد أكدنا - أنا والرئيس ماكرون - مجددا عزما على منع نشر الدعوات إلى العنف والكراهية والإرهاب".
وفيما يتعلق بأثيوبيا، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مياه النيل أمر حيوي بالنسبة لمصر والخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة يمتد طويلا. فالسد يمثل لإثيوبيا مصدرا للتنمية المشروعة، إلا أن ملء السد بشكل أحادي بمخالفة مبادئ وقواعد القانون الدولي، يهدد إمدادات المياه لـ 100 مليون من المصريين.
وأضاف الرئيس السيسي : نحن نظل متمسكين بالحل القانوني العادل وبالتوصل إلى اتفاق ملزم لجميع الأطراف؛ يحدد طرف ملء واستغلال السد ويحمي مصالح مصر واثيوبيا والسودان، أي يحفظ حقوقنا في المياه. وبعد عشر سنوات من المفاوضات، حان الوقت لإتمام والتوقيع على هذا الاتفاق".
وعن العلاقات العسكرية بين القاهرة وباريس، قال الرئيس إن التعاون العسكري والأمني مع فرنسا يتجاوز الإطار المحدود للتبادل التجاري أو شراء المعدات. وعلاقاتنا تتطور في إطار من الشراكة الاستراتيجية التي تشمل مختلف الأوجه ذات الصلة بعلاقات الدفاع.. ومصر وفرنسا تحاربان معا على عدة جبهات. ومع ذلك فإننا ننوع مصادر التسلح من أجل امتلاك معدات مناسبة قادرة على ضمان أفضل دفاع عن مصر.
وتابع: نقدر بصورة خاصة التكنولوجيا الفرنسية.. وتذكرون أن مصر كانت أول دولة تختار الطائرات "الرافال"؛ مما فتح الطريق أمام شرائها من قبل العديد من الدول الأخرى.
وفيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، قال الرئيس السيسي إن مصر - دائما - ما دافعت وتواصل العمل من أجل التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار إلى أن مصر ساندت جميع الجهود الدولية، "ونعول على دعم الإدارة الامريكية الجديدة وأوروبا، خاصة فرنسا، من أجل التوصل - دون أي تأخير - إلى حل إقامة الدولتين على حدود عام 1967، وعلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، أما غياب الحل العادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ فإنه يظل المصدر الأساسي لانعدام الاستقرار في الشرق الاوسط.
وبالنسبة لعمل المنظمات الأهلية في مصر وادعاءات وجود 60 ألف معتقل رأي في مصر، قال الرئيس السيسي إنه لا يعرف من أين جاء هذا الرقم. وقد عمل الناس مؤخرا قصة من القبض على 3 من أعضاء منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. والمشكلة تكمن في إنهم سجلوا أنفسهم كشركة تجارية انتهاكا لقانون 2019 المنظمة لأنشطة الجمعيات التي لا تهدف الى الربح.
وأضاف الرئيس : "هناك في مصر أكثر من 55 ألف منظمة أهلية. يعمل بعضها على دعم النظام المصري لحماية حقوق الإنسان. ونسعى لإقرار التوازن اللازم بين حقوق وواجبات المواطن من ناحية، والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى.
وأوضح أن صلابة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ منذ عام 2014 أتاح الحفاظ على التوازن بين استمرار الإصلاحات وامتصاص القيود التي فرضتها الأزمة الصحية. وحققنا معدل نمو تجاوز 3.6 % خلال عام 2020 . وقد خصصت الحكومة المصرية مبالغ كبيرة لتطوير قطاعي الصحة والتعليم، مع ضخ قرابة 6 مليارات يورو للاستجابة للاحتياجات الملحة للقطاعات الاساسية مثل السياحة ودعم الاسر والعاملين الاكثر تضررا.
كان الرئيس السيسى قد كشف خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى مع الرئيس إيمانويل ماكرون أن المحادثات المصرية الفرنسية أكدت على ضرورة العمل المشترك لتشجيع نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش المشترك بين الأديان والحضارات والشعوب، ومحاربة ظواهر التطرف والإرهاب وكراهية الآخر والعنصرية، بما يساهم في تعزيز الحوار بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة.
كما أكد الرئيس أن المباحثات ركزت على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين، وعدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة، وأهمية التمييز الكامل بين الإسلام كديانة سماوية عظيمة وبين ممارسات بعض العناصر المتطرفة التي تنتسب اسماً للإسلام وتسعى لاستغلاله لتبرير جرائمها الإرهابية.
وأكد الرئيس السيسى أن مشاوراته في فرنسا تناولت صياغة آلية جماعية دولية للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، بمشاركة المؤسسات الدينية من جميع الأطراف بهدف نشر قيم السلام الإنساني وترسيخ أسس التسامح وفكر التعايش السلمي بين الشعوب جميعاً، وحواراً معمقاً حول موضوعات حقوق الإنسان والعنصرية والإسلاموفوبيا، وذلك في ضوء ما تشهده القارة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط من تحديات متصاعدة واضطرابات ونزاعات مسلحة، بما يضع على عاتقنا مسئولية كبيرة للموازنة بين حفظ الأمن والاستقرار الداخلي من جهة وبين الحفاظ على قيم حقوق الإنسان بمفهومها الشامل من جهة ثانية.
واستعرض الرئيس السيسى الجهود المصرية الرامية لمزيد من تعزيز حقوق الإنسان لكافة المواطنين دون تمييز عبر ترسيخ مفهوم المواطنة وتجديد الخطاب الديني وتطبيق حكم القانون على الجميع دون استثناء، بالإضافة إلى تحديث البنية التشريعية، خاصةً إقرار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لتسهيل عمل منظمات المجتمع المدني وتعزيز قدراتها التنظيمية والمالية، فضلاً عن إطلاق أول استراتيجية وطنية شاملة لحقوق الإنسان التي يجري إعدادها بمشاركة أطياف المجتمع المدني.
واتفق الرئيسان السيسى وماكرون على أهمية تصدي المجتمع الدولي للسياسات العدوانية والاستفزازية التي تنتهجها قوى إقليمية لا تحترم مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار وتدعم المنظمات الإرهابية وتعمل على تأجيج الصراعات في المنطقة، وضرورة استمرار المساعي النشطة لتسوية النزاعات الإقليمية بصورة سلمية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، وتوافقنا على أهمية تهيئة المناخ الملائم لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يتفق مع المرجعيات المتفق عليها ومبدأ حل الدولتين بما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
شدد الرئيسان أن الحل السياسي الشامل في ليبيا الذي يعالج كافة جوانب الأزمة هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على وحدته الإقليمية، وأكدا على ضرورة تفكيك الميليشيات المسلحة وخروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة العسكرية "5 + 5"، وتناول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة والمساعي المصرية الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن للملء والتشغيل يراعي مصالح مصر والسودان وإثيوبيا.