رسائل حاسمة للرئيس السيسي خلال حديثه لصحيفة لوفيجارو.. تغيير موقف باريس من الإخوان.. ودول أجنبية تمول قنوات فضائية وتديرها لنشر الفرقة بين المصريين
الأربعاء، 09 ديسمبر 2020 11:34 ص
أجرت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية، اليوم الأربعاء، حوارا خاصا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ختام زيارته الدولية التي يقوم بها لفرنسا، أكد خلاله على أن مصر وفرنسا تواجهان الإرهاب، وتحاربان معا على عدة جبهات، وأن البرلمان الفرنسي يبحث حاليا مشروع قانون يضمن احترام المبادئ الجمهورية، مشيرا إلى أنه يبو له تغيير الموقف الفرنسي، خاصة بعد أن أصبحت باريس، تقيس بصورة أوضح الآن مدى الخطر الذى تمثله جماعة الإخوان الإرهابية، على المجتمع والمواطنين في أوروبا.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حواره مع الصحيفة الفرنسية: "ليس من فراغ وضع الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية فى مصر، أو في العديد من بلدان المنطقة الأخرى، فتغلغل عملهم في المنظمات الخيرية والمنظمات الإرهابية المسلحة التي يسيطرون عليها وتدخلهم في الدوائر السياسية المؤسساتية، يمثل تهديدا وجودياً للدول، وهم يختبئون وراء الدين لتبرير شمولية رؤيتهم"، موضحا أن مصر، مثل فرنسا، دفعت ثمنا باهظا للإرهاب، وأنه لدينا المواطنون المسلمون والأقباط والقوات المسلحة والشرطة ورجال القضاء، ضحية لأعمال الإرهاب الوحشي، وأننا لم نتوقف عن التحذير من هذه الإيدولوجية المميتة التي لا تعرف حدود، وأننا دعونا إلى تنسيق دولي لمكافحة الإرهاب، مشددا على ضرورة معاقبة الدول التي تمول وتسلح هذه المنظمات الارهابية، انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة.
وحول دعوته للفصل بين الدين والسياسة، قال الرئيس السيسي: "إن كل فرد حر في أن يؤمن أو لا يؤمن، ولا إكراه في الدين، لكن هل يمكن أن نسخر من كل شيء دون أن ندرك أن ذلك يمكن أن يراه آخرون على أنه دليل ازدراء؟ إن ذم صورة الأنبياء يعود إلى الاستهانة بتمسك مليارات البشر بقيم ومباديء الرموز الدينية، والكثير من الرجال والنساء يمكن أن يتألموا بسبب تعبير يمثل اعتداء على معتقداتهم العميقة، يتعين اتخاذ ذلك في الحسبان من منطلق الإحساس بالمسؤولية واحترام الاخر".
وأضاف الرئيس السيسي: إنه في عالم بلا انترنت ولا شبكات اجتماعية مثل القرن الماضي، كان عدد قليل جدا من الناس سيعلم بالرسوم المسيئة لرسول الإسلام، أما في ظل العولمة، فالوضع مختلف، وللاسف، استغل البعض هذه الرسوم للتلاعب بالشعور المشروع في تمسك المتدينين بقيمهم الدينية، وجرى تنظيم حملات تشويه تهدف إلى إزكاء الكراهية والتحريض على الفرقة بين الشعوب، على المنصات الرقمية ضد فرنسا"، تابع: بأننا في مصر، نعانى كل يوم من حملات التشويه التي تهدف إلى نشر الشك والفرقة في صفوف الشعب المصري، وهناك ما لا يقل عن 6 قنوات فضائية تديرها وتمولها دول أجنبية، تستهدف شعبنا، ومن المؤسف أن هذه القنوات التي تنشر الإيدولوجية الظلامية، تبث عبر الأقمار الصناعية الأوروبية، وقد أكدنا أنا والرئيس ماكرون، مجددا عزما على منع نشر الدعوات إلى العنف والكراهية والإرهاب".
وفيما يتعلق بأثيوبيا، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "إن مياه النيل أمر حيوى بالنسبة لمصر، والخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة يمتد طويلا، فالسد يمثل لإثيوبيا مصدرا للتنمية المشروعة، إلى أن ملء السد بشكل أحادي بمخالفة مبادئ وقواعد القانون الدولي، يهدد إمدادات المياه لـ 100 مليون من المصريين، وأننا سنظل متمسكين بالحل القانوني العادل وبالتوصل إلى اتفاق ملزم لجميع الأطراف؛ يحدد طرف ملء واستغلال السد ويحمي مصالح مصر واثيوبيا والسودان، أي يحفظ حقوقنا في المياه. وبعد عشر سنوات من المفاوضات، حان الوقت لإتمام والتوقيع على هذا الاتفاق".
على الجانب الأخر، عن مسألة التعاون العسكري بين البلدين، قال الرئيس السيسي: "إن التعاون العسكري والأمن مع فرنسا، يتجاوز الإطار المحدود للتبادل التجاري أو شراء المعدات، وأن علاقاتنا تتطور في إطار من الشراكة الاستراتيجية التي تشمل مختلف الأوجه ذات الصلة بعلاقات الدفاع، فمصر وفرنسا تحاربان معا على عدة جبهات، ومع ذلك فإننا ننوع مصادر التسلح من أجل امتلاك معدات مناسبة قادرة على ضمان أفضل دفاع عن مصر، ونقدر بصورة خاصة التكنولوجيا الفرنسية، وتذكرون أن مصر كانت أول دولة تختار الطائرات (الرافال)؛ مما فتح الطريق أمام شرائها من قبل العديد من الدول الأخرى.
وفيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، قال الرئيس السيسي: "إن مصر، دائما ما دافعت وتواصل العمل من أجل التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر ساندت جميع الجهود الدولية، ونعول على دعم الإدارة الامريكية الجديدة وأوروبا، خاصة فرنسا، من أجل التوصل دون أي تأخير إلى حل إقامة الدولتين على حدود عام 1967، وعلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، أما غياب الحل العادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ فإنه يظل المصدر الأساسي لانعدام الاستقرار في الشرق الاوسط.
وعن عمل المنظمات الأهلية في مصر وادعاءات وجود 60 ألف معتقل رأي فيها، قال الرئيس السيسي: "إنه لا يعرف من أين جاء هذا الرقم، وقد عمل الناس مؤخرا قصة من القبض على 3 من أعضاء منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمشكلة تكمن في إنهم سجلوا أنفسهم كشركة تجارية انتهاكا لقانون 2019 المنظمة لأنشطة الجمعيات التي لا تهدف الى الربح"، موضحا أن هناك في مصر أكثر من 55 ألف منظمة أهلية، يعمل بعضها على دعم النظام المصري لحماية حقوق الإنسان، ونسعى لإقرار التوازن اللازم بين حقوق وواجبات المواطن من ناحية، والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى، عليكم أن تدركوا أنه في الشرق الاوسط، يعد الاستقرار والأمن المدني بالنسبة للشعوب الأمر الأكثر قيمة، إن الاصلاحات التي تمت في قطاعات التعليم والصحة والإسكان هي تعبير عملي عن تمسكنا بحقوق المواطنين".
وحول تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري، قال الرئيس السيسي "اتخذنا إجراءات لحظر التجوال في بداية انتشار الوباء، والله كان رحيم بنا، فكان عدد حالات الإصابة لدينا أقل بكثير من الأعداد في أوروبا وأمريكا.
وأوضح الرئيس السيسي خلال حواره مع لوفيجارو الفرنسية، أن صلابة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ منذ عام 2014 أتاح الحفاظ على التوازن بين استمرار الإصلاحات، وامتصاص القيود التي فرضتها الأزمة الصحية، وأن مصر حققت معدل نمو تجاوز 6ر3 % خلال عام 2020، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية خصصت مبالغ كبيرة لتطوير قطاعي الصحة والتعليم، مع ضخ قرابة 6 مليارات يورو للاستجابة للاحتياجات الملحة للقطاعات الاساسية مثل السياحة ودعم الاسر والعاملين الاكثر تضررا، وأن المصريين ضحوا كثيرا خلال السنوات الماضية، للتخلي عن الاقتصاد القائم على الدعم، ومن ناحية أخرى أشاد صندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف بالنتائج الاقتصادية التي حققتها مصر.
واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، حديثه مع الجريدة الفرنسية قائلا: "إننا في هذه المسيرة نحو التنمية، اختارنا فرنسا كشريك مفضل بالنسبة لنا".