تونس تتخبط بسبب الإخوان.. ونائب: الغنوشي يحول البرلمان إلى «مقبرة جماعية»
الإثنين، 07 ديسمبر 2020 11:00 م
تعانى الدولة التونسية من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متلاحقة بسبب سياسات حركة النهضة التونسية، ما أدى لغضب الشارع التونسى بسبب تردى الوضع المعيشى للمواطنين في ظل تجاهل الحركة الإخوانية لهموم التونسيين. واتهم عضو مجلس نواب الشعب التونسى المنجى الرحوى، الأحد، رئيس البرلمان التونسى وحركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشى، بالتسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، متهما الغنوشى بتحويل البرلمان لـ «سوق بيع وشراء الأوهام»، والتنكر لأهداف الثورة التونسية، وتحويل البلاد لمقبرة جماعية.
وأكد الرحوى خلال كلمة له بالجلسة العامة لمجلس نواب الشعب التونسى، أنه لا وجود لأيّة ميزانية منذ عام 2012 تخدم الشعب ومن قاموا بالثورة، متّهما رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي بـ «التسبب في الوضع الذي وصلت إليه البلاد». وأشار البرلماني التونسى إلى أن النتيجة الحاصلة من 2012 إلى 2020 هى مزيد من التفقير والبؤس والتخلى عن الخدمات الاجتماعية فى الصحّة العمومية وفى المدرسة العمومية والنقل، معتبرا أن البرلمان بصدد الكذب على الشعب وبيع الأوهام.
كما أوضح أن مجلس نواب الشعب التونسى تحول إلى سوق للبيع والشراء، مشددا على أن "الغنوشى المسؤول عن كل السياسات، وعن العفو التشريعي العام، وعن صندوق الكرامة، وعن إسقاط كل المشاريع التي تم تقديمها لصالح المهمشين. وشهدت الجلسة في نهاية مداخلة الرحوي حالة من الفوضى، واعتبر النائب التونسى أنه تم قطع الكلمة عنه لأن كلامه أزعج الغنوشي، فيما أكد الأخير أن الوقت المخصص له انتهى، داعيا إياه إلى "التأدّب".
بدورها، أكدت رئيسة حزب "الدستوري الحر" بتونس عبير موسي، السبت، أن تصنيف بلادها بالقوائم السوداء فشل دبلوماسي، موضحة وجود تقصير بمكافحة الإرهاب. وقالت في تصريحات أمام البرلمان، إن "تونس لم تعد تلعب دورا جوهريا ومحوريا في الشأن الخارجي، وأصبحت مغيبة حتى على الملفات التي تشمل أمنها القومي".
ولفتت إلى أن "مؤتمر أصدقاء سوريا كان وصمة عار بالنسبة للدبلوماسية التونسية"، مشيرة إلى أن "الدولة أصبحت عاجزة عن إرجاع العلاقات مع سوريا بعد 10 سنوات". وأوضحت أن "ملف العائدين من بؤر التوتر هو موضوع مسكوت عنه". وأشارت إلى أن "تونس أصبحت تحيد عن تطبيق الاتفاقيات الدولية المبرمة التي كان أحد ركائز دولة الاستقلال".
وعبرت عن تقصير الدولة التونسية في ملف مكافحة الإرهاب، قائلة: "بلادنا ملزمة بقرارات مجلس الأمن فأين نحن اليوم من مقاومة الإرهاب؟". واستطردت: "تونس عجزت عن إيجاد الحلول للهجرة الغير شرعية وعن التفاوض مع الدول المجاورة لحفظ كرامة التونسيين بالخارج. وحذرت موسي، من خطورة ما تقوم به "الجمعية التركية للصداقة في تونس" من محاولة اختراق المساجد وإدخال تمويلات للبلاد تتعارض مع سيادتنا.
وأكدت أن "هذه التمويلات التي تدخل بطرق غير شرعية، تتجه نحو دعم الإرهاب والتطرف والخطاب التكفيري".وكشفت موسي، عن خطورة الجمعيات التركية الناشطة في تونس تحت مظلة التعاون الدولي، معتبرة أن هذه الجمعيات الخطيرة تستمد غطاءها السياسي من حركة النهضة الإخوانية. وتعانى حركة النهضة الإخوانية التونسية من أزمات متلاحقة وتخبط بسبب الأزمات التي تعانى منها البلاد.
ويعتبر مجلس الشورى داخل حركة النهضة، أكبر هيكل يضم ممثلين للحزب في المحافظات الداخلية ويترأسه عبد الكريم الهاروني، وهو أكثر المقربين من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. وتعيش حركة النهضة الإخوانية في تونس على وقع تصدع كبير وانقسامات واسعة في هياكلها الداخلية أفرزت في الآونة الأخيرة استقالات من الحجم الثقيل. ويواجه الغنوشي معارضة واسعة داخل حزبه، تتهمه بالفساد المالي وبالدكتاتورية في اتخاذ القرارات وتقريب عائلته من مواقع القرار والنفوذ المالي والسياسي