موضوعات عدة، ناقشها مؤتمر "حوار المنامة" الذي استأنف أعماله اليوم السبت، حيث ناقشت قمة الأمن الإقليمي الـ16 المعروفة بمؤتمر "حوار المنامة" والمنعقدة حاليا في مملكة البحرين والتي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "دبل أي دبل اس" لمدة 3 أيام، بالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية، موضوع "الحوكمة العالمية في أعقاب جائحة كوفيد-19".
وانطلقت القمة أمس الجمعة بمشاركة نحو 20 دولة، عبر وفود اقتصر حضورها إلى موقع القمة على كبار الشخصيات، فيما شاركت بقية الوفود عبر المنصّة الافتراضية، حيث شارك أكثر من 3000 مسؤول ومفكر من مختلف دول العالم، كما يعد حوار المنامة منصة لانعقاد اجتماعات ثنائية أو متعددة الأطراف بين الدول بهدف دفع المبادرات السياسية.
اجتماعات اليوم الثانى بدأت بكلمة المملكة العربية السعودية، والتي أكد فيها وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أنه سيكون لرؤيتة بلاده لعام 2030 تأثيرًا مضاعفًا في ظل تحولات ثقافية واقتصادية محلية تفيد المنطقة.
وأوضح وزير خارجة المملكة أن جائحة "كوفيد 19" جعلت مهمة المملكة في قيادة مجموعة العشرين هذا العام "أكثر صعوبة"، معربًا عن التزام المملكة بالعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة التداعيات التي فرضتها الجائحة.
وشهد افتتاح اليوم الثاني كلمة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التي أشار فيها إلى عدد من المبادئ الأساسية التي وجهت عمل الإدارة الأمريكية خلال الفترة الماضية، حيث أكد إدراك مؤسسي الولايات المتحدة أن واجب الحكومة الأساسي هو وضع أمن أمريكا في المرتبة الأولى، مشيرًا إلى أن المؤسسين فضلوا الاعتماد على سياسة خارجية حكيمة ومنضبطة، وكانوا يعرفون قيمة القيادة الأمريكية وما يمكن أن تحققه للشعب الأمريكي وللعالم وهو ما حاولت إدارة الرئيس دونالد ترامب تحقيق التوازن فيه بشكل صحيح.
وقال بومبيو إن إدارة الرئيس دونالد ترامب رأت أن السبب الحقيقي للصراع في الشرق الأوسط لم يكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل كان سببه وجود تنظيم داعش والنظام الإيراني، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ ذلك الحين نهجها في الشرق الأوسط من خلال قيادة الحرب ضد داعش مع شركائها، وهو ما حقق انتصارًا متعدد الأطراف، نرى العالم أكثر أمانًا اليوم نتيجة لذلك الجهد الجماعي الجيد للغاية.
أما بالنسبة لإيران، فقد أكد بومبيو أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للنظام على أنه حكومة معادية للغرب، وهي ترهب شعبها وجيرانها في المنطقة، مشيرًا إلى أن إرسال النقود إلى النظام الإيراني لم يغير من سلوك إيران في السابق، بل أنه شجعها على تمويل حملات النظام الإرهابية، منوهاً أن الولايات المتحدة رفضت التهدئة وفضلت الردع وهو نهج واقعي.
وحققت أميركا الكثير من الإنجازات خلال الفترة الماضية - حسب وصف وزير خارجيتها، فقد انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي كانت تتاجر بالمال والحصانة لسلوك النظام الإيراني الخبيث مقابل تعهدات نووية لا يمكن التحقق منها والتي تعرضنا جميعًا للخطر، مؤكدًا أنه وبمساعدة الحلفاء في منطقة الخليج العربي، أدت حملة الضغط الأقصى إلى عزل إيران دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً.
وأشار بومبيو إلى أن توقيع اتفاق إبراهيم للسلام في البيت الأبيض في سبتمبر لم يكن ممكناً لولا حملة الضغط الأقصى ودبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية النشطة مع شركائها الأقوياء في المنطقة.
"على المجتمع الدولي أن يفهم تحديات الأمن القومي التي يواجهها الشرق الأوسط، إن أمن الشرق الأوسط ارتبط بالأمن العالمي لمدة سبعين عاما"- وذلك حسب تصريح وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني خلال كلمته في المؤتمر.
وأضاف الزياني: "العالم ينظر إلى لشرق الأوسط على أنه منطقة غير مستقرة"، داعيا إلى ضرورة تغيير هذه النظرة، ولفت إلى أن "الاتفاق الإبراهيمي يدفع المنطقة نحو الاستقرار والسلام"، في إشارة إلى معاهدة السلام الموقعة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية على رأسها الإمارات والبحرين.
وأشار وزير خارجية البحرين إلى حاجة المنطقة إلى "رادع أمني مرن، يكمله الردع الإلكتروني والاقتصادي والدبلوماسية النشطة" مؤكدًا "لا يمكن التعامل مع أمن منطقة الشرق الأوسط خارج سياق الأمن العالمي". مستطردًا: "دول الخليج قادرة أن تكون شريكًا أساسيًا على طاولة المفاوضات للملف النووي الإيراني، وتستطيع التصرف بمسؤولية كبيرة تجاه ذاك، والأدوات التي يجب أن يتم التفاوض حولها أن تكون شاملة وبمشاركة جميع الأطراف.
وتابع "نأمل أن تحمل الإدارة الأمريكية الجديدة الفرص نحو الحوار الشامل لتحقيق السلام في المنطقة، والسلام في المنطقة ليس سهل ولكن العمل المشترك والرغبة ستحقق ذلك".