رحل الساحر وبقي السحر.. وداعاً مارادونا
السبت، 28 نوفمبر 2020 08:00 ممحمد أبوليلة
غيبه الموت، لكن سحره مازال باقياً، ملهما ً لكل لاعبي كرة القدم في مختلف أنحاء العالم، إنه أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، الذي توفي عن عمر يناهز الـ 60 عاماً.
تاريخ طويل عاشه مارادونا من الشهرة والضجيج أحياناً وإيثارة لجدل واسع أحياناً أخرى، فيعتبره كثيرون الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الكرة ويعتبره الكثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.
لعب مارادونا في أربع بطولات كأس العالم، بما في ذلك بطولة المكسيك عام 1986، حيث قاد الأرجنتين بالفوز على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية، وفاز بجائزة الكرة الذهبية بوصفه أفضل لاعب في البطولة.
وفي نفس البطولة في جولة الربع النهائي، سجل هدفين في المباراة التي جمعتهم مع منتخب إنجلترا بنتيجة 2-1 وهما الهدفان اللذان دخلا تاريخ كرة القدم، لسببين مختلفين، الأول كان عن طريق لمسه بيده المعروفة باسم "يد الإلـه"، في حين أن الهدف الثاني سجّل من مسافة 66 ياردة راوغ بها لاعبي منتخب إنجلترا الستة، وتم اختيار ذلك الهدف كأفضل هدف في القرن العشرين.
بدايته
في يوم 20 أكتوبر 1976، بدأ مارادونا مشواره مع الاحتراف مع نادي أرجنتينوس جونيورز، وعشرة أيام قبل عيد ميلاده السادس عشر، ولعب هناك بين عامي 1976 و 1981، وسجل 115 هدفا في 167 مباراة قبل انتقاله بمليون جنيه استرليني لبوكا جونيورز، بعد أن انضم في نصف الموسم مع بوكا موسم 1981، لعب مارادونا في بطولة الدوري وتسلم أول ميدالية له في العام 1982. قدم نادي شيفيلد يونايتد الإنكليزي عرضا له في حين كان يلعب لارجنتينوس جونيورز مبلغا وقدره 180 ألف جنيه استريلني لخدماته ولكنه رفض العرض.
ولد مارادونا في لانوس، جنوب بوينس آيرس لعائلة فقيرة انتقلت من محافظة كوريينتس، وكان أكبر ابن بعد ثلاثة بنات، ولديه أخوان هما هيوغو وإدواردو، وكلاهما كانا لاعبي كرة قدم محترفين أيضاً. في سن العاشرة اكتشفت موهبة مارادونا الكروية عندما كان يلعب مع نادي إستريلا روجا، لعب في المرحلة قبل الاحترافية مع نادي أرجنتينوس جونيورز بين سنتي 1974 و1977، ومن ثم كمحترف في نفس النادي حتى سنة 1981. انتقل بعد ذلك إلى نادي بوكا جونيورز مواصلاً موسم سنة 1981، بالإضافة إلى تحقيقه أول لقب مع الفريق في الموسم التالي سنة 1982.
لعب أول مبارياته مع منتخب الأرجنتين لكرة القدم عندما كان عمره 16 عاماً، ضد منتخب المجر. وعندما أصبح عمره 18 عاماً، مثل بلاده في بطولة العالم لكرة القدم للشباب، حين كان نجم البطولة، وفاز بالبطولة بعد هزيمته منتخب الاتحاد السوفياتي بنتيجة 3 - 1 في النهائي.
مارادونا المشاغب
تم توقيف مارادنا من كرة القدم لمدة 15 شهرا في عام 1991 بعد ثبوت تعاطيه مخدرات الكوكايين في إيطاليا، وتم ارساله إلى بلاده من كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة بعد ثبوت تعاطيه مادة الايفيدرين، وبعد تقاعده من اللعب في 37 في عام 1997، اكتسب وزنا زائداً، وعانى من اعتلال صحته، والآثار المترتبة على تعاطي الكوكايين.
وفي عام 2005 ساعدت عملية تدبيس المعدة السيطرة على زيادة وزنه، وتغلب على إدمانه للكوكايين، سلوكياته قد عملت على خلاف مع الصحافيين ومدراء الرياضة. على الرغم من انه كان قليل الخبرة الإدارية، وأصبح مدربا للمنتخب الأرجنتيني في نوفمبر تشرين الثاني 2008، بعقد عمل لمدة ثمانية عشر شهراً، حتى انتهاء عقده بعد كأس العالم 2010.
أسطورة خالدة – كأس العالم 86
قاد مارادونا المنتخب الأرجنتيني الوطني إلى الفوز في كأس العالم 1986 بالفوز في النهائي في المكسيك ضد ألمانيا الغربية بنتيجة 3–2، وفي هذه البطولة أكد مارادونا هيمنته على الجميع، وكان اللاعب الأكثر ديناميكية في هذه البطولة، لعب كل دقيقة من كل مباراة الأرجنتين، وسجل 5 أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة.
واشتهرت في تلك البطولة حادثة إحراز مارادونا لهدف بيده في مباراة منتخب الأرجنتين مع منتخب إنجلترا. بالرغم من أن الحكم احتسب الهدف، إلا أن الإعادة التلفزيونية تظهر لمسة اليد الواضحة. وقد لُعِبت هذه المباراة مع خلفية حرب الفوكلاند بين الأرجنتين والمملكة المتحدة والعواطف وكانت لا تزال باقية طوال المباراة بأكملها، حيث أظهرت الإعادة الهدف الأول عن طريق ضرب الكرة بيده.
وكان مارادونا مراوغ بحياء، واصفا اياه بأن الهدف كان برأسه وقليلا مع يد الله"، أصبح معروفا باسم "يد الله"، وفي 22 أغسطس 2005 اعترف مارادونا في برنامج تلفزيوني له انه ضرب الكرة بيده عمدا، وأنه لا يعرف ان الهدف هو غير شرعي، أصبح يعرف باسم الفاشل الدولي في تاريخ كأس العالم، تسبب الهدف، إلى حد كبير إلى غضب اللاعبين الإنجليز.
حالته الصحية
وتوقف مارادونا عن لعب الكرة لمدة 15 شهراً بسبب تعاطيه الكوكائين، ومن ثم لعب في صفوف نادي إشبيلية (1992–93)، ونيويلز أولد بويز (1993)، وبوكا جونيورز (1995 إلى 1997)، وقد حاول تدريب بعض الأندية، إلا أنه لم يحقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال، حتى اعتزل لعب الكرة في 30 أكتوبر 1997، وتولى تدريب منتخب الأرجنتين خلال كأس العالم 2010، عرفت حالته الصحية تذبذبا كبيراً، وقد نقل للمستشفى مرات عديدة في حالات مستعجلة بسبب المخدرات والوزن الزائد، انتقل إلى كوبا للعلاج من الإدمان تحت نفقة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، لكنه ظل رغم ذلك عدو الصحافة الرياضية اللدود بالأرجنتين.