أنقرة في مرمى القارة العجوز.. أوروبا تعد قائمة عقوبات لردع استفزازات تركيا
السبت، 28 نوفمبر 2020 04:00 م
بدأ الاتحاد الأوروبى يكشر عن أنيابه لتركيا بسبب انتهاكاتها شرق المتوسط، ويعمل الاتحاد الأوروبي حاليًا على تجهيز قائمة بالعقوبات الممكن فرضها على أنقرة، من أجل حثها على قصر حفريات التنقيب عن الغاز المثيرة للجدل في نطاق مياهها الإقليمية فقط، الأمر الذى دفع المراقبون بالقول أن العقوبات سوف تقضى على ما تبقى من اقتصاد أنقرة المنهار، ولجأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى التودد للاتحاد وإعادة فتح ملف انضمام بلاده إليه، وكشف عن رغبته مجددا فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وذلك على الرغم من التوتر القائم بين الطرفين، غافلا عن أن هذا الحلم أصبح مستحيلا فى ظل الأزمات المستمرة مع أوروبا.
وأبرز الإعلام الإسبانى، بعض محاولات الرئيس التركى فى إثارة استفزاز أوروبا، وقالت صحيفة «الدياريو» الإسبانية، إن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان يثير استفزاز أوروبا بشكل كبير. وأصبح العديد من القادة الأوروربيين يدعمون الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مواجهة استغلال أردوغان للإجراءات التى اتخذها للحد من التطرف فى البلاد، والتى تفاقمت بسبب مقتل مدرس فرنسى، هذا فضلا عن إثارة الرئيس التركى التوتر مع اليونان وقبرص حول التنقيب فى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقالت صحيفة «افاراى إيطالياني» الإيطالية، إن أردوغان يحاول مرة أخرى مع أوروبا ويتراجع عن النبرة الحادة التى كان يتعامل بها فى الفترة السابقة، ويحاول التودد لأوروبا، ويعرب عن رغبته فى الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبى. وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكترونى إلى أن أردوغان يحاول الالتفاف على أوروبا من خلال نفيه لوجود أى مشاكل مع الاتحاد الأوروبى رغم الأزمات التى افتعلها الرئيس التركى فى الفترة السابقة، إلا أنه أيضا طالب بتنفيذ الاتحاد الأوروبى بوعوده من احترام الالتزام باتفاقية المهاجرين ومنح بلاده العضوية الكاملة، وقال أردوغان: «ليست لدينا مشاكل مع الاتحاد الأوروبي».
وأوضحت الصحيفة، أن من الملفات المفتوحة بين الطرفين هى تدخل أنقرة فى ليبيا واستكشافات المحروقات فى المياه المتنازع عليها فى البحر الأبيض المتوسط، والتى أدت إلى صدام مع فرنسا، ثم تفاقمت بعد ذلك بقطع رأس أستاذ فرنسى كان قد أظهر لطلابه الرسوم الكاريكاتيرية عن الإسلام. وأضافت الصحيفة، أن كلمات اردوغان تبدو بمثابة نداء إلى الاتحاد الأوروبى فى ضوء قمة ديسمبر التى ينبغى أن تناقش العلاقات مع أنقرة، ومع زيادة العقوبات الاوروبية على اردوغان لم يجد طريقا آخر سوى التراجع أمام أوروبا والتودد إليها مرة آخرى.
أما صحيفة «أوك دياريو» الإسبانية فكشفت عن أن تركيا تحاول السيطرة على موارد الاقتصاد الليبى، وبالتالى تتيح لشركائها بالأمر المباشر الاستحواذ على مشاريع فى الدولة الواقعة فى شمال إفريقيا. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن رئيس لجنة السيولة فى البنك المركزى الليبى بنغازى، رمزى الأغا، كشف عن تفاصيل كيفية استغلال حكومة أردغان الاحتياطات النقدية الليبية فى بنوكها للتعامل مع أزماتها، ما يمنع استخدامها من طرابلس فى أى مشروع متعلق بها أو إعادتها الى البلاد لتوفير الدينار الليبى.
وأفاد التقرير بأن تركيا لا تخفى أطماعها فى النفط الليبى، وتسخر كل إمكانياتها للحصول عليه، سواء فى البحر أو الحقول البرية، حيث يسعى أردوعان بشكل واضح لعمليات تنقيب عن النفط داخل الحدود البحرية التى تم تحديدها بموجب اتفاق مع حكومة الوفاق غير الشرعية. وقد كشف مكتب المدعى العام الليبى قبل أيام عن إنفاق أكثر من 800 مليون دولار على استثمارات وهمية غير مدرجة فى الخارج. وحذر العديد من الخبراء من خطة أردوغان لنهب احتياطيات النقد الأجنبي الليبي في البنك المركزي التركي واستخدامها لإنقاذ بلاده من الأزمة الاقتصادية «الخانقة» التي تعيشها.