الأم نبع الحنان ومنهله، فبرضاها تضمن الجنة، فالأمومة هي الفطرة التى وضعها الله فى قلوب السيدات، فهى من تتحمل صعوبات ومشقة الحمل والولادة وكذلك رعاية الأطفال وتربيتهم على القيم، لذلك فالأم مدرسة وعلى الرغم من أنها تبدو كلمة صغيرة إلا أنها تختصر حياة بأكملها فقد جعلها الله سبب في استمرار الحياة، لكن فيما شهدته قرية السد التابعة للوحدة المحلية بطنان بمركز قليوب بالقليوبية، توقفت حياة الأم بعد ساعات من انتهاء عمر نجلها فلذة كبدها.
واقعة كست الحزن قرية السد بالوحدة المحلية بطنان التابعة لمركز ومدينة قليوب، بعد فراق أم الحياة بعد ساعات من دفن نجلها الذى عانى فى أيامه الأخيرة من مرض حمى التيفويد وارتفاع شديد بدرجة حرارته، والذى تعلقت به كثيرا لعطفه وحنيته عليها، فلم تستطع الحياة دون وجوده بها، لتلتقى به في الدار الأخرة فى أقل من 24 ساعة من وفاته ودفن جثمانه، ليرقدا سويا إلى جوار بعضهما البعض ليجمعها الحب والأمومة فى الدارين الدنيا والآخرة.
فى البداية قال محمود عامر، أحد أبناء قرية السد بقليوب، إن الشاب المتوفى يدعى محمد إبراهيم عبد الشافى، صاحب الـ 30 عاما، تزوج منذ عام تقريبا، وكان أكبر أبناء والدته، وتعلقت به كثيرا، إلا أنه أصيب منذ فترة بحمى التيفويد، التى تسببت فى ارتفاع درجة حرارة حسمه كثيرا، إلى أن توفى منذ يومين، وذلك بعد شهيرن كاملين فى مواجهة هذا المرض، إلا أن المرض تغلب عليه فى النهاية، ليلقى ربه ويتم دفنه بمقابر الأسرة.
وأضاف «عامر»، في تصريحات صحفية، أن محمد الشاب المتوفى كان معروفا بين الجميع بالقرية بحسن الخلق وطيبها وحبه للخير للجميع، كما أنه تزوج منذ عام، ورزق بطفلا يبلغ من الهمر حاليا شهر ونصف، إلا أنه لم يره منذ ولادته نظرا لأنه كان محجوزا بحميات قليوب قبل ان ينتصر المرض عليه، ويلقى ربه ويودعه المئات من أبناء القرية تقديرا لسيرته العطرة.
وأوضح، أنه بعد الانتهاء من مراسم دفن «محمد» بمقابر الأسرة وتوافد أبناء القرية لتقديم واجب العزاء، إلا أن والدته شعرت بتعب شديد، وعند محاولة الأسرة سرعة إسعافها لم يسعفهم الوقت ولحقت بنجلها فى أقل من 24 ساعة، مؤكدا «والدة محمد كانت متعلقة بيه لدرجة كبيرة كان حنين جدا عليها وعنده استعداد يهد الدنيا لأجلها، وهى مستحملتش فراقه واتدفنت بمقبرة مجاورة لنجلها فى أقل من 24 ساعة».