هل يتفق الليبيون في تونس؟.. تفاصيل الجلسة الأولى للحوار السياسى الليبي
الإثنين، 09 نوفمبر 2020 04:35 م
انطلقت اليوم الاثنين فعاليات ملتقى الحوار السياسي الليبي الشامل، تحت شعار ''ليبيا أولا" بمشاركة 75 شخصية ليبية، وذلك للتوصل إلى حوار مثمر للخروج بحل للأزمة الليبية الراهنة ورسم ملامح المرحلة المقبلة لبناء مسار ديمقراطي بها.
واليوم، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، إن الليبيبن على أعتاب مرحلة جديدة بعد سنوات من الانقسام والحروب والدمار، مؤكدة أنه من حق الشعب الاستقرار، وأن اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في جنيف بين الاطراف المتنازعة في جنيف 23 أكتوبر الماضى ساهم في تنقية الأجواء بين الفرقاء الليبيين رغم الواقع الجديد الذى فرضته جائحة كورونا في ليبيا وتونس.
وأشارت وليامز، إلى تعاون أعضاء الملتقى الحاضرين لتفهمهم والتزامهم بالإسهام في الوصول الى حلول توافقية للأزمة الليبية، مضيفة أن هناك ضرورة الانتقال من المراحل الانتقالية إلى مرحلة اليقين، ومن ثم تحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا.
وفي افتتاح الجلسة الأولى اليوم، أكد الرئيس التونسى قيس سعيد، على أن ليبيا اليوم على موعد مع التاريخ والارادة الثابتة للتوصل إلى حل لتجاوز كل العقبات مهما تعقدت ولكل الصعوبات مهما تفرعت.
وأضاف: ''ستجدون ما يجد الشقيق من شقيقه وقت الشدة والدم الذي سال في بلادكم هو الدم الذي سال في بلادنا، موضحاً أن اجتماع المنتدى السياسى الليبى في تونس تاريخى بكل المقاييس وهو يندرج في إطار الجهود التي تم بذلها في تونس وفي إطار الأمم المتحدة وهو ليس لقاء منافسة ولا مبارزة لأيا كان لأن الهدف هو وضع مواعيد واضحة لحل سلمي للأزمة، لافتا إلى أن المبادرات والتأويلات اختلفت وتعددت وسط سقوط مئات الأبرياء.
وشدد الرئيس التونسى على أنه لا مجال اليوم للوصاية على الشعب الليبي تحت أي عنوان وبأي شكل من الأشكال، ولا مجال لتقسيم ليبيا، وهناك قوى خارجية عملت وما تزال تعمل على تقسيم ليبيا، لافتاً إلى أن الشعب الليبى هو من أكثر الشعوب تجانسا في العالم وهو قادر على تجاوز كل الصعوبات والعقبات حين لا تتدخل قوى من الخارج في شؤونه الداخلية.
وأوضح الرئيس التونسى خلال كلمته أنه من بين الوسائل التي تمكن من تهدئة الأوضاع هي التركيز على أن تكون ليبيا موحدة ولا مجال لتقسيمها، مشيرا إلى أن البعض يتحدث عن الشرق والغرب لكن الشعب الليبي واحد، مضيفا "تونس ترفض تقسيم ليبيا لأن كل الليبيين يرفضون التقسيم وهو خطر على المنطقة كلها لأنه سيكون مقدمة مقنعة لتقسيم دول مجاورة أخرى."
ويشارك في جلسات الحوار السياسي الليبي بتونس، ممثلون لفئات مختلفة من ممثلين عن مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة بالإضافة إلى القوى السياسية من خارج نطاق المؤسستين، وفي ظل التزام راسخ بالمشاركة الهادفة للمرأة والشباب والأقليات بحيث يكون الحوار شامل لكافة أطياف ومكونات الشعب الليبي.
وستبحث اجتماعات تونس ستبحث تشكيل حكومة ليبية جديدة تدير البلاد لعدة أشهر تجهز خلالها لإجراء الانتخابات العامة في البلاد، وأن البعثة الأممية تتجه لهيكلة المجلس الرئاسي الليبى بحيث يتولى السراج رئاسته وترشيح نائب عن الجنوب الليبى أبرزهم السفير عبد المجيد سيف النصر وشخصية آخرى تمثل المنطقة الشرقية.
وقالت تقارير إن البعثة الأممية تسعى لإجراء الانتخابات العامة في ليبيا في أسرع وقت، مشيرة إلى أن التفاهمات الهامة التي توصل إليها العسكريين الليبيين في أكتوبر الماضى ستمهد الطريق للحل السياسى للأزمة الليبية.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن الملتقى السياسي الليبي المنعقد في تونس يمثل فرصة لحل خلافات الليبيين، مضيفاً أن مستقبل ليبيا أكبر من أي خلافات حزبية، وأن الكرة الآن لتحديد مستقبل ليبيا باتت بين أيدي المشاركين في الملتقى.
وأضاف، في كلمة مسجلة أُذيعت خلال الملتقى، أن هذا الاجتماع ليس لاختبار مدى عزم المشاركين فيه، وإنما للتوصل إلى حل للأزمة في البلاد، متابعًا: "الآن حان دوركم لتحقيق دولة تطبق فيها الشرعية الديمقراطية، وتحترم فيها المؤسسات".