ترجح الاستطلاعات ويجمع المحللون الاقتصاديون، وفق صحيفة القبس الكويتية، أن يكون فوز المرشح الديموقراطى جو بايدن جيداً بشكل عام لقطاعات الأعمال والاستثمارات فى دول الخليج، متوقعة زيادة التعاون بمجالات التكنولوجيا الرقمية والمالية والاتصالات والذكاء الاصطناعى.
يأتي هذا وسط ترقب خليجى لموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من إيران، وإمكانية العودة إلى الاتفاق النووى، ورفع العقوبات التى فرضتها إدارة دونالد ترامب عليها، وبصرف النظر عما إذا كانت حكومة الولايات المتحدة ديموقراطية أو جمهورية، فإنها تنظر فى أفضل السبل لخدمة مصالحها التجارية أولاً، وتعزيز علاقاتها بشركائها، مع العلم أن التبادل التجارى بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربى، شهد نمواً ملحوظاً فى السنوات الأخيرة حتى وصل إلى 82.9 مليار دولار فى 2019.
وحول مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية بعد فوز بايدن، قال رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر، وفق صحيفة سبق، إن الرياض وواشنطن ترتبطان بعلاقات تاريخية وصداقة قوية، وإن تبدُّل وتغيُّر الرؤساء الأمريكيين لا يؤثر على العلاقات السعودية - الأمريكية في كثير من الأوجه، بل قد تزيد من التنسيق والتعاون في كثير من الأحيان عندما تتطابق وجهات نظر الرئيس المنتخب مع توجهات القيادة السعودية.
وأوضح أنه مع تطور العلاقات تبعًا للتطور التكنولوجي، والبحث عن مصادر الطاقة وتطويرها، أخذت العلاقات السعودية - الأمريكية في النمو والتوثق على مدار الزمن.
وأضاف أن العلاقات بين البلدين هى من أهم مرتكزات النظام العالمى؛ لما تمثله السعودية من ثقل في العالمين العربي والإسلامي، وما تمتلكه السعودية من عوامل قوة، سواء اقتصادية أو موارد الطاقة؛ إذ تساعد السعودية على لعب دور مهم فى استقرار سوق النفط والطاقة فى العالم، إضافة إلى الثوابت السياسية والحنكة القيادية لقادة البلاد.
الاستثمارات المتبادلة
وعلى الصعيد الاقتصادى يتوقع مراقبون استمرار استثمارات ومشاركة الشركات الخليجية في الأسواق، ورجال الأعمال الأمريكيين كما كانت من قبل بغض النظر عن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه إيران.
ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهل أن لديها علاقة أكبر بكثير وذات منفعة متبادلة مع دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بإيران. ويتوقع أن تستخدم سياسة بايدن الخارجية آليات متعددة الأطراف لحل أكثر التحديات إلحاحا في العالم. وعلى المستوى الإقليمي، ستتحول الولايات المتحدة عن سياسة الضغط القصوى التي يتبعها ترامب مع إيران. كما سيؤيد بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران إذا امتثلت الأخيرة بالتزامات الصفقة.
فى المقابل، يرى محللون أن وصول بايدن إلى الرئاسة سيخلق فرصاً أكثر لارتفاع أسعار النفط، باعتباره من أشدّ المهتمين بالبيئة والمناخ، وقد يرفع تكاليف استخراج واستخدام الوقود الأحفورى، وبالتالى ستستفيد دول الخليج من أي ارتفاع يحصل في أسعار الخام، ما سينعكس إيجاباً على اقتصاداتها.
وتوقعت مصادر استثمارية زيادة التبادل التجاري المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربية، مستندة إلى تاريخ السياسة الأميركية الخارجية، خصوصاً فيما يتعلق بالملفات الاقتصادية والتجارية، فهي تعمل على تقوية شراكاتها التجارية مع شركائها الاستراتيجيين وبينهم دول الخليج، مع العلم أن التبادل التجارى المشترك شهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة حتى وصل إلى 82.9 مليار دولار في 2019.
توسع فى العلاقات
شبه إجماع من المحلليين الاقتصاديين على أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين الولايات المتحدة ودول الخليج ستحافظ على زخمها من دون أن تؤثر فيها هوية من يجلس في البيت الأبيض، بحسب ما أفاد استطلاع أجرته «أريبيان بزنس» لمحللين وخبراء.
وتوقع سوريش كومار رئيس مجلس رجال الأعمال الهندي في الإمارات أن يكون فوز الديموقراطيين جيدا بشكل عام للأعمال والاستثمارات في دول مجلس التعاون الخليجي، ووصف العلاقة الاقتصادية والأمنية بالقوية بين دول الخليج والولايات المتحدة.
ومن غير المرجح أن يتغير هذا الأمر مع فوز بايدن ، ستنظر حكومة الولايات المتحدة في أفضل السبل لخدمة مصالحها التجارية، عندما ترشح دونالد ترامب لمنصب الرئيس عام 2016، ركز في حملته الانتخابية على شعار «أميركا أولا»، والذي بموجبه سحب الولايات المتحدة من العديد من الاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف والتعريفات الجمركية في محاولة لكسب مزايا للصناعات المحلية.
وتعهد بايدن أيضًا باستعادة وظائف التصنيع الأمريكية من خلال الزيادات الضريبية على الشركات التي تنقل الوظائف إلى الخارج والحوافز الضريبية لأولئك الذين يساعدون في خلق فرص عمل.
ويقول وليد نعمان المحلل فى شركة Emerging Markets Intelligence & Research، وهي شركة استشارية مقرها دبى: من المرجح أن تتوسع العلاقات التجارية والاستثمارية الأمريكية مع دول الخليج، مضيفاً أنه في الواقع، بالنسبة لواشنطن، ستبقى منطقة الخليج منطقة حيوية ليس فقط لأسباب اقتصادية، ولكن أيضا لاعتبارات جيوسياسية وأمنية.
ويتوقع نعمان أن تظل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جاذبتين للشركات الأميركية، بفضل الاستقرار السياسي وأنظمة الرعاية الصحية المتطورة والمرونة المالية والإصلاحات التنظيمية.
وقالت سارة الزيني الرئيسة التنفيذية بمؤسسة SMZ International Group، وهي شركة استشارات وأنشطة استراتيجية عالمية مقرها واشنطن، إن العلاقات التجارية المتزايدة، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، ولديها القدرة على «تجاوز السياسات والإدارات» في وقت تعمل فيه دول الخليج على تعزيز بنيتها التحتية الرقمية.
من جهتها، استطلعت «زاوية» آراء بعض المستثمرين والمحللين حيال تأثير فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية علي الأعمال والاستثمارات في منطقة الخليج، وأجمع المحللون على أن فوز بايدن لن يحدث تغييرات كبيرة على السياسة الأميركية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي.
وباء كورونا أيضا يلقى بظلاله، فمتطلبات عالم مشا بعد جائحة كورونا قد تجبر الدول أيضا على أن تكون أكثر انفتاحا بينما تحاول حكوماتها ضمان النمو والتعافي الاقتصادي. وكما يقول كومار «في سيناريو ما بعد كوفيد - 19، ستدعم جميع الحكومات أعمالها وشركاتها ليس فقط للعودة إلى الوضع الطبيعي في ما يتعلّق بالاتصالات التجارية مع بقية العالم، بل سترغب في زيادة حصتها في السوق لإعادة توفير الوظائف التي فقدتها خلال الجائحة». وفي حقبة ما بعد الوباء
وخلال تهنئته لجو بايدن، أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات على عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التى تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية بمختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة.